أعلنت جامعة "جونز هوبكنز"، التي تعتبر مرجعاً في إحصاء الاصابات والوفيات بوباء كورونا في الولايات المتحدة، أن عدد ضحايا الفيروس القاتل في أميركا تخطى عدد الجنود الاميركيين الذين قضوا في حرب فيتنام.

وفي حين حصدت حرب فيتنام (1955-1975) أرواح 58 ألفاً و220 عسكرياً أميركياً، بحسب الحصيلة الرسمية لدائرة الأرشيف الوطني، حصد وباء كوفيد-19 حتى مساء أمس الأول في الولايات المتّحدة أرواح 58 ألفاً و365 مصاباً بفيروس كورونا المستجدّ، وحرب فيتنام التي بدأت عام 1955 وانتهت عام 1975 محفورة بوصفها "هزيمة قاسية" بذاكرة الاميركيين. وبقيت تأثيرات هذه الحرب ماثلة في الكثير من القطاعات حتى يومنا هذا، ومقارنتها بكورونا مؤشر الى أن الوباء سيترك اثره عميقاً في المجتمع الاميركي سنوات عديدة.

Ad

ترامب والخبراء

وبعد ساعات من تجاوز عدد المصابين في الولايات المتحدة حاجز المليون شخص، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يعتقد أنه أنقذ حياة مئات الأميركيين بفرض قيود مبكرة نصحه "الخبراء" بعدم اتخاذها، والتي كان من ضمنها إغلاق حدود البلاد ومنع الأجانب القادمين من الصين من الدخول.

وأضاف خلال مؤتمره الصحافي في البيت الأبيض، أمس الأول، إن "ما حدث في البلاد من تدهور سريع وازدياد في عدد الإصابات لم يكن أمرا توقعه الكثير من الخبراء".

وذكر ترامب أنّه يدرس طلب إجراء اختبارات للمسافرين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة عبر رحلات دولية، وأشار خصوصا إلى البرازيل.

كما وقع الرئيس الأميركي مرسوما يعطي الأمر لمنتجي اللحوم بالاستمرار في عملهم على خلفية مخاوف من نقص في اللحوم بسبب تفشي الفيروس.

ويرتفع عدد المسالخ التي يتم إغلاقها في الولايات المتحدة بسبب إصابة موظفين مما يثير المخاوف حيال التزود باللحوم.

إلى ذلك، أعلن مزيد من الولايات انها سترفع القيود. وذكرت صحيفة "ذي هيل" أن 15 ولاية على الاقل ستعيد الفتح جزئياً بينها اركنساس وتكساس وكولورادو وجورجيا وويست فرجينيا، لتنضم الى ولايات اعلنت سابقا أنها ستعيد الفتح وأخرى لم تصدر اصلا أي قيود مثل نورث داكوتا وساوث داكوتا، ووايومنغ. وقالت ولاية كاليفورنيا التي تضررت بشدة إنها قد تعيد فتح المدارس في يوليو.

بنس

في غضون ذلك، رفض نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وضع كمامة خلال زيارة قام بها إلى "مايو كلينك"، منتهكاً بذلك القواعد المتّبعة في هذا المستشفى ومثيراً موجة انتقادات حادّة.

وكان لافتاً خلال الزيارة التي التقى فيها طاقم المستشفى وعدداً من المرضى أنّ نائب الرئيس كان الشخص الوحيد الذي لم يضع كمّامة في غرفة مكتظّة بالناس.

وأكّد المستشفى في بيان أنّه "أبلغ مكتب نائب الرئيس بهذه المعلومة" قبل الزيارة لكنّ الأخير رفض وضع الكمامة.

وقال نائب الرئيس الجمهوري في معرض توضيحه سبب هذا الرفض إنّه لا يعتبر نفسه بحاجة لوضع كمامة كونه يخضع بانتظام لفحص الفيروس.

وفي أوروبا، كشفت دول عدة عن خطط تدريجية وقابلة للعودة عنها بهدف إعادة تنشيط الاقتصاد لكن من دون المخاطرة بموجة جديدة من وباء كوفيد-19 الذي لا يزال يضرب العالم صحياً واقتصادياً.

ففي ألمانيا، أصبح ارتداء القناع الواقي إلزامياً اعتباراً من أمس، في كافة أنحاء البلاد بعد أن تبنت برلين قرارا كانت المناطق الـ15 الأخرى أعلنته سابقاً.

وفي فرنسا، قدم رئيس الوزراء إدوار فيليب خريطة طريق لإعادة تشغيل البلاد تدريجيا اعتبارا من 11 مايو، محذراً من أن "علينا التعايش مع الفيروس".

وتشمل الخطة إجراء فحوص واسعة وإعادة فتح المدارس تدريجيا وإعادة فتح المحلات التجارية (لكن بدون المقاهي والمطاعم) وفرض ارتداء أقنعة واقية في وسائل النقل العام.

لكن رئيس الوزراء الفرنسي أكد أيضاً أنه "ما لم تكن المؤشرات متوافرة، فلن نبدأ الخروج من العزل في 11 مايو".

وفي إسبانيا حيث سمح للأطفال بالخروج من جديد اعتباراً من الأحد، تقضي خريطة الطريق التي أقرتها الحكومة برفع العزل اعتبارا من 9 مايو على مراحل تستمر حتى أواخر يونيو، استناداً إلى مسار تطور الوباء. لكن المدارس تبقى مغلقة حتى سبتمبر.

ولن تفتح المدارس في إيطاليا أيضاً قبل سبتمبر. وتفرض إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا من الوباء، ترتيبات حازمة لبدء الخروج من العزل اعتباراً من 4 مايو، فالتجمعات ستبقى ممنوعة، والتنقل بين المناطق كذلك، وسيكون ارتداء القناع إلزامياً في وسائل النقل العام. ويواجه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي دعوات للسماح بإنهاء أسرع للقيود في المناطق الجنوبية الأقل تضررا من الوباء.

الصين

وأعلنت الصين امس، أن البرلمان سيفتتح جلسة سنوية رئيسية يوم 22 مايو، في حدث يفترض أن يكون مناسبة لإعلان الرئيس شي جينبينغ انتصار بلاده على فيروس كورونا المستجد، كما يشير إلى ان بكين تتوقع العودة إلى الحياة الطبيعية بعد توقفها بشكل شبه كامل على مدى شهور.

وفي اجتماع "المجلس الوطني لنواب الشعب" في قصر الشعب بالعاصمة الذي كان مقرراً في 5 مايو، سيقرّ النواب تشريعاً مهماً وستكشف الحكومة أهدافاً اقتصادية وتحدّد تقديرات للإنفاق الدفاعي وتجري تغييرات في الموظفين. كما يعلن الحزب الشيوعي الحاكم عادة في الاجتماع مبادرات تتعلق بالسياسة العامة. وعادة ما يأتي أكثر من 3 آلاف نائب إلى بكين من شتى أرجاء الصين للاجتماع لمدة عشرة أيام على الأقل. وفي الوقت نفسه، تتأهب بكين لخفض مستوى الطوارئ المفروضة من الدرجة الأعلى إلى ثاني أعلى درجة ابتداء من اليوم. وذكرت صحيفة "الشعب" الحكومية، ان المسافرين الذين يصلون إلى الفنادق في العاصمة الصينية لن يكونوا مطالبين بعد الآن بتقديم دليل على أن نتيجة فحص الحمض النووي لديهم أظهرت خلوهم من الفيروس.