تباين أداء مؤشرات أسواق المال الأسبوعي في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد حققت 3 مؤشرات منها نموا متفاوتا، فيما تراجعت 4 مؤشرات أخرى وبنسب محدودة، وكان مؤشر بورصة الكويت العام الأفضل أداء، بنمو كبير بنسبة 6.3 في المئة، تلاه مؤشر سوق أبوظبي المالي، محققا ارتفاعا متوسطا بنسبة 2.3 في المئة.

بينما حقق مؤشر السوق السعودي الرئيسي (تاسي) نموا محدودا قريبا من نقطة مئوية، وخسر مؤشر سوق المنامة 1.4 في المئة، وكان الأكثر خسارة، تلاه مؤشر السوق القطري، بتراجعه بنسبة 1.1 في المئة، ثم مسقط بخسارة بنسبة 0.8 في المئة، وكان مؤشر سوق دبي الأقل خسارة بنسبة 0.6 في المئة.

Ad

ارتدادات وقلق مستمر

لم تتضح الصورة حتى بعد مرور ثلاثة أشهر على انتشار فيروس كورونا، وشهر على انتشاره عالميا خارج موطنه الأول؛ مدينة ووهان الصينية، وبعد الصدمة الأولى والتقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية، المتمثلة بتوقف كثير من المصانع والإنتاج من جهة، وتوقف كذلك حركة الطيران والسياحة من جهة أخرى.

ولم يقتصر الأمر على الأحداث الكونية، بل هناك حرب أسعار على النفط، ما زاد الطين بلة بالنسبة للمصدرين والدول التي تعتمد على واردات النفط، وقد يكون مناسبا للاقتصادات المنتجة التي تحتاج إلى مدخلات بأقل الأسعار، في ظل ضعف الطلب العالمي على المنتجات. وإجمالا الاقتصادات الخليجية متأثرة بصورة كبيرة بتراجع أسعار النفط، والذي لايزال بصورة ضبابية لا يعرف نهاية قصتها.

ووسط هذه الأوضاع الضبابية ومجهول الاقتصاد العالمي، الذي دعم بأكبر حزمة مالية في تاريخه، تأرجح أداء الأسواق الخليجية، وكان مؤشر بورصة الكويت الأفضل في الارتداد، وبعد خسائر فادحة تعرَّض لها منذ بداية مارس، وفي محاولة لاستعادة بعض خسائر الصدمة الأولى والتفكير بإيجابية، والتي كانت 6.3 في المئة على مستوى مؤشر البورصة العام، والتي تعادل 289.36 نقطة، ليقفل على مستوى 4897.43 نقطة، فيما سجل مؤشر السوق الأول نموا أكبر بنسبة بلغت 7.7 في المئة، أي 378.78 نقطة، ليقفل فوق مستوى 5281.2 نقطة، وارتفع مؤشر السوق الرئيسي 50 بنسبة أقل، هي 3.3 في المئة، ليقفل على مستوى 129.81 نقطة، ويقفل على مستوى 4104.11 نقاط.

وسجلت متغيرات البورصة الثلاث (القيمة، الكمية، وعدد الصفقات) تراجعا نسبيا بنسبة 22 و25 و22 في المئة على التوالي، قياسا مع احجام الأسبوع الأسبق، والذي كان يزيد بجلسة واحدة، حيث عطلت بورصة الكويت أعمالها بداية الأسبوع، بسبب عطلة الإسراء والمعراج.

وارتد مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 2.3 في المئة تعادل 85.17 نقطة، ليقفل على مستوى 3770.73 نقطة، مستفيدا من نمو أسعار النفط بداية الأسبوع، وبعد إعلان الرئيس الأميركي حزمة دعم مالية بتريليوني دولار، وهي الأكبر في التاريخ، لتستفيد معظم مؤشرات الأسواق الخليجية في حينه، وكذلك ارتفعت مؤشرات الأسواق المالية الأميركية، وافتتحت الأسواق الآسيوية والأوروبية على مكاسب في أكثر من جلسة، ليسجل "أبوظبي" ارتدادا جيدا، هو ثاني أفضل أداء خليجي.

وكانت مكاسب السوق السعودي في آخر تعاملاته محدودة، حيث صمد رغم تراجع أسعار النفط قبل نهاية الأسبوع، ثم أكمل النفط تراجعه إلى أدنى نقطة خلال جلسة الجمعة، وفي غياب الأسواق الخليجية، بسبب فارق التوقيت، وربح مؤشر السوق السعودي (تاسي) نسبة 0.9 في المئة، أي 59.36 نقطة، ليقفل على مستوى 6326.92 نقطة.

خسائر محدودة

عاد مؤشر السوق البحريني للخسارة، وتأثر بتراجع سهم "أهلي متحد" البحريني، الذي يتأهب للخروج من قائمة الأسهم المتداولة، حيث بداية عملية الاستحواذ، وتبادل أسهمه بأسهم "بيتك"، لكنها تأخرت بفعل وقف العمل في معظم مؤسسات الدولة، سواء بالكويت أو البحرين، ما أجَّل عملية تقديم طلبات التبديل، واستمر السهم بالتداول، وانتهى مؤشر سوق البحرين بخسارة بنسبة 1.4 في المئة تساوي 19.8 نقطة، ليقفل على مستوى 1388.78 نقطة، وكسر مستوى 1400 نقطة للمرة الأولى منذ أكثر من عام تقريبا.

وتراجع مؤشر السوق القطري، بعد صمود الأسبوع الماضي، ليعود ويخسر بنسبة 1.1 في المئة، وسط ضغوط أسعار الطاقة وتقديرات نمو الاقتصاد العالمي لهذا العام، والتي رجحت بعضها خسارته نسبة 10 في المئة، لتبقى السلبية ملازمة لنفسيات متعاملي الأسواق وعمليات جني الأرباح والخروج أسرع، ليخسر مؤشر السوق القطري 97.39 نقطة، ويقفل على مستوى 8479.2 نقطة، وهو من أول المستفيدين من حزم الدعم، والتي أعلن عنها في قطر كأول الدول الداعمة لاقتصادها خلال هذه الأزمة القاسية جدا.

واستمرت خسارة مؤشر سوق مسقط، وسجل تراجعا جديدا، لكن بنسبة محدودة بنسبة 0.8 في المئة فقط تساوي 28.66 نقطة، ليقفل على مستوى 3538.74 نقطة. ويُعد مؤشر مسقط الأقل خسارة بين الأسواق المالية الخليجية حتى الآن لهذا العام وبنسبة 11 في المئة فقط.

واستقر مؤشر سوق دبي المالي على خسارة محدودة، هي الأقل بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي بنسبة 0.6 في المئة، وبعد جلسات خضراء عوَّضت الخسائر التي يسجلها السوق بين جلسة وأخرى، لينتهي به المطاف على فقده 10.12 نقاط، ليقفل قريبا جدا من كسر مستوى 1800 نقطة، وعلى مستوى 1809.12 نقاط تحديدا.