أصدرت مجموعة زين تقريرها السنوي التاسع عن الاستدامة، تحت عنوان "الطريق إلى المستقبل"، والذي تستعرض فيه الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لعملياتها التشغيلية في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأوضحت المجموعة، في بيان صحافي، أن تقريرها السنوي يصف استراتيجية الاستدامة التي تلتزم بها تجاه أسواقها، والأداء المرتبط بها، والإنجازات ذات الصلة بعملياتها، كما أنه يقدم معلومات شفافة ومعمقة حول التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لنشاطها، حيث يُظهر جهودها الحثيثة في مشاركة التزامها المتنامي بالاستدامة.

Ad

وأكدت "زين"، التي تملك وتدير 8 شبكات اتصالات متطورة في أسواق الشرق الأوسط، أنها تبدي التزاما قويا إزاء "خلق مستقبل رقمي"، يبرز قدراتها الكامنة نحو تحقيق نمو مستدام، حيث توفر التطورات الرقمية والتكنولوجية فرصا لا نهاية لها، ليس فقط لمعالجة التأثيرات السلبية في المجتمعات، ولكن أيضا لخلق تأثيرات إيجابية.

وأفادت بأنها، من خلال محفظة خدماتها وتركيزها على الرقمنة، تسعى إلى إطلاق العنان للاحتمالات التي توفرها أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، مبينة أن نشر الوعي ومعالجة الأهداف بفعالية يضمن أن الجهود تتم بطريقة متسقة وفعالة، وقد تمحورت الرسالة المرسومة في سياق تقرير الاستدامة لعام 2019، حول توضيح كيف أن الحلول التي تقودها التحركات العملية هي التي تستطيع أن تدفع جهود التغيير إلى الأمام، فالإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين الأداء البيئي، وتطوير الموظفين هي أمور تؤدي في النهاية إلى مؤسسة أكثر نجاحا وربحية.

وكشفت أن أعمالها الرامية إلى تعزيز رفاهية مجتمعاتها وازدهارها تتم في جميع عملياتها التشغيلية من خلال الاستفادة من أنشطتها التجارية الجوهرية، حيث تقوم مشاركاتها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على ست ركائز رئيسية تقوم من خلالها بقياس تقدمها وأهدافها، وهي: خلق قيمة مشتركة، تشجيع الابتكار الاجتماعي، التصدي للتغير المناخي، الشمولية، عدم التخلي عن أحد، تلبية أهداف التنمية المستدامة، وتمكين الشباب.

وذكرت "زين" أن محتوى التقرير يبرز اهتمامها القوي باستراتيجتها الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، التي باتت تشكل أحد العوامل المحركة المهمة لنمو الأعمال في أسواق المنطقة، مضيفة أنه تتويجا لجهودها في هذا الاتجاه، أدرجت "فوتسي راسل" مجموعة زين ضمن مؤشرها "FTSE4Good" الرائد عالمياً في قياس إسهامات وتقدم المؤسسات في مجالات البيئة والتنمية الاجتماعية والحوكمة، الذي يعتمد عليه المستثمرين في التعرف على قائمة الشركات التي تلتزم بتطبيق المعايير العالمية للاستدامة، لتكون "زين" شركة الاتصالات الأولى في الكويت التي تنضم لهذا المؤشر.

يذكر أن شركة Deloitte قدمت تقرير تأكيد محدودا ومستقلا حول تقرير "زين" عن الاستدامة لعام 2019، وقد استخدمت المجموعة معايير ومبادئ المساءلة، إلى جانب المعايير التوجيهية الخاصة بالمبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI)، كما أن المحتوى الوارد في التقرير متوافق أيضا مع إطار عمل المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة (UNGP) بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وهو الإطار الذي كان تم اطلاقه في السنوات الأخيرة.

رؤية شمولية

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين، بدر ناصر الخرافي: "حافظت زين على جهودها المستمرة في تطوير منظومة تكنولوجيا الاتصالات، انطلاقاً من رؤية شمولية ترتكز على دفع النمو الاجتماعي والاقتصادي، ومنذ بداياتها المبكرة في هذا النهج الاستراتيجي، فهي تدرك التزامها بالروابط العميقة التي تجمعها مع مجتمعاتها، وحرصها على تأكيد التزاماتها الراسخة بالعقد الاجتماعي الشامل".

وأضاف الخرافي: "بينما نواصل النضوج والتطور في مسيرتنا، فإن قوة التزامنا بعقدنا الاجتماعي أصبحت تشكل جانباً ملموساً بالنسبة لنا، والآن وأكثر من أي وقت مضى، أصبحت الحاجة إلى إحداث تغيير منهجي ضرورة ملحة لدفع خطط التنمية في المنطقة".

وبين أن "الظروف المحيطة بعملياتنا التشغيلية تشهد تحديات هائلة، وهو ما تَطلّب منا سرعة التحرك لمواجهة هذه التحديات بالشكل الذي يحافظ على استمرارية خطط النمو المستهدفة، ولذلك قمنا مؤخرا بإعادة النظر في استراتيجيتنا بهدف التركيز على جوانب جوهرية محددة تجلب مزيداً من القيمة إلى أصحاب المصلحة، ومن خلال استراتيجيتنا الرقمية، فإن مفهوم (الاتصال الهادف) بات السمة الغالبة التي تسود بيئة العمل في المجموعة".

وتابع: "كما أن التطورات المتلاحقة في صناعة الاتصالات استدعت أن نغير أيضا الثقافة السائدة داخل الشركة من أجل تغيير مسارات خطط العمل، فالفرص التجارية والاجتماعية التي أفرزتها تطورات تكنولوجيا الاتصالات في العديد من المجالات ازدات بشكل كبير مؤخرا، حيث إننا نشهد حالياً نموا متسارعا في قطاع التكنولوجيا المالية".

واستطرد: "في وسط هذا المشهد، قمنا بتوسيع نطاق عملياتنا في السعودية بإطلاق منصة تحت اسم (Tamam)، وهي منصة للقروض متناهية الصغر توفر قروضاً مالية محدودة، كما نرى الآن تقدماً استثنائياً لمحفظة (زين كاش) في العراق والأردن، ونرى آفاقا جديدة تتبلور في السوق الكويتية، وعدد من أسواقنا في المنطقة، كل هذا سيتيح لفئات المحرومين من الخدمات المصرفية القدرة على إجراء معاملات مالية بشكل أفضل وآمن".

وقال الخرافي: "على غرار التطور الحاصل في مجالات التكنولوجيا المالية، فإننا نرى أيضاً العديد من الفرص في مجال الصحة الإلكترونية، منصة واجهة برمجة التطبيقات، قطاع المشاريع والأعمال (B2B)، والمعاملات بين الشركات والعملاء (B2C)، وحاليا نقوم بتطوير شريحة الـ B2B من خلال مركز زين لاستضافة البيانات، بتوفير خدمات سحابية وحلول سيبرانية".

وأضاف: "لا شك أن المبادرات التي نقوم بها على منصاتنا الرقمية تساعدنا في تسريع التغييرات المنهجية المطلوبة لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية، فهي تجسد المعنى الحقيقي لمصطلح (اتصالات هادفة)، فقد جاء إطلاقنا لشبكة الجيل الخامس في الكويت والسعودية ليبرز جهودنا في هذا التوجه الاستراتيجي".

وأوضح: "إن التزامنا بالمساواة بين الجنسين وتحقيق الشمولية في أعمالنا، مستمر على نفس الوتيرة، فقد أطلقنا مؤخرا مبادرة (WE ABLE)، وهي تهدف إلى تعزيز جهودنا في دمج أصحاب الاحتياجات الخاصة، وضمهم إلى جميع أوجه سياسات وثقافة منظومة العمل بحلول عام 2022، حيث أصبحنا من الكيانات الموقعة على ميثاق الشبكة العالمية للأعمال والإعاقة".

وأعرب عن إعجابه بالخطوات التي تتخذها المجموعة في مواجهة التغير المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية، بقوله: "أحرزت المجموعة تقدما في تخفيض استهلاك عملياتها من الطاقة، وتقليص تأثيرها البيئي، حيث تتبع (زين) أفضل الممارسات العالمية من خلال التزامها بالمبادئ التوجيهية الواردة في خطتها المؤسسية الخاصة بالإدارة البيئية والاجتماعية (ESMP)، وهي الخطة التي طورتها من أجل تقليص التأثيرات البيئية وحماية سلامة المجتمعات".

وأكد الخرافي أن "إدراج (فوتسي راسل) لمجموعة زين ضمن مؤشرها FTSE4Good يبرز اهتمامنا بتضمين مبادئ مجالات البيئة والتنمية الاجتماعية والحوكمة (ESG) في استراتيجية أعمالنا، وهي خطوة ستزيد من التزاماتنا في علاج القضايا والآثار الاجتماعية والبيئية وتعزيز أجندتنا الخاصة بالاستدامة".

اقتناص الفرص

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية للاستدامة في مجموعة زين، جينيفر سليمان: "في حقبة زمنية تتسم بالتغيُّر السريع والاضطرابات، يُشكِّل امتلاك رؤية واضحة جانباً أساسياً من استراتيجية الاستدامة، ففي كثير من الأحيان، تضع بيئتنا المحيطة إطارا لأعمالنا الفردية والجماعية التي يمكن أن تشكل دافعاً لأولئك الذين يعتنقون الفرص التي تنبثق من التطورات التي تقع حولنا، ونحن في زين ننظر إلى أمواج الاضطرابات التي تحدث بأنها فرصة للتطور بطريقة إيجابية".

وأضافت سليمان: "أصبحت زين عضوا في فريق العمل المعني بتغير المناخ التابع لاتحاد GSMA، وهو الأمر الذي يبرز جهودها في مكافحة التغير المناخي، وبينما تتحرك المجموعة قدما إلى الأمام، فهي ستواصل توسيع نطاق جهودها في مجالات الاستدامة، لأنها تدرك الفوائد العديدة التي يجلبها هذا النهج الاستراتيجي".

واستعرضت المجموعة في هذا التقرير سلسلة مبادراتها ومشاريعها في مجالات الاستدامة التي نفذتها في عام 2019، فمن ناحية التأثير الاقتصادي قامت "زين" بتوسيع خدماتها المالية الرقمية المعززة للحياة في الأردن والعراق تحت العلامة التجارية "زين كاش"، كما قامت بتوسيع نطاق عملياتها في التكنولوجيا المالية في السوق السعودية تحت اسم "Tamam"، وهي منصة للقروض متناهية الصغر توفر قروضاً مالية محدودة وتخدم الشرائح السكانية الأكثر ضعفاً في المملكة.

زين الكويت

وفي الكويت كشفت المجموعة عن خطط لتطوير أول منصة رقمية للخدمات المصرفية الإسلامية، بالتعاون مع بنك بوبيان، مسجلةً بذلك أول شراكة رقمية من هذا النوع في المنطقة، وهذا يشجع بدوره على تطوير الخدمات المصرفية الرقمية التي تساعد على دعم الشركات الناشئة والشركات الناشئة وتساهم في الابتكار الرقمي الرائع الذي يحدث في جميع أنحاء المنطقة.

وواصلت "زين" في عام 2019 تعزيز إجراءات سلسلة الموردين الخاصة بها، من خلال إدماج سلسلة خطوات بهدف ضمان سلسلة توريد تتحلى بمزيد من روح المسؤولية، ومن بين الخطوات المتخذة في هذه العملية: استبيان تقييم الموردين، التوقيع على مدونة سلوكيات الموردين، المواءمة مع أفضل الممارسات العالمية من خلال إرشادات خطة الإدارة البيئية والاجتماعية، والقيام بزيارتين للدقيق سنوياً لموردين ممن تم اختيارهم على أساس معايير اجتماعية وبيئية.

وعلى مستوى الموظفين، أطلقت المجموعة برنامج "WEABLE" لتشجيع التنوع والاشتمال في مكان العمل، لتستوعب الشركة أصحاب الاحتياجات الخاصة بحلول العام 2022، وتعد برامج تمكين الشباب ركيزة إستراتيجية في خطط المجموعة في مجالات الاستدامة، حيث تقوم "زين" بدعم الشباب ورواد الأعمال لتمكينهم من أن يصبحوا أكثر مشاركة في تحسين المجتمع.

"جيل Z"

وشملت المبادرات التي أطلقت في هذا الإطار برنامج (جيل Z) وهو مبادرة لمدة عام تهدف إلى تعزيز المهارات الرقمية والسلوكية للشباب الكويتي في مجالات التمكين، التحول الرقمي، وثقافة الشركات، الاستدامة، ومجالات التركيز الأخرى مثل البيانات الضخمة، التكنولوجيا المالية، وتحليلات البيانات.

وتواصل "زين" تطوير منصة Zainiac الإلكترونية الداخلية، من أجل تشجيع روح ريادة الأعمال داخل المؤسسة، وقد تلقت مبادرة Zainiac أفكاراً ابتكارية بلغت 700 فكرة حتى الآن، وتوفر هذه المنصة الإرشاد والتوجيه من الإدارة العليا لتطوير فكرة الأعمال التي تجمعها من موظفيها، كما تبدي المجموعة اهتماما بمبادرات التوجيه العكسي لدعم التنوع والاندماج من خلال تقليل الفجوات بين الموظفين.

ونظمت المجموعة عددا من المنتديات شاركت فيها جميع الشركات التابعة من أجل مزيد من إشراك ومواءمة الاستراتيجيات والأهداف الخاصة بإداراتها المختلفة، واشتملت فعاليات تلك المنتديات على: الجوانب التنظيمية، واجهات برمجة التطبيقات (API)، إدارة مخاطر المشروعات، معاملات ما بين الشركات (B2B)، الجوانب القانونية، المشتريات، والتكنولوجيا.

إنترنت الأشياء

وعلى مستوى العملاء والمنتجات، واصلت المجموعة التوسع على صعيد المعاملات بين الشركات (B2B)، حيث قامت الشركة بإدخال تعديلات خدماتها في مجال الـ B2B لتشمل خدمات إنترنت الأشياء، كما وسعت نطاق وصولها عن طريق ضم شرائح المكاتب الصغيرة والمنزلية (SoHo) والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأطلقت تطبيق "Zain Kids" الذي يوفر ألعابا تعليمية يمكن لأولياء الأمور أن يتحكموا فيها، حيث إن لديهم إمكانية الوصول إلى التحكم في حدود الوقت والمحتوى وإحصائيات استخدام الأطفال، كما قامت بتوسيع نطاق قطاع الصحة الإلكترونية.

وعلى صعيد معالجة القضايا الاجتماعية، جددت "زين" التزامها الثابت بحماية الأطفال، من خلال نشر تقرير بعنوان "سلامة الأطفال على الإنترنت: تقليص خطر العنف والإيذاء والاستغلال على الإنترنت"، ضمن مجموعة عمل لجنة النطاق العريض (البرودباند): سلامة الأطفال على الإنترنت. كما واصلت تطوير الرعاية التلطيفية في الكويت ولبنان، من خلال شراكتنا مع جمعية "سند". بالنسبة للكويت، فإن الشراكة التي بين جمعية "سند" وممثلي الرعاية الصحية المحليين جرى تطويرها لتعمل على سياسات في مجال الرعاية التلطيفية. وفي لبنان، واصلت جمعية "سند" العمل على جمع المعلومات وإجراء الأبحاث العلمية حول الرعاية التلطيفية.

وعلى الصعيد البيئي أصبحت مجموعة زين عضوا في "مشروع الإفصاح عن الانبعاثات الكربونية"، الذي يوفر إطار عمل وإرشادات حول إعداد تقارير الاستدامة من أجل معالجة الأمور ذات الصلة بالتغير المناخي، حيث قامت بتركيب 849 محطة بث (BTS/Power) خارجية، و91 ملجأ صغيراً على مستوى عملياتها التشغيلية من أجل تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما نشرت المجموعة 25 محطة للطاقة الشمسية والطاقة الهجينة.