تلعب المقدمة دوراً لا يستهان به في نجاح المسلسل، إذ إنها العنصر المكمل، وعلى مر السنوات ظلت أغنية المقدمة منافسة للأغاني الأخرى ونجحت في ترسيخ نجاح الكثير من المؤلفين والمطربين.

وتكمن أهمية أغنية المقدمة في أنها تعطي المشاهد فكرة عن المسلسل، ويستذكرها ويستمع لها الجمهور، حتى عقب انتهاء أحداث المسلسل، وأيضا بعد مضي وقت طويل.

Ad

ومن هذا المنطلق، نستذكر مقدمة مسلسل "مدينة الرياح" التي حازت شعبية كبيرة وسط الصغار والكبار فأصبحوا يرددونها حتى بعد الانتهاء من متابعة حلقات المسلسل وعاشت في القلوب ومازالت راسخة في أذهان الناس، لأنها تميزت بأسلوب استثنائي وألحان تراثية، وأعطت رسالة جميلة أن الخير والحق ينتصران في نهاية المطاف.

وكانت كلمات الأغنية من تأليف الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، ومن ألحان راشد الخضر، وقام بأدائها أبطال المسلسل خالد العبيد، وعبدالرحمن العقل، ومحمد جابر، وهدى حسين. ومن أجواء المقدمة حيث استهل بغناء العبيد وكانت الكلمات التي أنشدها كالتالي:

"أنا علقم قصير مدلقم... أحب الشر شراني... جذي أبوي رباني... قلبي أسود ساده... والشر إحنا أسياده".

أما الفنان عبدالرحمن العقل فرد على الفنان العبيد: "بالشر مهما تفتخر بالشر، الخير لا بد ينتصر". أما الفنانة هدى حسين فقالت في إحدى المقابلات ان الدليل على نجاح مقدمة مسلسل والكلمات التي أدتها "يوّار يوّار وفتيني" أنها مازالت تُردد إلى اليوم.

الجدير بالذكر أن المسلسل أنتج وعرض عام 1988، وكتبه طارق عثمان، وأخرجه عبدالرحمن الشايجي. المسلسل من بطولة جاسم النبهان، ومحمد جابر، وزهرة الخرجي، وطارق العلي، وعبدالناصر درويش، ومحمد العجيمي، ومحمد السريع، واسمهان توفيق، وعبدالحميد الرفاعي، وأمل عباس، وماجد سلطان. وتدور أحداثه دور قصة المسلسل حول "عجاج" الذي لا يعرف من هم أهله، ويذهب إلى "مدينة الرياح" للبحث عنهم، وفي ذات الوقت يكون هناك شخص يعرف سرّ عجاح وهو "الحيزبون الأكبر" الذي يريد نشر الدمار في كل مكان، فيكلف أبناءه "علقم" و"حيزبونة" بمحاولة تغيير ما اتصف به عجاج من صفات طيبة.