تكثف حكومة الوفاق الليبية، المدعومة من تركيا، نشاطها الدبلوماسي بالتزامن مع إطلاقها عملية عسكرية لانتزاع السيطرة على مطار طرابلس من قوات شرق البلاد «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر أمس.

وأعلنت «الوفاق»، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أن رئيسها فايز السراج سيزور أنقرة، اليوم، لبحث «الحل السياسي في ليبيا، بعد تصاعد وتيرة المعارك أخيرا»، بينما وصل نائبه أحمد معيتيق إلى روسيا الداعمة لحفتر لإجراء مباحثات مع وزارة الخارجية أمس.

Ad

وجاءت تحركات «الوفاق» غداة تأكيد طرفي الصراع الليبي ترحيبهما بدعوة الأمم المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل حل النزاع الدائر رغم وضع كل منهما لشروط وتحفظات.

ونقل عن مصدر بوفد «الوفاق» التفاوضي أن الأخيرة متمسكة بالشروط السابقة لاستئناف حوار اللجنة العسكرية بين الطرفين (أو ما يعرف بلجنة 5+5)، في حين رحب الناطق باسم «الجيش الوطني»، أحمد المسماري، بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنه أشار إلى أنه «لا معلومات لدى الجيش عن وجود أي رؤية جديدة تحملها اللجنة الخماسية».

من جانب آخر، شدد المسماري في مقابلة مع قناتي «العربية» و»الحدث»، مساء أمس الأول، على أنه «لا تفاوض على السلام، في ظل بقاء الغزاة الأتراك على الأراضي الليبية.

في المقابل، هاجم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حفتر ووصفه بـ»الجنرال الانقلابي»، وقال إنه «لن يستطيع كسب المعركة في ليبيا»، معتبرا أن قائد قوات شرق ليبيا «ما زال بعيداً عن الحل السياسي»، متهما دولا عربية وغربية بتقديم الدعم له.

في هذه الأثناء، أعرب وزيرا خارجية مصر سامح شكري والإمارات عبدالله بن زايد، في اتصال هاتفي بينهما، مساء أمس الأول، عن ترحيب بلديهما بإعلان الأمم المتحدة قبول طرفي النزاع الليبي استئناف مباحثات وقف إطلاق النار.

ودعت وزارتا الخارجية المصرية والخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان مشترك، إلى الالتزام بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة، وعبر مسار «مؤتمر برلين»، مؤكدتين أن العملية السياسية هي الحل الوحيد لتحقيق السلام في ليبيا، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.

وذكرت الوزارتان أنهما تقفان إلى جانب الشعب الليبي وكل الأطراف التي تطالب بالتهدئة حقنا لدماء المدنيين الأبرياء وتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وأفادت مصادر بأن اجتماعات اللجنة العسكرية «5+5» ستنطلق عبر الإنترنت من بنغازي وطرابلس ونيويورك، وأن البند الأبرز في المباحثات وقف إطلاق النار ووضع حد لعدة أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس.