تشهد الولايات المتحدة تسارعاً كبيراً في تفشي وباء «كورونا»، مع تسجيلها نحو 124 ألف إصابة و2185 وفاة، نصفها تقريباً في ولاية نيويورك، ومدينتها الكبرى.

وتحت ضغط سياسي، أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً أثاره بنفسه أمس الأول بتراجعه عن فكرة فرض حجر صحي على ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت، مبيناً أنه طلب من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي الهيئة الصحية الوطنية، إصدار بيان «حازم» يمنع حركة الدخول إلى هذه الولايات أو الخروج منها 14 يوماً، من دون أن يعني ذلك إغلاقاً لحدودها.

Ad

وأثارت تصريحات ترامب استياءً شديداً في نيويورك التي فوجئ قادتها السياسيون بهذا الإعلان، إذ حذر حاكم الولاية أندرو كومو من أن قراراً من هذا النوع سيكون «غير قانوني»، ويشبه «إعلان حرب على ولايات» الاتحاد، معتبراً أن ذلك «سيشل الاقتصاد، وسيؤدي إلى صدمة في الأسواق، غير مسبوقة في حجمها، وبصفتي الحاكم، لن أغلق الحدود».

من جهته، عبر حاكم كونيتيكت نيد لامونت أمس الأول عن أسفه، مضيفاً: «تفتقدون إلى الوضوح، وهذا يمكن أن يسبب التباساً قد يؤدي إلى هلع».

وبينما ذكر لامونت أنه طلب توضيحات من البيت الأبيض الذي أبلغه أن كل الخيارات مطروحة بما في ذلك «الإغلاق»، لفت إلى أن «نيويورك ونيوجيرسي وجنوب كونيتيكت مناطق تمثل العاصمة العالمية للتجارة والمال»، مضيفاً: «إذا كنت تصر بصفتك الرئيس على تحريك الاقتصاد... فيجب أن تنتبه جيداً إلى ما تقوله وما لا تقوله».

إلى ذلك، حذر الطبيب أنتوني فوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في المعهد الوطني للصحة بأميركا أمس، من إمكانية أن يحصد الفيروس أرواح ما بين 100 إلى 200 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وقال العضو البارز في فريق عمل إدارة ترامب لمكافحة الفيروس إنّ التوقعات بأن يلقى نحو مليون أميركي أو أكثر حتفهم بالوباء «خارج النقاش تقريباً، رغم أن ذلك غير مستحيل، لكنه يبقى مستبعداً جداً جداً».

وأعطى فوتشي تقديرات بأن يتوفى ما بين 100 إلى 200 ألف شخص في الولايات المتحدة مع «إصابة الملايين».

إلى ذلك، أكدت السلطات في ولاية هيسين الألمانية انتحار وزير المالية في الحكومة المحلية توماس شيفر.

وقال حاكم الولاية فولكر بوفييه إن شيفر أصيب بحالة من اليأس بسبب عدم إيجاد حل لجائحة «كورونا» في الولاية، مشيراً إلى أن الوزير كان قلقاً بشأن ما إذا كان من الممكن النجاح في تحقيق التطلعات الكبيرة للسكان، لاسيما المتعلقة بالمساعدة المالية.