يعيش مخالفو الإقامة الوافدون في مقرات الإيواء "وضعاً مأساوياً يهدد صحتهم وحياتهم وينذر بالمخاطر"، على حد وصفهم، لاسيما أن التطورات لا توحي بحل قريب لأزمتهم وتمكينهم من العودة إلى بلادهم.

فبعدما انتهت مهلة تسوية أوضاع مخالفي الإقامة إلى تقدم 21 ألف مخالف خلال أبريل الماضي، يعيش هؤلاء أياماً عصيبة بانتظار إعادتهم إلى بلادهم، وهو الشرط المعلق على قبول بلادهم باستقبالهم علماً أن الفلبين هي الدولة الوحيدة التي استقبلت رعاياها المخالفين، بينما لا يزال أفراد الجاليات الأخرى ينتظرون موافقة بلادهم لمغادرتهم إليها.

Ad

وفيما كان مقرراً أن تلجأ دول جنسيات المخالفين إلى استقبال رعاياها انسجاماً مع التسهيلات الكويتية الممنوحة في هذا المجال لاسيما لجهة الإعفاء من غرامات المخالفة وتمكين المخالفين من العودة إلى الكويت مستقبلاً، أقفلت أكثرية الدولة أبوابها أمام مواطنيها مما أدى إلى تكدس كبير وغير متوقع للمخالفين، مما اضطر وزارة الداخلية إلى توفير مراكز لإيواء المخالفين بانتظار حسم موضوعهم مع دولهم وتمكينهم من العودة إليها.

وبلغ عدد مراكز إيواء المخالفين 36 مدرسة إضافة إلى المخيم الكشفي في كبد وغيرها بما يلبي الحاجة الاستيعابية للمخالفين وتوفير الحد الأدنى من التدابير الاحترازية الواجبة بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.

«الداخلية» تتفاعل مع الجريدة•

تفاعلاً مع ما أثارته «الجريدة» في عددها يوم الخميس الماضي بعنوان «وافدون مخالفون يسكنون الشوارع»، قامت وزارة الداخلية بنقل مئات المخالفين للإقامة في أحد المحاجر المخصصة بعد أن سكنوا الرصيف أكثر من 3 أيام دون احترام لإنسانيتهم.

"الجريدة" زارت موقع الإيواء بالمخيم الكشفي واستطلعت أوضاع المخالفين، لاسيما في ضوء تكرار احتجاجاتهم ومطالبتهم بالعودة إلى بلدانهم، وعلى الرغم من جميع التدابير الاحترازية التي اتخذتها الوزارات المعنية، فإن واقع المخيم والاكتظاظ فيه لا يمثل بيئة صحية سليمة للمقيمين الذين يجمعون على عدم توافر الشروط الصحية المناسبة سواء لجهة الأعداد الكبيرة في الغرفة الواحدة إذ يتجاوز عدد نزلاء الغرفة في بعض الأحيان 15 شخصاً، أو لجهة انعدام الخدمات في المبنى كانقطاع المياه مثلاً وعدم وجود مكيفات في كثير من الغرف رغم ارتفاع درجات الحرارة.

وبحزن عميق، روى حمدي البيطار من مصر لـ "الجريدة" مأساة المخالفين في مركز الإيواء فيقول: لبينا نداء وزارة الداخلية الكويتية بالعفو عن مخالفي الإقامة تمهيداً لمغادرة الكويت والعودة إلى بلادنا لكننا فوجئنا بعدم تنفيذ الوعود وإقفال باب العودة أمامنا، فأصبحنا شبه سجناء في مركز الإيواء بعدما سلمت نفسي للسلطات الأمنية في 7 أبريل الماضي وجرى وضعنا في إحدى المدارس 6 أيام قبل أن يتم نقلنا إلى مركز الإيواء في كبد.

وأضاف البيطار، أنه قام مع عدد من أبناء جاليته بالتظاهر داخل المركز وانتهى الأمر بحضور مندوب من السفارة المصرية الذي أكد أن السفارة لا تعرف شيئاً عن موعد مغادرتهم الكويت وعودتهم إلى مصر.

وذكر "أننا أمام مصير مجهول، فلا ندري متى يسمح لنا بالعودة وفي المقابل، يقيم كل 17 شخصاً في غرفة صغيرة على الرغم من مخاطر كورونا، ونصارع مخاوفنا من وصول المرض إلينا ناهيك عن انعدم الخدمات الصحية والحياتية".

وبالمخاوف ذاتها أجاب أحد المخالفين من الجالية الهندية، قائلاً إن مقر الإيواء لا يصلح للإقامة والنوم فيه، مشيراً إلى أن كثيراً من غرف النوم تحتوي على دورات ميادة داخلية مليئة بالحشرات وتخرج منها مياه الصرف بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء بشكل متكرر.

وقال إنه يريد العودة بأقرب وقت ممكن إلى أهله بعدما حرم من العيش الكريم في تلك الغرف، إضافة إلى مخاطر إصابتهم بفيروس كورونا نتيجة الاكتظاظ وغياب الإجراءات الاحترازية الصحية في مراكز الإيواء.

تجاهل السفارات

تقدر أعداد المخالفين للإقامة الذين سلموا أنفسهم لوزارة الداخلية ورفضت بلدانهم استقبالهم من الكويت أكثر من 6 آلاف من الجالية المصرية في حين تتراوح أعداد الجالية الهندية أكثر من 7 آلاف هندي وأعداد أخرى كبيرة من الجالية السيلانية وسط تجاهل كبير من سفارات هذه الدول لحماية رعاياها.

مخيم

تشبه غرف الإيواء في مركز كبد المخيمات الربيعية التي عادة ما تتميز بتصميم مؤقت من حديد «الجينكو» الخفيف، ولوحظ غياب النظافة وعدم تجهيز دورات المياه للاستهلاك الآدمي، مع الانقطاع المستمر للمياه فيها أكثر من يومين ثم إعادتها مجدداً.

صلاة جماعية

كان من اللافت، خلال الزيارة، توفير مكان مخصص للصلاة الجماعية على الأرض في قلب المركز، الأمر الذي يتعارض مع تداعيات فيروس كورونا لنقل العدوى.