قال الجيش الأميركي أمس الأول إن الولايات المتحدة تبحث استخدام أحد ألويتها للمساعدة الأمنية في تونس، وسط مخاوف بشأن نشاط روسي في ليبيا. وتدخلت قوى إقليمية وعالمية في الحرب الأهلية الليبية، مما قاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بتدفق ضخم للأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا، في انتهاك لحظر السلاح.

وبينما شددت وزارة الدفاع التونسية، في بيان، على أن الولايات المتحدة شريك رئيسي في جهود بناء قدرات الجيش التونسي، ذكرت قيادة الجيش الأميركي بافريقيا (أفريكوم)، في بيان، "مع استمرار روسيا في تأجيج لهيب الصراع الليبي فإن القلق يزداد بشأن الأمن الإقليمي في شمال افريقيا"، مضيفا: "نحن ندرس مع تونس طرقا جديدة لمواجهة القلق الأمني المشترك، ويشمل ذلك استخدام لواءنا للمساعدة الأمنية".

Ad

وذكر الجيش الأميركي الأربعاء أن عسكريين روسا سلموا 14 طائرة "ميغ 29" و"سوخوي 24" إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات "الجيش الوطني الليبي"، بزعامة المشير خليفة حفتر، ونفى الجيش الوطني وعضو بالبرلمان الروسي ذلك.

في سياق متصل، أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ان تركيا ستدعم حكومة الوفاق الليبية بزعامة فايز السراج "مهما حدث"، مضيفا أن "تركيا ستتأكد من أن الحكومة في طرابلس لا تتعرض لتهديد أي دكتاتور أو أي إرهابي، مثل حفتر".

وأردف أوقطاي: "سنكون هناك مهما كانت النتائج. نحن مصممون على ذلك. تركيا قدمت الدعم للحكومة الشرعية هناك، مشيرا إلى ضرورة أن يقبل حفتر وداعموه وجود حكومة واحدة في البلاد معترف بها من قبل الأمم المتحدة.

وشدد على أن تركيا تقف إلى جانب الشعب الليبي وحكومته الشرعية، مبينا في الوقت نفسه وجود علاقات تاريخية مشتركة بين شعبي البلدين، وأكد أن تركيا لن تسمح بغموض جديد في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وأنها تقوم بدورها بناء على طلب من الحكومة الليبية.

وفي خطوة تثير حفيظة مصر واليونان وقبرص، صرح وزير الطاقة التركي فاتح دونماز أمس الأول أن تركيا تخطط لبدء عمليات تنقيب جديدة عن المشتقات النفطية "خلال ثلاثة أو أربعة أشهر" في شرق البحر المتوسط، حيث تثير أنشطة أنقرة غضب دول المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن دونماز قوله: "بموجب اتفاق مع ليبيا قد نبدأ أنشطتنا في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر".

ووقعت أنقرة في نهاية نوفمبر اتفاقا مثيرا للجدل حول ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، يمنحها حقوقا في مناطق شاسعة شرق المتوسط. وأثار الاتفاق استياء الدول المجاورة، بما في ذلك اليونان، كما أعربت قبرص عن غضبها بعد إرسال تركيا سفنا للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحلها.

وقال دونماز إن سفينة الحفر التركية "يافوز" موجودة قبالة سواحل قبرص منذ أبريل الماضي، مضيفا: "يجب ألا يعتقد أحد أننا سنوقف نشاطاتنا في البحر المتوسط".

ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا مرارا إلى وقف حفريات التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص، لأنها تتداخل مع المنطقة الاقتصادية لقبرص العضو في التكتل الأوروبي.

وفي وقت سابق هذا العام، جمد الاتحاد أصول مواطنين تركيين مشاركين في العمليات، ومنعهما من دخول أراضيه، لكن أنقرة لم تتراجع.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "إنذارات" الاتحاد الأوروبي، وحذر من أن تركيا تحتضن حوالى 4 ملايين لاجئ، أغلبهم سوريون، ويمكن أن تفتح لهم الأبواب في اتجاه أوروبا.