بعد سلسلة من التفاهمات بين الجانبين، تضمنت تمرير إيران الحكومة العراقية الجديدة، المدعومة من واشنطن، وسحب تعزيزات أميركية عسكرية من المنطقة وتبادل سجناء، تلوح في الأفق بوادر "صفقة" جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، إثر مطالبة وزارة العدل الأميركية من القاضي في قضية مدير بنك بيلاتوس مالطا، علي صدر هاشمي نجاد، سحب تهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران.

ووفقا لموقع "بلومبيرغ"، يجب أن توافق القاضية باربرا موزيس في نيويورك على طلب المدعين المتصل بالقضية، حيث يقول المدعون الفدراليون الأميركيون إن "الأدلة غير كافية" لإثبات أن نجاد، 40 عاما، الذي يعد أحد أهم رجال النظام الإيراني، انتهك العقوبات.

Ad

وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن واشنطن جمدت بالكامل أصول إيران، من خلال اعتقال رجلي الأعمال رضا ضراب وعلي صدر هاشمي نجاد.

وفي حال تمت الصفقة فإنها ستكون مؤشرا مهما على تقدم ما وصفها مصدر مطلع في إيران، لـ"الجريدة"، بسياسة التواصل مع واشنطن "خطوة خطوة"، التي أقرها المرشد، وتضمنت تفاهمات اشتملت على قبول حلفاء طهران في بغداد، بزعامة مصطفى الكاظمي المقرب من واشنطن للحكومة الجديدة وتبادل السجناء الذي تم أخيراً بإطلاق صراح أكاديمي إيراني مقابل ضابط سابق بمشاة البحرية، فضلا عن استعداد لتسوية بالملف الأفغاني.

وتأتي تلك الأنباء غداة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى الإسراع في إبرام "اتفاق كبير معه قبل فوزه بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة" نهاية العام الحالي.

وفي وقت يسعى التيار المتشدد في طهران إلى إغلاق أبواب التواصل مع واشنطن، اتهم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف الولايات المتحدة بتدبير الاعتداء على مقر المجلس وضريح المرشد المؤسس روح الله الخميني الذي وقع عام 2017 وأسفر عن مقتل 17 وإصابة 40.

وقال قاليباف، في اجتماع البرلمان، أمس، إن "الهجوم الإرهابي على مبنى المجلس كان رمزا للمخططات البغيضة المحاكة من قبل الاستخبارات الأميركية والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة ضد الشعب الإيراني".

إلى ذلك، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني محسن بهاروند أن الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة الأوكرانية، التي أسقطها "الحرس الثوري" فوق طهران في يناير الماضي، "لن يساعدا بشكل مؤثر" في التحقيق حول أسباب الفاجعة التي تسببت في مقتل 176 غالبيتهم إيرانيون وكنديون.

إرنا

على صعيد منفصل، وبعد أيام قليلة من نشر وحذف وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) المقابلة التي انتقد فيها مساعد منسق الجيش حبيب الله سياري تدخل "الحرس الثوري" في الشؤون الاقتصادية والسياسية، تم أمس تعيين رئيس جديد للوكالة الرسمية من قبل وزير الإرشاد.

وقال مصدر، لـ"الجريدة"، إن ضياء هاشمي، المدير المقال لـ"ارنا"، كان يعتبر من العناصر الموالية للاصلاحيين ومساعد رئيس الجمهورية الاصلاحي اسحاق جهانغيري، وتمت اقالته بضغط من مجموعة موالية لرئيس مكتب روحاني محمود واعظي (ينتمي الى مجموعة روحاني- رفسنجاني) الذي هو في صراع مع جهانغيري.

واشار المصدر الى أن الحرس الثوري استطاع كشف تنسيق مسبق بين الاصلاحيين عبر جهانغيري وبعض قادة الجيش في عملية لمهاجمة الحرس الثوري اعلاميا ومقابلة سياري جاءت في هذا السياق.

وحسب المصدر، فإن روحاني يحاول تقوية الموالون له في الاجهزة الحكومية لكسب دعمهم له امام الموالون لخامنئي والتيار الاصولي، مضيفاً أن هذا الصراع على السيطرة على الاجهزة الاعلامية يعكس صراعا اكبر في باقي الاجهزة الحكومية قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة والمزمع عقدها بعد حوالي العام.

غضب أفغاني

في غضون ذلك، تعالت هتافات تطالب بإغلاق السفارة الإيرانية في كابول خلال احتجاجات غاضبة في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، والعاصمة الأفغانية، احتجاجاً على احتراق 3 مواطنين أفغان بعدما أطلقت الشرطة الإيرانية النار على سيارة تقلهم قبل أيام في إقليم يزد وسط إيران.

وردد المحتجون هتافات من أمام السفارة الإيرانية في كابول، مطالبين بإغلاقها.

وغداة مقتل 12 مسلحا مواليا لايران، في غارة يعتقد أنها إسرائيلية في ريف دير الزور الشرقي بسورية، شدد رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ان "وباء كورونا لن يخفف عزيمتنا على التحرك ضد العدوان الإقليمي الإيراني".

واتهم نتنياهو إيران بخرق التزاماتها النووية، داعيا المجتمع الدولي إلى الانضمام للولايات المتحدة لـ"إعادة فرض عقوبات مشددة على طهران".