سحب "حزب الله" جزئياً لغم "المغتربين"، حيث كاد أن يفجر الحكومة اللبنانية، بعد إعلان بعض أطرافها نيتهم تعليق مشاركتهم فيها، في حال لم يتم التوصل الى حلول. ويبدو أن الآلية انجزت وتركت لمجلس الوزراء لإعلانها في جلسة اليوم، بعد اعدادها في الدوائر المختصة. لكن ما لم يتيسر سحبه حتى اللحظة هو فتيل انفجار قنبلة التعيينات التي تهدّد الحكومة ويمسك به الى رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، ملوّحا بدوره بسحب وزيريه اعتراضا على نهج المحاصصة والكيدية، الذي يحمّلان مسؤوليته لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، المعروفة حساسية الرجلين تجاه أدائه وممارساته.

ودخل أمس على خط الأزمة رؤساء الحكومة السابقين (سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام)، وقالوا في بيان مشترك: "يرى اللبنانيون كيف ان حكومتهم تتجه الى القيام بتعيينات يشتمّ منها الرغبة في السيطرة على المواقع الادارية والمالية والنقدية للدولة اللبنانية، بغرض الإطباق على الإدارة الحكومية من دون الالتزام بقواعد الكفاءة والجدارة، وكذلك متغافلة عن المطالب الإصلاحية لشابات وشباب الانتفاضة".

Ad

وأضافوا: "وهي تنشغل بذلك عن التنبه الى عمق وفداحة المخاطر التي تعصف بلبنان واللبنانيين، والذي يقتضي منها المبادرة الى القيام بالخطوات الإصلاحية الصحيحة، لإعطاء صورة قوية ومتماسكة ومتبصرة عن الدولة اللبنانية".

من ناحيته، أسف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "حكومة كل وجوهها جديدة وتقنية لن تتمكن من إجراء تعيينات على أساس النزاهة والكفاءة والآلية، والسبب: ابحث عن الثلاثي غير المرح أبداً في كل ما يجري"، مضيفا: "طالما هذا الثلاثي متسلبط على السلطة في لبنان، طالما فالج لا تعالج".

وأكدت مصادر متابعة أن "حزب الله يبذل جهدا كبيرا على خط حل عقدة التعيينات، من خلال اتصالات بالقوى الدائرة في فلكه لترتيب اجتماع بين المسؤولين عن احزاب هذا الفريق وتياراته، الا انها ما زالت تصطدم حتى الآن برفض مطلق، لا سيما من فرنجية الذي لا يبدو يساوم على مبدأ عدم الاجتماع مع باسيل مهما كان الثمن". وأضافت: "تمنى الحزب على المعنيين في الحكومة ارجاء بند التعيينات لمزيد من الاتصالات والمشاورات وتحضير الارضية الصالحة للبحث فيها واقرارها خوفا من انفجار الحكومة من الداخل".