فيما يلي جولة في الصحافة العربية حول ما يجول في أذهان بعض الكتّاب من الصحف العربية لمرحلة ما بعد كورونا فمنهم من ينتظر تشريعات جديدة، ومنهم من يراهن على حرب اقتصادية البقاء فيها للأكثر مرونة واستقراراً.

• في صحيفة الشرق الأوسط يكتب غسان شربل مقالة حول اقتحام كورونا ذلك الزائر الوقح دول العالم وسط خوف الحكومات من انتشار الوباء كالنار في الهشيم، وانطلقت الأوامر بإغلاق المطارات ودور العبادة، ومع الوقت انشغل الخبراء في إحصاء حجم الخسائر والشركات المهددة بالإفلاس وميزانية دعم البطالة والتنافس الأميركي الصيني والتحية للعاملين في الصحة، ويصفها بالحرب العالمية ومسرحها متعدد القارات، ومن كان باستطاعته الاختباء من قصف الحرب فلن يستطيع الاختباء اليوم أو الاحتماء أو الهروب إلى مناطق أخرى، ولن يفيد اللجوء إلى المدن أو البحث عن الأمان في مكان آخر، ويصف الكاتب المستشفيات في أوروبا بانعدام استعدادها للانخراط السريع في مواجهة هذا الوباء العالمي ودخول دول كثيرة حالة من التقشف وتقليص الإمكانات.

Ad

• وفي الصحيفة ذاتها أيضا يكتب عبدالله الردادي عن الاستثمار في ما بعد كورونا، وأهمية التغيير في القوانين والتشريعات والتقنيات التجارية ويلفت النظر إلى استمرار الاهتمام بالتعقيم في فترة ما بعد كورونا والاهتمام بالأغذية والزراعة والشحن والتصدير والاستيراد والصناعات الجديدة التي ستظهر، ويصف الكاتب الوضع القادم أنه سيشكل ثورة في الخدمات اللوجستية وأن التجارة الإلكترونية هي الورقة الرابحة.

• صحيفة النهار اللبنانية انشغلت بعودة المتظاهرين للشارع بعدما حبسهم كورونا قسراً في منازلهم، وارتفعت شعارات الشعور بالجوع والذي يسابق جائحة كورونا، واصفة ما يشهده لبنان من تجمعات وحرق للدواليب ومطالبات الناس بسلسلة الأزمات التي تبحث عن حلول.

• أما الصحف المصرية فقد اهتمت صحيفة الأهرام بحديث رجل الأعمال طلال أبو غزالة عن القطاع الخاص، حيث سيدفع ثمن كورونا، ويصف الاقتصاد المصري بالأقل تضرراً ويستمر رجل الأعمال الأردني بالحديث خلال الندوة في الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال بعنوان "الاقتصاد العربي وتحديات ما بعد كورونا"، وأن القطاع الخاص يستدعي تغيير خططه للتعايش مع ظروف الوباء العالمي، والتعامل مع الوباء كواقع، والأزمة ستغير الخريطة الاقتصادية للدول، ويشير الى مصر بأنها مؤهلة لتصبح سادس أقوى اقتصاد في العالم بحلول عام 2030 وللصين وأميركا وروسيا المراتب المتقدمة وإندونيسيا أيضا ستخوض السباق، أما التحسن المتوقع فهو في بداية 2021 والنتائج ستتضح عام 2025، وسيستمر النمو السلبي، والضرر الأكبر سيصيب السياحة والعقار في ظل معركة الاقتصاد... وللحديث بقية.

• كلمة أخيرة:

مسلسل "أم هارون" رغم فشله في تجسيد كويت الأربعينيات ومبالغته في لجوء أبطال المسلسل للمعابد في كل شاردة وواردة فإنه أظهر تسامح وحوار الأديان منذ قديم الأزل في منطقتنا.