وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيروس كورونا بأنه «هدية سيئة من الصين»، التي ردت بنشرها أمس «الكتاب الأبيض»، الذي تحدثت فيه عن تجربتها «الناجحة» في تقليص عدد الإصابات اليومية.

وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأول في البيت الأبيض، قال ترامب: «لقد تضررنا بشدة من الفيروس، أوروبا أيضا أصابها ضرر شديد، هذه هدية سيئة جدا من الصين، وكان يجب أن يوقفوا هذا الفيروس من المصدر، الجميع يتساءل لماذا انتشر هذا الفيروس في مدينة ووهان، ولم ينتشر في باقي أجزاء الصين؟».

Ad

وأضاف: «لماذا خرج الفيروس إلى أوروبا والعالم والولايات المتحدة، ولم ينتشر في الصين؟ الصينيون هناك عرفوا أنها مشكلة ولم يمنعوها من المصدر، ولم يمنعوها من الوصول إلى باقي العالم وإلى الولايات المتحدة. على أحد أن يجيب على هذه الأسئلة. ولكننا سنتوصل إلى إجابات».

يذكر أن عدد المصابين في أنحاء العالم اقترب من 7 ملايين شخص، واقترب عدد الوفيات من 400 ألف.

من ناحيته، قال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ الأميركي ريك سكوت، خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أمس، «يتعين علينا أن ننجز تطوير لقاح للوقاية من الفيروس، ولكن للأسف، لدينا دليل على أن الصين الشيوعية تحاول إفشالنا أو إبطاء العملية».

وعن الدليل الذي لدى الولايات المتحدة على ذلك، أحجم سكوت عن تقديم تفاصيل لكنه أجاب انه جاء من أجهزة استخبارات، مضيفا: «هذا اللقاح مهم حقاً لنا جميعاً كي تبدأ عجلة اقتصادنا في الدوران مجددا. ما أعتقده حقا هو أنه سواء طورته إنكلترا أولا أو نحن أولا فسنتشاركه. الصين لن تتشاركه معنا».

الصين

وفي بكين، دافع مسؤولون رفيعو المستوى عن رد بلادهم على الجائحة.

ورفض رئيس مكتب الاعلام بمجلس الدولة شو لين الاتهامات بإخفاء معلومات حول تفشي الفيروس، مشيراً الى أن بكين تعاملت مع الأمر بشفافية وأبلغت العالم بالتطورات في الوقت المناسب، وقال: «بعض الساسة الأجانب ووسائل الاعلام عملت على إلقاء تهم مفترضة فيما يتعلق بمصدر الفيروس، وقامت بتوصيفه وتسييس أزمة الوباء».

كما شدد رئيس لجنة الصحة الوطنية ما شياو وي على أن «الحكومة الصينية لم تتأخر أو تتستر على أي شيء، بل أبلغت المجتمع الدولي على الفور ببيانات الفيروس والمعلومات ذات الصلة عن الوباء، وقدمت مساهمة مهمة في الوقاية منه ومكافحته».

«الكتاب الأبيض»

إلى ذلك، فند «الكتاب الأبيض»، الذي نشر امس، في 66 صفحة، تجربة الصين التي وصفها بـ«الناجحة في تقليص الزيادة اليومية للإصابات إلى واحد في غضون شهرين تقريباً والنصر الحاسم... في معركة الدفاع عن مقاطعة هوبي وعاصمتها ووهان، خلال 3 أشهر».

من ناحيته، قال وزير العلوم والتكنولوجيا وانغ زيغانغ، في مؤتمر صحافي، امس، إن الصين ستعزز التعاون الدولي في التجارب السريرية المستقبلية إذا نجحت في تطوير لقاح للفيروس، مضيفا: «الصين ستجعل اللقاح منفعة عامة عالمية عندما يكون جاهزاً».

وأعلنت السلطات الصحية في الصين اليوم تسجيل 6 اصابات جديدة، بينها حالة محلية.

أفغانستان

وفي كابول، حذر وزير الصحة الأفغاني من «كارثة قادمة» مع قرب وصول القدرة الاستيعابية لمستشفيات البلاد إلى حدها الأقصى جراء تزايد الإصابات التي بلغت 20 ألفا و327 وفاة.

من ناحيته، أعلن حاكم ولاية كابول محمد يعقوب حيدري ان نسبة إشغال «أسرة المستشفيات على وشك بلوغ حدها الأقصى، وقريباً جداً لن تكون لدينا أي قدرة على استقبال مزيد من المرضى».

وأشار حيدري الى أن «عدد الإصابات في كابول لوحدها قد يتخطى المليون»، مضيفا: «لدينا تقارير عن تزايد الوفيات التي يشتبه في أنها ناجمة عن الوباء، وعن دفن ليلي للجثث»، وتابع: «نملأ ما بين 10 و15 سيارة إسعاف بالموتى يوميا».

بريطانيا

وفي لندن، طالب ما يقرب من 30 خبيرا علميا بارزا في حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بدء تحقيق عام لإعداد بريطانيا لمواجهة موجة ثانية من الفيروس.

وتقول صحيفة «ديلي ميل» إن هذه المطالبة تعد علامة أخرى على وجود فجوة متنامية في التعامل مع الفيروس بين وزراء الحكومة ومستشاريها العلميين.

وقالت مجموعة الخبراء إن الموجة الثانية «محتملة» هذا الشتاء، وحذرت من أنها «ستكون أكثر فتكا إذا لم تعالج الحكومة إخفاقاتها من تفشي المرض السابق».

البرازيل

وبينما تتسارع في أميركا اللاتينية وتيرة تفشي الفيروس، وخاصة في البرازيل التي أصبحت ثاني أكثر دول العالم تسجيلا للوفيات، دافع الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جاير بولسونارو عن قرار إغلاق موقع تابع لوزارة الصحة ينشر تحديثا يوميا حول ضحايا الفيروس. واعتبر بولسونارو أن البيانات الموجودة على الموقع «لا تعكس حقيقة الأوضاع» في بلاده.

وجاء ذلك بعد تسجيل البرازيل أكثر من ألف وفاة، لليوم الرابع على التوالي.

واتهمت السلطات الصحية المحلية حكومة بولسونارو بـ«إخفاء» الوفيات.

وأكد المجلس الوطني لوزراء الصحة، الذي يضم كل السلطات المحلية، أن «المحاولة الاستبدادية وغير المتعاطفة وغير الأخلاقية بإخفاء الوفيات، لن تزدهر». وقال وزير الصحة السابق في حكومة بولسونارو، لويز انريكي مانديتا الذي أُقيل في أبريل، بعدما أعرب عن اعتراضه على سياسة الحكومة الفدرالية، «من وجهة نظر صحية، نحن نشهد على مأساة، وعدم الإبلاغ يعني أن الدولة مضرة أكثر من الفيروس».

إسرائيل

في غضون ذلك، وبعد 3 أسابيع من إعادة فتح جميع المدارس في إسرائيل، تم إغلاق العشرات منها، في ظل تزايد الإصابات بين الطلاب والمعلمين. وأوضح بيان لوزارة التعليم أنه بعد تأكد إصابة 330 طالبا ومعلما بالفيروس، تقرر عدم فتح 106 مدارس امس، وهو اليوم الأول في أسبوع العمل في إسرائيل، وتم إدخال أكثر من 16 ألف تلميذ ومعلم وموظف في حجر صحي منزلي.