دعا خادم الحرمين الشريفين قادة قمة العشرين الكبار في العالم لعقد قمة افتراضية لمناقشة جائحة كورونا، فبصفتهم يمثلون قادة لجميع القارات، ويمثلون دولا تشكل مجتمعة نحو 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، وبما أنهم يمثلون الدول الكبرى في العالم فعليهم أن يتحملوا المسؤولية لمواجهة هذه الكارثة، وجاءت دعوة العاهل السعودي لقادة المجموعة للاجتماع بصفته رئيس الدولة التي تتولى رئاسة المجموعة في الوقت الراهن، وبالفعل تم عقد القمة يوم الخميس 26 مارس عن بعد بسبب الظروف التي خلفتها تلك الجائحة.

وتمثلت فيها الدول برؤسائها، وصدر بيان موحد عنها خصص لكيفية الانتصار على هذا الوباء وتلافي أضراره، سواء على الأمن الصحي العالمي وكذلك على الاقتصاد العالمي، وتعهد قادة مجموعة العشرين في بيانهم الختامي بضخ 5 تريليونات دولار لاستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي وحماية الثقة بالنمو، وتعهدوا بالحفاظ على حرية التجارة الدولية والوضع كما كان قبل كورونا، ويلاحظ أن بند الصحة حقق اهتماما أكبر، من خلال دعم منظمة الصحة العالمية وتوسيع صلاحياتها، ودعم صندوق مواجهة الجائحة، وتشجيع الأبحاث التي تسعى إلى التوصل إلى علاج أو لقاح لهذا الفيروس.

Ad

وعلى العالم أن يشكر القيادة السعودية التي تنبهت لخطورة هذا الوباء على البشرية، وحثت قادة العالم على تحمل المسؤولية تجاهه، وطالبتهم بالتعاون لمواجهته وتخليص العالم من شروره، وعلينا كعرب ومسلمين أن نفتخر بالدور الإيجابي الذي قامت به المملكة لمواجهة هذه الأزمة، إذ إنها أثبتت للعالم قدرة القيادة العربية على إدارة الأزمات بأفضل الطرق وأنجحها.

وفي الوقت الذي ينشغل العالم في مواجهة أخطر أزمة تواجهه بعد الحرب العالمية الثانية، يخرج الحوثي عميل إيران وبإيعاز من ملالي طهران ليعلن أنه على استعداد لإطلاق سراح طيار سعودي وأربعة أسرى من الضباط والجنود السعوديين في مقابل أن تقبل السعودية الإفراج عن معتقلين من حركة حماس في السجون السعودية، ورحب الزهار بتلك المبادرة وشكر الحوثي، كما عبر نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله عن تقديره لتلك المبادرة، ليثبت الحوثي ومن يؤيد مبادرته المشبوهة أن الصغير سيظل صغيراً، ولن يستطيع أن يرتفع إلى مستوى الأحداث.

يعرف العالم بأسره أن القضية الفلسطينية مر عليها سبعون عاما، قدمت الدول العربية وخاصة مصر ودول الخليج لمناصرة هذه القضية الكثير من المساعدات المالية والعسكرية، في حين لم تقدم دولة الملالي سوى المتاجرة بتلك القضية عن طريق عقد المؤتمرات ورفع الشعارات الكاذبة وتشجيع الانقسام الفلسطيني.

لا أعرف رأي الحكومة السعودية بتلك المبادرة اللئيمة، ولكن من الواضح من هذه المبادرة المشبوهة من جانب العميل الإيراني، أنه يريد المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فلا يوجد علاقة بين إطلاق أسرى حرب مقابل سجناء محكومين بقضايا جنائية، لأن سجناء حركة حماس، كما فهمنا، تم القبض عليهم لقيامهم بجمع أموال تبرعات للحركة بدون أخذ إذن من السلطات المختصة، وتمت محاكمتهم على ذلك، وهذا إجراء تقوم به أي دولة.

ومما يثبت عبث الحوثي واستهتاره بالمواثيق والعهود الدولية ما أقدم عليه الحوثيون من إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة في 28 مارس تجاه المدن السعودية، وجاء إطلاق تلك الصواريخ بعد ساعات من توجه الحكومة اليمنية الشرعية وحكومة الانقلاب الحوثي للتوصل إلى التهدئة بسبب فيروس كورونا، وتحت ضغط المبعوث الأممي وأطراف دولية أخرى.

كل هذا يثبت أن الميليشيات الموالية لولي الفقيه الإيراني دعاة حرب لا أطراف سلام، ولن تهدأ المنطقة حتى تزول دولة الشر من إيران.