احتفلت السلطات الفنزويلية، أمس الأول، برسو أول ناقلة إيرانية من أصل 5 ناقلات محملة بالبنزين لتوصيل الوقود الذي تشتد الحاجة إليه في هذه الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية والمنكوبة بأزمة وقود، رغم تربعها فوق أكبر احتياطي نفطي في العالم.

وتصل شحنات البنزين الإيرانية في تحد للعقوبات القاسية التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد كلا البلدين، وتمثل حقبة جديدة في العلاقات المزدهرة بين فنزويلا وإيران والتي توسع نطاقها في نصف الكرة الغربي.

Ad

وقال وزير الطاقة الفنزويلي، طارق العيسمي، الذي يتهم بأنه على علاقة وثيقة بطهران وحزب الله اللبناني: "نواصل المضي قدمًا ونفوز".

وعرض التلفزيون الحكومي صورا للناقلة الإيرانية تبحر عبر مياه البحر الكاريبي بينما حلقت مقاتلات فنزويلية فوقها. ونشر العيسمي، وهو من اصول سورية، صوراً على حسابه على "تويتر" عن شروق الشمس فوق الناقلة التي رست في مصفاة باليتو.

من ناحيته، قال السفير الإيراني في فنزويلا حجة الله سلطاني، ان بلاده لن تعترف أبدا بالعقوبات الاميركية على فنزويلا، مضيفا ان "طهران وكراكاس لن تركعا لواشنطن"، ونافيا التقارير عن نقل 9 أطنان من الذهب من فنزويلا إلى ايران.

وبعد رسو سفينة "فورتشن" في إيل باليتو على بعد نحو 200 كيلومتر غرب كاراكاس، وهي مصفاة هائلة الحجم ولديها ميناء، أعلنت البحرية الفنزويلية دخول ناقلة نفط ثانية هي "فورست" المياه الإقليمية الفنزويلية. ويُتوقع أن تصل الناقلات الثلاث الأخرى، بيتونيا وفاكسون وكلافيل، في الأيام المقبلة.

وفي المجمل، تحمل ناقلات النفط الخمس التي أرسلتها طهران نحو مليون ونصف مليون برميل من الوقود ومشتقاته التي تدخل في إنتاج البنزين، وفق ما أفادت الصحافة الفنزويلية.

ويعاني قطاع استخراج النفط وكذلك تصفيته ضعفا كبيرا في فنزويلا التي تمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخها المعاصر.

وإذا كانت فنزويلا تملك أكبر احتياطي مؤكد للنفط في العالم، فهي لم تعد تُنتج سوى نحو 622 ألف برميل يومياً، أي خمس الكمية التي كانت تنتجها منذ عشر سنوات، وفق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وتعزو حكومة مادورو الشعبوية الاشتراكية هذا الانهيار إلى العقوبات الأميركية، في حين ينسبها خبراء فنزويليون ومعارضون قريبون من خوان غوايدو إلى خيارات سياسية خاطئة، وانعدام الاستثمار والفساد.

وكان لهذا الانهيار تأثير كبير على توزيع المحروقات. ومنذ أكثر من شهرين، يعاني السكان في كل أنحاء البلاد نقصا خطيرا في الوقود، في وقت تخضع فنزويلا لإجراءات عزل شبه كامل بهدف احتواء تفشي فيروس كورونا.

في كراكاس، وهي عادة بمنأى عن نقص الوقود، تشكلت طوابير طويلة امتدت على كيلومترات أمام محطات توزيع الوقود.

ويرى المحلل الفنزويلي لويس أوليفيروس أن المحروقات الإيرانية ستعطي "متنفسا" لمادورو "مدة شهر"، لكنها "لن توجد حلا (للأزمة) الخطيرة جداً".

وتأتي عمليات تسليم المحروقات الإيرانية لفنزويلا، في وقت عاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين طهران، حليفة مادورو، وواشنطن.

وحذرت طهران في الأيام الأخيرة من "تداعيات" في حال أقدمت الولايات المتحدة على منع تسليم شحناتها النفطية لفنزويلا.

وصرّح رئيس القيادة الأميركية الجنوبية في منقطة الكاريبي، الأدميرال كريغ فالر، أن واشنطن تتابع "بقلق" أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا، من دون ذكر ناقلات النفط الإيرانية.