فرضت جائحة كورونا التعليم الإلكتروني (التعليم عن بعد)، وقد شاء القدر أن أخوض التجربة كدكتورة في كلية القانون الكويتية العالمية وكأم لطفلين في مدرسة خاصة، وأيضاً كأم لابني الأكبر الذي يدرس في إحدى أقوى الجامعات الأميركية.

في البداية كأستاذة واجهت الكثير من التحديات والصعوبات تتمثل في كيفية استخدام البرنامج ومنصة التعليم وكيفية الشرح للطلبة، وكذلك كان هناك خوف من الطلبة من عدم قدرتهم على الاستيعاب، وكأي بداية لا بد أن تكون هناك صعوبات أو عثرات أو تحديات، فأذكر في البداية كان الحضور مقبولاً، لكن مع كل محاضرة كان العدد يتزايد إلى أن أصبح الحضور كاملاً، وأستطيع القول بثقة إننا نجحنا في استقطاب اهتمام الطلبة، وحثهم على المتابعة والمشاركة الإيجابية، وكنا في كل محاضرة نتفوق فيها على أنفسنا بتطوير أدائنا، ولا أقصد هنا الدكاترة فحسب إنما الطلبة أيضا.

Ad

فكانت التجربة ثرية خصوصاً مع تعاون وحرص جميع الأطراف من أساتذة وطلبة وإدارة الكلية على نجاح التجربة، والحمد لله نجحت، وبذلك سيتخرج من كان يفترض أن يتخرج (في حال نجاحه)، في حين أن باقي الطلبة سيكونون قد أتموا فصلهم الدراسي. أما تجربتي كأم فقد واجهت تحديات أخرى، فالمدرسة استخدمت برنامجاً بسيطاً يسهل اختراقه وهكره، وقد حصل أن حدث هكر أثناء إحدى الحصص وتم عرض فيلم إباحي، وقد تداركت إدارة المدرسة وأوقفت الهكر، ولكن استمر التعليم، وأبنائي يؤدون الواجبات المدرسية، وهذا جيد لأنه يشغل، على الأقل، وقتهم، ويجعلهم متواصلين مع المدرسة، وجاهزين للعام الدراسي الجديد.

من هاتين التجربتين أستطيع أن أقول إن التعليم الالكتروني إن كان هناك من يعتقد أنه خيار، فأنا أرى أنه ومن الآن يجب أن يكون جزءاً أساسياً من التعليم العام في المدارس والجامعات، ولن يكون مقبولاً من أي مدرسة أو جامعة ألا تكون مستعدة لهذا التعليم بشكل مهني وعلمي صحيح.

ويفترض بوزارة التربية التأكد من المدارس وخططها عن التعليم الإلكتروني من حيث جودة البرامج الإلكترونية المستخدمة وتطويرها وتدريب المدرسين على استخدامها، كما يجب على كل مدرسة تقديم خطة واضحة، ويجب على الوزارة تقييم هذه الخطة وتوجيهها، وهذا يستلزم أن تكون هناك كفاءات في الوزارة قادرة على القيام بهذا الدور.

إنني فخورة بتجربتي في الكلية، وعلينا الوعي بأن أي نظام جديد يبدأ بتجربة بإيجابياتها وسلبياتها، مع العمل الحثيث على تعظيم الإيجابيات وتدارك السلبيات، وأجزم هنا بأن من بادر بالتعليم الإلكتروني واجتهد ووضعه جزءاً من منظومته العلمية سيكون له السبق، فهنيئاً لمن سجل لهم التاريخ أن يكونوا من السباقين في التعليم الإلكتروني.