بدأت الحياة تعود إلى سوق المباركية تدريجياً وعلى استحياء حيث فتحت عشرات المحلات أبوابها أمام رواد السوق، صباح أمس، في حين ظل العدد الأكبر من المحلات مغلقاً.

«الجريدة» جالت داخل «المباركية»، وسجلت حركة البيع والشراء، التي بدأت بشكل تدريجي في اليوم الثالث لقرار العودة إلى نظام الحظر الجزئي، وكانت البداية من أحد مداخل السوق الذي وضِع أمامه عدد من الكراسي لاستقبال رواد السوق من أجل «الاستراحة» قبل الدخول وقياس درجات حرارتهم من أحد حراس الأمن للتأكد من سلامتهم من فيروس «كورونا».

Ad

حركة البيع

عقب الدخول إلى السوق، تطالعك محال التمور والبقالات والمطاعم وأسواق الخضراوات المختلفة وقد فتحت أبوابها لكن حركة البيع والشراء، وفق مسؤولي تلك المحلات، «ما تزال ضعيفة جداً ولا تقارن بالسابق».

ويقول أحد العاملين في أحد مطاعم الأسماك داخل سوق المباركية، ويدعى أبو محمد: «نعتمد في المطعم على العمالة الموجودة في السوق التي تعمل بمختلف المحلات، إضافة إلى عمال البناء في بعض العقارات والمباني التي يتم إنشاؤها قرب سوق المباركية، مبيناً أن أغلب تلك العمالة من الجنسية المصرية، الذين يفضلون تناول وجبات السمك المصرية المختلفة.

وأضاف أبومحمد، في السابق قبل مشكلة «كورونا» كان المطعم يعج بالرواد من مواطنين ومن العمالة المصرية، ومن بعض الجنسيات الأخرى التي تأتي لتناول وجبة بسعر دينارين من سمك البلطي المصري وسمك البوري».

ولفت إلى أنه بعد قرار إنهاء العزل الشامل وإعادة الحياة من جديد إلى الكويت من خلال الحظر الجزئي منذ يومين بدأت الحياة تدب في عروق المباركية لكن زبائن المطعم لم يتعدوا فرداً أو اثنين منذ يومين إلى الآن.

وقال إن حجز العمالة في بعض مناطق العزل «مشكلة كبيرة» متسائلاً: كيف تعود الحياة إلى الأسواق الكبيرة مثل المباركية والتي تعتمد بشكل كبير على تلك العمالة في البيع والشراء؟

أزمة المواصلات

وأشار إلى أن أغلب تلك العمالة الموجودة خارج مناطق العزل تعتمد على المواصلات العامة «الحافلات» وإلى الآن لم يصدر قرار بإعادتها إلى العمل، إضافة إلى عدم وجود سيارات الأجرة «التكاسي» مما يتطلب وقتاً طويلاً لتعود الحياة إلى ما كانت عليه في السابق قبل «كورونا».

بدوره، قال حسن محمد صاحب أحد محلات الفول والفلافل في المباركية، إن «الإقبال ضعيف، وممنوع أن يجلس المشتري ليأكل أمام المطعم، كنا في السابق نعد أطباقاً من الفول والفلافل والمخللات والمقبلات للزبائن التي تفضل أن تجلس في السوق تشعر بعبق وجمال المباركية وتتناول وجبات الإفطار والغداء والعشاء، لكن هذا أصبح الآن أمراً صعباً وسط خوف الناس من انتشار الوباء.

محلات «الصرافة»

جولة «الجريدة» شملت أسواق الصرافة، التي شهدت في بعض محال التحويل زحاماً شديداً وسط ارتفاع درجات حرارة الجو، لكن العدد الأكبر من رواد تلك الأسواق فضل الانتظار لإنهاء معاملته لتحويل الأموال إلى ذويه في بلده، وأغلب هؤلاء الرواد من العمالة الهندية والبنغالية.

داخل سوق السمك في المباركية توقفت الحركة تماماً لا يوجد أسماك ولا من يشتريها، وبسؤال أبو صالح بائع في السوق عن سبب غياب السمك، قال: من يوم غد (اليوم) ستعود الأسماك إلى السوق مرة أخرى، مبيناً أن السوق يعتمد على الأسماك المستوردة من الخارج، حيث سيوجد السمك

التركي والإيراني والباكستاني والنرويجي والمصري.

وأشار إلى أن السمك المستورد ينقل جواً ولا يستغرق نقله وقتاً طويلاً ليصل إلى السوق لذلك تجده طازجاً وعليه إقبال من بعض الجاليات، ويتم الكشف عليه من الجهات الرقابية قبل دخوله إلى البلاد.

تعقيم الأسواق

من ناحيته، قال حسن طالبي: نحمد الله على عودة الحياة إلى الكويت وأسواق المباركية، إذ فتحت المحلات في السوق أبوابها أمام رواد السوق منذ يومين، وبدأنا أول يوم بالتعقيم وتنظيف السوق، لافتاً إلى أن حركة البيع إلى الآن «ماكو نفس أول كلش»، ما في بيع لكن نحمد الله على عودة الحياة، وإن شاء الله في المرحلة الثانية بعد 3 أسابيع تعود الحياة في السوق لما كانت عليه في السابق قبل «كورونا»، متمنياً أن يحفظ الله سمو أمير البلاد والكويت وشعبها والجهات المسؤولة التي تقوم بدور كبير لمنع انتشار كورونا في البلاد.