دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأندية واللاعبين للتوصل الى اتفاقات بشأن تخفيض الرواتب في فترة توقف المنافسات بسبب فيروس كورونا، موصيا بتمديد عقود اللاعبين لما بعد نهاية يونيو بانتظار نهاية الموسم الكروي، مع ما يتطلبه ذلك من تأخير فترة الانتقالات.

وطرح تعليق المنافسات الرياضية ومنها كرة القدم في الفترة الراهنة على خلفية وباء "كوفيد-19" الذي تسبب في وفاة أكثر من 70 ألف شخص حول العالم، علامات استفهام بشأن القدرة على استئناف موسم 2019-2020 وطنيا وقاريا، ومسألة عقود اللاعبين التي تنتهي في 30 يونيو، في حال اضطرت الأندية الى استكمال الموسم لما بعد هذا الموعد.

Ad

وبدأت العديد من الأندية خفض رواتب اللاعبين في ظل تراجع إيراداتها في هذه الفترة، لاسيما لجهة غياب مداخيل المباريات وعائدات البث التلفزيوني. وبعد اتفاقات سهلة نسبيا في إسبانيا وألمانيا وفرنسا وأخيرا إيطاليا، لا تزال إنكلترا الوحيدة بين البطولات الوطنية الخمس الكبرى في أوروبا التي تشهد تجاذبا بين الأندية وممثلي اللاعبين بشأن الرواتب.

وكشف مصدر مقرب من الفيفا لوكالة "فرانس برس"، ان الأخير طلب من الأندية واللاعبين إبرام الاتفاقات بشأن الرواتب، وأوصى بتمديد العقود حتى نهاية الموسم الكروي بحال استئنافه، وذلك في مجموعة توجيهات أعدها بالاتفاق مع الاتحادات القارية، تشمل تأجيل فترة الانتقالات أيضا.

وأكد الاتحاد الدولي رغبته في إظهار "مرونة" في ظل الأزمة الراهنة التي دفعت الى تعليق مختلف النشاطات وتأجيل أو إلغاء مواعيد كبيرة كانت مقررة في صيف 2020، لاسيما أولمبياد طوكيو، ونهائيات كأس أوروبا، وبطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم، الى صيف العام المقبل.

ورأى الفيفا، الذي يتخذ من مدينة زوريخ السويسرية مقرا له، ان جائحة "كوفيد-19" تتسبب في "تأثير كبير" على عائدات الأندية، وان على كرة القدم كما القطاعات الأخرى "إيجاد حلول عادلة ومتوازنة للطرفين".

اتفاقات وحلول

وأوضح في توجيهاته انه يحض "الأندية واللاعبين على العمل معا، للتوصل الى اتفاقات وحلول خلال فترة توقف (منافسات) كرة القدم".

وتابع "في حين ان الأساس بالنسبة الى الأطراف المعنيين على المستوى الوطني إيجاد حلول تتناسب مع ظروف بلادهم، يوصي فيفا بالنظر الى كل الظروف من منظار متساوٍ يشمل ماهية الإجراءات الحكومية المعتمدة لدعم الأندية واللاعبين، وما اذا كان يجب تأجيل الدفع (الرواتب) أو خفضها، وما يمكن لشركات التأمين أن تغطيه".

وأوضح انه في حال عدم توصل الأطراف إلى اتفاق ورفعت المسألة إليه، فهو سينظر في الأمر بناء على اعتبارات هي "ما اذا قام النادي بمحاولة جدية من أجل التوصل لاتفاق مع اللاعبين، ماهية الوضع الاقتصادي للنادي، تناسبية أي تعديل في عقود اللاعبين، الدخل الصافي للاعبين بعد أي تعديل في العقود، وما اذا تم التعادل مع اللاعبين بالتساوي أم لا".

ورأى الاتحاد انه "من خلال هذه الطريقة، يأمل فيفا انه سيكون قادرا على إيجاد حلول عادلة ومتوازنة لمصلحة الطرفين". وأوضح مصدر مقرب من الفيفا ان تنفيذ التوصيات يبقى مرتبطا بالأطراف المعنيين والقوانين المحلية والعقود التي تنظم العلاقة في ما بينهم، لكنها "مهمة وكانت منتظرة، نظرا للسلطة المعنوية القوية التي يتمتع بها" الاتحاد.

وكان الاتحاد قد شكّل منذ 18 مارس الماضي، مجموعة عمل لدراسة تبعات أزمة "كورونا" على كرة القدم.

وتجد اللعبة الشعبية الأولى عالميا نفسها، كما العديد من الرياضات الأخرى، أمام تحديات غير مسبوقة، لاسيما لجهة الغموض الذي يكتنف أي موعد محتمل لاستئناف نشاطات الموسم الحالي، مع لجوء مختلف البطولات الوطنية والقارية والدولية الى تعليق منافساتها حتى إشعار آخر، الى حين تسمح الظروف الصحية العالمية بمعاودة الأنشطة الرياضية.