تتداول الصالونات السياسية في بغداد أن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي يتلقى عاصفة من التهديدات التي يبلغها إليه موالون لطهران، طالبين منه الانسحاب وفسح المجال أمام مرشح آخر، بعد خمسة أشهر من استقالة الحكومة السابقة، وفشل أحد المرشحين في تأليف الوزارة الشهر الجاري.

يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر شيعية على صلة بمشاورات تشكيل الحكومة، أن الفريق الإيراني، على غير العادة، لم يغادر بغداد منذ فبراير الماضي حين تم تكليف محمد توفيق علاوي (المرشح المنسحب) بتشكيل الحكومة، مرجحة عودة ذلك إلى صعوبة التنقل بسبب الغارات الأميركية وقيود ما بعد وباء كورونا.

Ad

وأوضحت المصادر أن الفريق الإيراني يرأسه حالياً اللواء أحمد فروزندة، وهو من الرفاق القدامى لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية مطلع العام الحالي.

وحسب المصادر، فإن الإيرانيين يحرصون على التظاهر بقوة بأنهم لن يتدخلوا في ملف تشكيل الحكومة هذه المرة، وأنهم يودون الامتثال لطلب قادة عراقيين كثيرين بعدم التدخل، لكنهم يقولون لمحدثيهم بنوع من الاستعلاء: «لنر كيف تستطيعون ذلك وحدكم، اذهبوا للسيستاني لعله ينجح في تشكيل حكومة»!

وعلق نواب قريبون من المشاورات بأن «هذا التظاهر الإيراني لا قيمة له، إذ تدفع طهران حلفاءها لمهاجمة الرئيس العراقي برهم صالح الذي رشح النائب البارز عدنان الزرفي، وجاءت الهجمات الكلامية بنحو غير مسبوق يذكرنا بالهجوم القاسي الذي تعرض له أياد علاوي رئيس الحكومة الأسبق حين فاز بأعلى الأصوات عام ٢٠١٠ ومنعه حلفاء طهران من تشكيل الحكومة في خرق دستوري معلن».

ورغم المعارضة الإيرانية القوية، يرجح مراقبون أن التيار الصدري سيبقى الداعم الأساسي لترشيح الزرفي وفق قاعدة «أنه شخصية بعيدة عن الصدر وعن إيران في آن واحد، ولذلك يمكن أن يثق الطرفان بحيادها في ملف المنافسة بين التيارين العراقي والموالي لإيران داخل مجلس النواب».

من جهتهم، قال مقربون من التيار الصدري إن تشجيع تفاهم مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني سيشجع معظم النواب السُّنة على دعم حكومة الزرفي، وسيجبر حلفاء طهران على تخفيف معارضتهم، مقابل أن يتراجع الزرفي عن تصريحات سابقة له وصفت بأنها الأقوى في نقد الميليشيات ودورها، خصوصاً في قمع احتجاجات أكتوبر الماضي، التي استمرت نحو ستة أشهر قبل أن تتراجع حدتها نتيجة تفشي «كورونا» هذا الشهر.