في خطوة هي الأولى منذ بدء النزاع الدامي في سورية عام 2011، أجرى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، مساء أمس الأول اتصالاً هاتفياً مع الرئيس بشار الأسد، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الرئاسة أن «الاتصال بحث تداعيات انتشار فيروس كورونا»، مشيرة إلى أن ولي عهد أبوظبي أكد للأسد «دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية».

Ad

وفي تغريدة على «تويتر»، كتب بن زايد: «بحثت هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية»، معتبراً أن «التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسورية العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة».

ولاحقاً، اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أمس، اتصال ولي عهد أبوظبي بالرئيس السوري تجاوزاً للحسابات السياسية الضيقة.

وكتب قرقاش في تغريدة: «الظروف الاستثنائية المرتبطة بفيروس كورونا تتطلب خطوات غير مسبوقة، وتواصل الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السوري هذا سياقه».

وأكد أن «البعد الإنساني له الأولوية وتعزيز الدور العربي يعبّر عن توجه الإمارات، خطوة شجاعة تجاه الشعب السوري الشقيق تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة».

وبعد سبع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، كانت الإمارات أول دولة خليجية تعيد فتح سفارتها في دمشق نهاية عام 2018 بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها سورية.

حشد تركي

ميدانياً، أرسل الجيش التركي، أمس، رتلاً عسكرياً من معبر «كفرلوسين» الحدودي إلى نقاط المراقبة التابع له في إدلب، ويضم الرتل منظومات دفاع جوي «أميركية» الصنع.

ووفق معلومات أوردها موقع «زمان الوصل»، فإن الجيش التركي أرسل منظومة الدفاع الجوي «MIM 23 HAWK» إلى نقطة مراقبة له أنشئت سابقاً جنوب أوتوستراد «M4»، وهو منظومة دفاع «أرض – جو» قصيرة المدى، حيث يبلغ مدى صواريخها 20 كم بارتفاع 13.700 متر.

وتغطي مساحة من 45 إلى 50 كم، وتستطيع مهاجمة الطائرات التي تحلّق على ارتفاع منخفض وحتى 30 م من سطح الأرض، كما يستخدم صاروخ «HAWK» في موجات الرادار المرتدة من الهدف ليهتدي إليه، ويبلغ وزن الصاروخ الواحد 590 كغ، وطوله 5.08 أمتار، وقطره 370 مم.

ومع استمرار الجيش التركي يومياً في إرسال أرتال عسكرية تضم دبابات ومدرعات وآليات هندسة، إضافةً إلى مدافع ميدانية وشاحنات ذخائر ومعدات لوجستية، إلى نقاط المراقبة التابعة له في إدلب وحلب، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الأول، عن أملها في مواصلة أنقرة العمل على فصل المعارضة المعتدلة في إدلب، معتبرة إعادة تسمية المجموعات المسلحة أو تغيير شعارها أمر غير مقبول.

مخيم الركبان

إلى ذلك، اتهمت روسيا وسورية، أمس، الولايات المتحدة بالسعي لتقديم دعم إلى المسلحين تحت غطاء مساعدات إنسانية مخصصة للنازحين في مخيم الركبان.

وقالت هيئة التنسيق الروسية والسورية في بيان: «يحاول الجانب الأميركي بوقاحة استغلال الوضع حول تفشي فيروس كورونا، ويمارس الضغط على قيادة الأمم المتحدة، بغية إدخال مواد إلى مخيم الركبان لتغذية المسلحين الخاضعين لسيطرته، تحت غطاء تقديم وسائل خاصة بتشخيص الإصابات بالعدوى».

ولفت البيان إلى أن «إدارة المخيم» تكثّف بمبادرة من الجانب الأميركي حملة إعلامية دعائية تهدف إلى جذب اهتمام المجتمع الدولي إلى «الوضع الحرج» الذي يعيشه المقيمون فيه، وضرورة تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمنع «كارثة إنسانية» هناك.

وشدد البيان على أن المشاكل الإنسانية التي يواجهها مخيم الركبان الواقع قرب الحدود الأردنية هي نتيجة للاحتلال الأميركي غير الشرعي لهذه المنطقة السورية، مضيفا: «كانت روسيا والجمهورية العربية السورية وستظلان تبذلان جميع الجهود المطلوبة من أجل تحرير نازحي الركبان وإجلائهم في أسرع وقت ممكن إلى ديارهم في الأراضي الخاضعة للحكومة السورية».

ويعيش أكثر من نصف نزلاء مخيم الركبان الذي كان يستوعب نحو 40 ألف شخص، حسب البيانات الأممية، في الأشهر الأخيرة حالة فقر مدقع.

وقف النار

في هذه الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف كامل وفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سورية، تنفيذا لقرار 2254، وللتمكن من مكافحة فيروس كورونا.

جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغريك، فجر الجمعة، مؤكدا «ضرورة امتثال جميع الأطراف لندائه الذي أطلقه الاثنين الماضي، والمطالب بوقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراعات المسلحة، والتفرغ لمكافحة كورونا». وشدد البيان على أن المبعوث الأممي غير بيدرسن طالب أيضاً بوقف كامل وفوري لإطلاق النار في جميع الأنحاء، تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مبدياً استعداده للعمل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على الأرض، وكذلك مع البلدان الرئيسية التي يمكنها دعم توسيع نطاق العمل للتعامل مع الفيروس.