قال الحسن البصري لرجل حضر جنازة في المقبرة: "أتراه لو رجع إلى الدنيا لعمل صالحا؟". قال الرجل: نعم. قال الحسن البصري: فإن لم يكن هو فكن أنت. نعم عزيزي القارئ كن أنت ممن يعملون الصالحات ويتزودون بالتقوى لأن التقوى خير زاد للعبد وطريق للنجاة ومرضاة الرب وسبيل إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى.

إحصائيات الوفيات لفيروس كورونا في العالم بلغت أرقاما خطيرة ومرعبة وهي في ازدياد، فمتى تتحرك ضمائر بعض البشر الميتة؟ حتى ونحن في أزمة هذا الوباء والبلاء نرى أن بعض البشر مستمرون في طغيانهم وجبروتهم وظلمهم لعباد الله، كيف سيقابل هؤلاء ربهم يوم القيامة؟ فقد قال فيهم رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، عندما سأل صحابته: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلسُ فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُهُ قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أُخِذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طُرح في النار".

Ad

في هذا الحديث الشريف يبين لنا رسولنا الكريم أن ديننا الإسلامي يدعونا إلى الاستجابة والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، واجتناب كل ما نهى عنه، وإعطاء الناس حقوقهم كاملة غير منقوصة، وعدم ظلمهم، فالدين الإسلامي معاملة وسلوك وأخلاق كما قال عليه الصلاة والسلام. تصور معي عزيزي القارئ مشهد المفلس يوم القيامة عندما يُطرح في النار بعد الحساب العسير، حقا إنه مشهد عظيم ورهيب تقشعر له الأبدان وترتجف الأفئدة من هوله، فمتى يتعظ بعض البشر؟ رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: "كفى بالموت واعظا"، فإذا كان الموت لا يحرك ضمائر ومشاعر وأحاسيس بعض البشر فما الذي سيحركها؟