فتح قرار مجلس الوزراء عزل منطقة جليب الشيوخ الباب واسعا امام محاولات ترتيب الوضع في تلك المنطقة بما تختزنه من تجاوزات تبدأ بمخالفات القسم الاكبر من السكان مرورا بتجاوزات البناء والاكتظاظ والاسواق العشوائية وما يترتب على ذلك من اضرار في البنية التحتية للمنطقة وصولا الى ازمة النظافة التي تمثل التحدي الابرز للجهات الحكومية في الجليب.

وفي محاولة لاحتواء الوضع وتلافي استمرار المنطقة كبؤرة للمخالفات وأزمات النظافة سعت الجهات البلدية الى وضع خطة لرفع النفايات ومعالجة الوضع وهو ما يبدو جليا منذ ايام من خلال حاويات البلدية ذات السعة الكبيرة التي تم توزيعها على المنطقة.

Ad

وفي هذا السياق يشير مدير البلدية في فرع محافظة الفروانية محمد صرخوه، الى ان فرق البلدية تتمتع بجاهزية عالية للتعامل مع اي طارئ داخل منطقة جليب الشيوخ بعد عملية العزل الاحترازي لها جراء اكتشاف حالات كثيرة من المصابين بفيروس كورونا المستجد خصوصاً فيما يتعلق بالنظافة.

وأضاف صرخوه، في تصريح لـ «الجريدة»، خلال جولة للبلدية في جليب الشيوخ، أن البلدية تجهز خطط طوارئ للتعامل مع كل منطقة على حدة، حيث أول ما قامت به هو الحرص على عمالة النظافة بإخراجهم من منطقة الجليب تجنباً لعدم تعرضهم للاصابة وإرسالهم لمواقع الشركات، متابعاً انه تم تزويد الآليات داخل نطاق الجليب لخدمة جميع الجهات الحكومية وليس البلدية فقط.

وتابع صرخوه أن الاستعدادات تتواصل في حال اتساع نطاق العزل ليشمل مناطق اخرى ايضا، وبانتظار التوجه العام سواء للحظر الكامل او غيره ليتم التعامل بحسب خطة معينة. وأوضح صرخوه «أننا نملك عقدا للنظافة يشمل الجليب وبعض المناطق المجاورة لها وفي حال تطلبت المنطقة كثافة اعمال يتم الاستعانة بآليات تابعة للمناطق الاخرى ضمن نطاق العقد نفسه او عقود النظافة الاخرى التابعة للمحافظة وتدخل ضمن فترة الطوارئ، الامر الذي يساعد في تقديم خدمات بضوابط محددة».

العزل في «الفروانية»

من جانبه، قال مدير إدارة النظافة واشغالات الطرق في محافظة الفروانية سعد الخرينج، «إننا مستعدون للتعامل مع اي عزل يتم لمناطق أخرى داخل نطاق المحافظة عبر خطة للتعامل مع النفايات والمخلفات»، مبيناً انه تم تشكيل فريق عمل من إدارة النظافة على مستوى النظافة وتكثيف الجهود لتذليل أي عراقيل تسببها المخلفات إضافة الى توزيع حاويات اضافية تتحمل كثافة النفايات الملقاة في المنطقة.

وأكد ان العاملين داخل الجليب ملتزمون بجميع الاحترازات الوقائية وبقدر المسؤولية، مشددا على الحرص على تعقيم الحاويات وغسلها بشكل يومي دون تهاون.

28 آلية نظافة

بدوره، ذكر رئيس نوبة في مركز جليب الشيوخ ناصر العرادة، أن هناك 28 آلية خصصت لتنظيف منطقة جليب الشيوخ، فضلا عن مساعدة الجهات الحكومية في فترة العزل، مشيرا إلى تخصيص 4 مكابس، و4 نسافات، و6 هاف لوريات، فضلاً عن 4 معدات تريلة و2 سطحة و6 كناسات شوارع، علاوة على آلية من نوع جرافة وآلية من نوع شوكية، وذلك لتكثيف عمليات النظافة بالمنطقة.

المهبولة هادئة... والتزام تام بالإجراءات الوقائية

بعكس منطقة جليب الشيوخ المليئة بالمخالفات، تشكل منطقة المهبولة نموذجا آخر لمناطق العزل، حيث تتسم بالهدوء وخلو الشوارع الذي انعكس تماما على مستوى النظافة وطبيعة العمل لدى إدارات البلدية، التي أبدى مسؤولوها ارتياحا للتفاعل مع الجهود الحكومية.

وقال مدير إدارة النظافة وإشغالات الطرق في بلدية الأحمدي فيصل العتيبي إن أبرز الإجراءات المتخذة في منطقة المهبولة، بعد العزل، تكثيف حملات التفتيش وزيادة عدد عمالة النظافة، بواقع 30 عاملا، مع زيادة عدد الآليات داخلها 15 آلية، مبينا أنه تم الحرص على التعقيم الدوري للحاويات، بعد رفع المخلفات، والشوارع بعد فترة الحظر. وأضاف العتيبي انه تم تسخير الآليات للجهات الحكومية، حيث تمت المساهمة في تجهيز المستشفى الميداني التابع للحرس الوطني، وتزويده بالحاويات والمعدات المطلوبة، فضلا عن نقل السياج الأمني، ووضع آليات تحت تصرف الجهات الحكومية متى احتاجت إليها.

من جانبه، قال مدير مراكز النظافة في بلدية محافظة الأحمدي خالد المري إن البلدية قامت بوضع حاويات مساندة وتكثيفها داخل المنطقة، حتى تستوعب كمية إضافية من النفايات.

إعلانات الإيجار

امتلأت بنايات منطقة المهبولة بإعلانات «شقق للايجار»، وعند سؤال حارس إحدى العمارات ذكر أن العديد من السكان غادروا قبل إعلان العزل الكامل على المنطقة بيوم، لأن الخبر انتشر في المنطقة مبكرا، مما اضطر العديد إلى ترك أغراضهم، واللجوء إلى مناطق قريبة، منها الفحيحيل والمنقف، لذا قام أصحاب البنايات بإعلان رغبتهم في تأجير الشقق التي شغرت بترك سكانها.