أعربت الفنانة شيماء علي عن سعادتها بما تلقته من ردود أفعال حول العملين اللذين شاركت من خلالهما بالمنافسة الرمضانية، وهما: "في ذاكرة الظل"، و"جنة هلي"، بعد أن أحبها الجمهور في الشخصيتين رغم اختلافهما، فالأول اتسم بالدراما والمأساوية، والثاني جاء في إطار اجتماعي خفيف وقريب من الأسرة.

وحول شخصيتها "في ذاكرة الظل"، قالت شيماء لـ"الجريدة"، إنها استطاعت التخلص من استحواذ وسيطرة الأدوار المركبة والمعقدة على حياتها الشخصية، حيث كانت في السابق تعاني تقمص الشخصية طوال فترة العمل، التي تستمر عدة أشهر أحيانا، ما يرهقها نفسيا وذهنيا.

Ad

وأضافت شيماء أن "وداد"، "في ذاكرة الظل" كانت شخصية ملهمة، فقد استطاعت التعامل مع أزمة عنوستها بترفع وتلقائية، فكانت خفيفة الظل ومصدر الضحك والبهجة من خلال "دويتو" كوميدي مع الفنان والمنتج عبدالله عبدالرضا، وجمعتهما كيمياء مميزة صنعت منهما ثنائيا مرحا رغم حالة الندية والتصيد المستمرة بينهما، فكانا بمنزلة فاكهة العمل الذي غلب عليه الطابع المأساوي، لمناقشته أزمات وقضايا معقدة، كما جاءت النهاية أيضا بنفس القدر من المأساة، ولكنها نتيجة طبيعية للظلم الذي تم تسليط الضوء عليه من خلال المسلسل.

نقطة تحول

وتابعت أن البعض اتهم "وداد" بمساندة أخيها "عبدالهادي" ويجسده الفنان داود حسين، في ظلمه لأسرته الثانية وزوجته وأولاده والتخلي عنهم، ولكن الحقيقة أن "وداد" كانت أقرب لأبناء زوجة أخيها الأولى، ولم تخطط لإلحاق الضرر بأبناء زواجه الثاني، بقدر ما كانت سلبية تجاههم تهتم لحياتها فقط وحياة من يعيشون معها بنفس المنزل، حتى أصابها المرض "العضال"، الذي كان نقطة تحول في حياتها وفي شخصيتها بالعمل، خصوصا في ظل تمكن المرض منها يوما تلو الآخر حتى قضى عليها في النهاية.

تشوهات خلقية

وأوضحت شيماء أنها تحمست جدا لتقديم شخصية "وداد"، التي تعتبر بالنسبة للكثيرين امرأة سطحية تهتم بعمليات التجميل، وتنفق فيها أموالا طائلة للتحايل على أزمة عنوستها، ولكن في الحقيقة عمق الشخصية يتضح مع تمكن المرض منها، وما يطرأ على شكلها وحركات جسمها من تغيرات حيث يتسبب هذا المرض الخطير في تشوهات خلقية، وشلل متدرج بالعضلات حتى الشلل التام ثم الوفاة، وهي رسالة مهمة أطلقها العمل للتوعية بهذا المرض القاتل الذي يصيب الكثيرين.

وحول استعدادها لتجسيد تلك الحالة المرضية قالت شيماء، إنها استشارت عددا من الأطباء المتخصصين في أمراض المخ والأعصاب والعظام، للوقوف على تفاصيل وتطورات المرض لتقديمه بصورة واقعية، وما ساعدها على ذلك إصابة أحد الأفراد المقربين منها بالمرض، الأمر الذي دفعها لتسليط الضوء عليه، خصوصا في ظل ما عايشته من معاناة شخصية تجاه هذا المريض وأهله، لتعتبر القضية إنسانية في المقام الأول.

شريك الحياة

وذكرت شيماء في تقييم سريع لها، أن دورها في "جنة هلي" جاء بسيطا وقريبا للكثير من الأسر والفتيات، وهو ما ساهم في نجاح العمل، حيث جسدت دور "أوضاح"، تلك الفتاة التي لم تلتحق بالجامعة بعد تعليمها المتوسط، فهي ذات أحلام وطموحات متواضعة، كما كانت شديدة القرب من أمها الفنانة سعاد عبدالله فتستمع لنصائحها ولا تجادلها كثيرا، في تجسيد لأجمل مشاعر الحب والاحترام للوالدين، حتى في اختيار شريك الحياة، ما كان له عظيم الأثر على استقرار حياتها الزوجية رغم ما أصابها من عثرات.

واعتبرت شيماء أن "أوضاح" لم تكن ضعيفة الشخصية بل تحترم أهلها وتتلقى من خبراتهم بالحياة، ما يضيء لها مستقبلها على العكس من شخصية أختها التي تلقت تعليمها في فرنسا، وظنت بشكل خاطئ أن التحرر هو معارضة الأهل في المطلق، فكان الجزاء خراب حياتها الزوجية وطلاقها نتيجة الزواج من شخص رفضه الأهل ونصحوها بالابتعاد عنه.