ارتفعت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد في روسيا وفي القارة الأميركية فيما تواصل أوروبا رفع اجراءات العزل مع فتح عدة دول حدودها او تخفيف القيود.

من جانب آخر، تجددت المخاوف في آسيا وخصوصا في كوريا الجنوبية من موجة عدوى جديدة.

Ad

وجاءت وفاة رضيع في سويسرا بكوفيد-19 للمرة الأولى منذ انتشار الوباء، لتذكر باستمرار الخطر. وقد أصيب الطفل في الخارج كما أعلنت وزارة الصحة السويسرية.

خلال خمسة أشهر، منذ ظهور الفيروس في نهاية ديسمبر في مدينة ووهان (وسط الصين) وحتى أواخر مايو، أودى وباء كوفيد-19 بحياة 360 ألفا و419 وأصاب أكثر من 5,8 ملايين شخص. ويُرجّح أن تكون هذه الأعداد أقل بكثير من الأرقام في الواقع.

وسجلت روسيا حصيلة قياسية جديدة لعدد الوفيات في يوم واحد بلغت 232 لتصل الحصيلة الإجمالية الى 4374 وفاة و387 ألفا و632 حالة، لتصبح بذلك ثالث دولة أكثر تضررا في العالم من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وبحسب الأرقام التي نشرت الجمعة فان وتيرة انتشار الوباء كانت مستقرة مع 8572 جاءت فحوصاتهم ايجابية في 24 ساعة وهو مستوى مستقر منذ حوالى عشرة أيام.

وموسكو التي تعد أبرز بؤرة للوباء في روسيا وكانت تعتزم تخفيف اجراءات العزل اعتبارا من الاثنين عادت وراجعت أرقامها ابريل ردا على شبهات بتلاعب بالاحصاءات ليصل عدد الوفيات الى 1561 بسبب كورونا في العاصمة.

وتواصل أوروبا التي تضررت كثيراً جراء الوباء مع 176 ألف وفاة و2,1 مليون حالة اجراءات رفع العزل بعدما شهدت تباطؤا لانتشار الفيروس.

وأعلنت الدنمارك الجمعة أنها ستعيد فتح حدودها أمام الرعايا الألمان والنروجيين والإيسلنديين في 15 يونيو.

وأعلنت اليونان من جهتها أنها ستفتح مطاري أثينا وتيسالونيكي (شمال) أمام السياح القادمين من 29 دولة اعتبارا من 15 يونيو، موعد بدء الموسم السياحي.

وبتاريخ 15 يونيو أيضا لن يعود وضع الكمامات إلزاميا في المتاجر في النمسا.

وتبقى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مغلقة فيما يُعاد فتح حدوده الداخلية بشكل غير منظّم. وقالت ميليندا شنيدر وهي كندية تبلغ 26 عاماً لم ترَ زوجها الدانماركي منذ أكثر من أربعة أشهر "من الصعب فعلاً عدم التمكن ببساطة من التقبيل والمعانقة".

تعيد النمسا فتح فنادقها ومواقعها السياحية في حين تفتح تركيا جزئياً مساجدها مع اتخاذ الاحتياطات المناسبة. وفي فيينا، تتوقع الفنادق التي تكون عادة ممتلئة بالمسافرين لدوافع العمل بين مارس ويونيو نسبة إشغال تتراوح فقط بين 5 و 10% في يونيو وهي الى حد كبير دون معدل المردودية البالغ 77% بحسب غرفة التجارة في العاصمة التي أكد مديرها دومينيك شميت ان "خسارة الحجوزات هذه السنة لا يمكن تعويضها".

وسمحت بريطانيا للمدارس والمتاجر بإعادة فتح أبوابها اعتباراً من الاثنين، لكن يجب الانتظار حتى 8 يونيو لفتح عيادات طب الاسنان.

في الانتظار يقوم البعض بشراء علاج لاسنانهم على الانترنت. وقالت سوزي في سالزبوري (جنوب) "إنه سهل الاستخدام ولا يثير الخوف".

وفي فرنسا، سمحت الحكومة اعتباراً من الثلاثاء، بإعادة فتح المتاحف والحدائق والباحات الخارجية للمقاهي والحانات والمطاعم. وسيتمكن السكان من التنقل إلى مسافة أكبر من مئة كيلومتر من منازلهم. ويعيد متجر "لافاييت" الشهير في باريس فتح أبوابه اعتبارا من السبت مع ضرورة وضع الكمامات واعتماد التباعد الاجتماعي.

يلحق الوباء ايضا ضررا بالاقتصاد، فقد أعلنت شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات انها ستلغي حوالى 15 ألف وظيفة في العالم بينها 4600 في فرنسا.

في ايطاليا وفرنسا التي تدخل في ركود، تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,3% في الفصل الأول مقارنة مع الفصل السابق فيما تراجع 2,9% في النمسا.

وينال تفشي الفيروس أيضا على الأخبار والمعلومات، إذ ثمة شكوك حول صحة الأرقام، على سبيل المثال، في لومبارديا المنطقة الأكثر تضررا في إيطاليا والتي يشتبه في أنها ترغب في تجنب العودة الى اجراءات العزل.

وتستأنف أوروبا مبارياتها لكرة القدم. فقد أُعلن استئناف الدوري الإنكليزي لكرة القدم في 17 يونيو وكذلك الدوري الإيطالي في 20 يونيو. وسيأتي ذلك بعد أيام من استئناف الدوري الإسباني (أسبوع 8 يونيو).

وكانت ألمانيا أول دولة أوروبية استأنفت مباريات كرة القدم في منتصف مايو، وستستأنف بطولتها للنساء الجمعة.

وتشهد القارة الأميركية تفشياً سريعاً لفيروس كورونا المستجدّ، مع تسجيل أكثر من ألف وفاة في 24 ساعة في كل من الولايات المتحدة والبرازيل.

وتجاوزت الولايات المتحدة عتبة المئة ألف وفاة لتبقى الدولة الأكثر تضررا في العالم جراء الوباء من حيث الإصابات (أكثر من 1,7 مليون إصابة) والوفيات (101,621 بينها 1297 الخميس). وعاد منحنى الحالات ليسجل ارتفاعا الاربعاء والخميس.

وتعدّ نيويورك المدينة الأكثر تضررا في العالم لكن العاصمة الأميركية واشنطن تبدو بمنأى نسبيا عن انتشار الوباء وبدأت الجمعة رفع القيود.

وسجّلت البرازيل أيضاً الخميس أكثر من ألف وفاة خلال 24 ساعة، لليوم السادس على التوالي، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 26 ألفا و754. وأحصت البلاد أيضاً عدداً قياسياً من الإصابات خلال 24 ساعة (26417) ليبلغ العدد الإجمالي للإصابات حوالى 440 ألفاً. وفي بلد يشهد نقصاً في أعداد الفحوص، قد تكون الأرقام الحقيقية أكبر بـ15 مرة من الأعداد الرسمية، وفق ما يقول علماء.

وسجّلت دول على غرار تشيلي والبيرو مساء الخميس أعدادا قياسية جديدة، الأولى من حيث الوفيات (46) والثانية من حيث الإصابات (5874).

وهناك دول أخرى تسيطر على الوضع أكثر على غرار بوليفيا (حوالى 300 وفاة و5400 إصابة) وستعلن الخميس تخفيف اجراءات العزل اعتباراً من الاثنين.

في الشرق الأوسط، حذرت ايران التي خففت القيود اعتبارا من منتصف ابريل من تدهور الوضع الوبائي في بعض المناطق وأعلنت عن أعلى معدل ارتفاع يومي للحالات منذ حوالى شهرين (2819 من اصل 146,668).

وأُطلق في آسيا وهي أول قارة تفشى فيها الوباء وكانت تبدو أنها على طريق السيطرة عليه، إنذاران بشأن موجة إصابات ثانية.

فقد أعادت كوريا الجنوبية الدولة التي غالباً ما تُعطى نموذجاً لإدارتها الوباء، فرض قيود الخميس في وقت كانت تستعيد الحياة الطبيعية بعدما كانت في فبراير الدولة الأكثر تضرراً بالوباء بعد الصين.

وبعد ارتفاع عدد الإصابات الخميس، أُغلقت الحدائق والمتاحف لأسبوعين وتم تقليص عدد التلاميذ في الصفوف في منطقة العاصمة سيول. وتراجع عدد الإصابات الجديدة الجمعة إلى 58 بعد تسجيل 79 إصابة في اليوم السابق، في أعلى حصيلة إصابات يومية في قرابة الشهرين.

من جهتها، ستعيد سريلانكا الأحد فرض تدابير عزل، بعد تسجيلها أكبر حصيلة إصابات يومية معظمها في صفوف المواطنين الوافدين من الكويت وبحارة في قاعد قرب كولومبو.