أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، بإجماع أعضائه الحاضرين خطة «تاريخية» بقيمة تريليوني دولار، لدعم أكبر اقتصاد في العالم بمواجهة التداعيات الكارثية لجائحة كوفيد-19، التي حصدت حتى اليوم أرواح أكثر من ألف شخص في الولايات المتحدة.

والخطة المدعومة من الرئيس دونالد ترامب هي ثمرة مفاوضات شاقة بين مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، ولا تزال بحاجة لإقرارها في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، في جلسة تصويت مقرّرة اليوم، قبل أن يحيلها «الكونغرس» إلى الرئيس لنشرها.

Ad

وأُقرّت الخطّة بإجماع أعضاء «الكونغرس» الحاضرين وعددهم 96 سناتوراً.

وأتى هذا التصويت الحاسم في وقت بلغ فيه عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتحدة 1031 وفاة، بينما بلغ عدد الذين ثبتت مخبرياً إصابتهم بالوباء في هذا البلد نحو 70 ألفاً، بحسب حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز.

وقبيل التصويت، شدّد زعيم الأقليّة الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على أهمية هذه الخطة للمتضرّرين من الوباء.

وقال شومر: «دعونا نقول لهم الليلة إنّ المساعدة في طريقها إليهم، وإنّهم ليسوا وحدهم، وإنّ هذا البلد وهذا المجلس وهذه الحكومة موجودون جميعاً من أجلهم في وقت الحاجة الشديدة»، مضيفاً: «دعونا نعدّ هذه الحكومة للعمل».

وبعد إقرارها في مجلس الشيوخ، انتقلت الخطة الآن إلى مجلس النواب، حيث أعلن أحد قادته الديمقراطيين أنّه يتوقّع التصويت عليها، اليوم، لكي تحال إلى الرئيس دونالد ترامب للمصادقة عليها ونشرها.

تفاصيل الحزمة

وتتضمّن هذه الخطة الهائلة دفعات نقدية مباشرة للملايين من دافعي الضرائب الأميركيين المتضرّرين من الجائحة، وتصل قيمة هذه الدفعات إلى 3400 دولار للأسرة المتوسّطة المكوّنة من أربعة أفراد. كما تنصّ الخطة على تقديم نحو 500 مليار دولار على شكل منح وقروض للشركات الصغيرة والصناعات الأساسية، بما في ذلك ما يصل إلى 58 مليار دولار ستخصّص لشركات الطيران وموظفيها.

هذه الحزمة نصفها في شكل إعانات لتغطي رواتب نحو 750 ألف موظف، في إنقاذ يحتاج إليه القطاع بشدة، في ظل أسوأ اتجاه نزولي للسفر يواجهه في تاريخه.

كما تقدم إعانات بقيمة 3 مليارات دولار للمتعاقدين مع المطارات مثل متعهدي توريد الطعام.

10 مليارات دولار للمطارات الأميركية؟

وقالت ألاسكا إيرلاينز الأربعاء إنها ستخفض رحلاتها بنسبة 70 في المئة في أبريل ومايو، بينما أعلنت يونايتد إيرلاينز أنها ستخفض الرحلات الداخلية 52 في المئة وإجمالي طاقة التشغيل 68 في المئة.

ومن المقرر أن تتلقى المطارات الأميركية، التي خلت ممراتها تقريبا من المسافرين، 10 مليارات دولار في شكل إعانات.

وفي أسواق المال، ارتفعت أغلبية الأسهم الأميركية، خلال تداولات أمس الأول، ولكنها قلصت مكاسبها في الدقائق الأخيرة من التداول، بعدما أعرب السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز عن استعداده لتعليق عملية رصد حزمة التحفيز المالي بقيمة تريليوني دولار، وذلك عقب اتفاق البيت الأبيض ومجلس الشيوخ مبدئيا على هذا الإجراء.

وصعد «داو جونز» بنحو 2.4 في المئة أو 495 نقطة إلى 21200 نقطة، عقب صعوده بنسبة 6.3 في المئة أو 1300 نقطة في وقت سابق من الجلسة، كما ارتفع «S&P 500» الأوسع نطاقا بنسبة 1.15 في المئة أو 28 نقطة عند 2475 نقطة، في حين تراجع «ناسداك» بنحو 0.45 في المئة أو 33 نقطة إلى 7384 نقطة.

وفي أوروبا، قفز مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 3.1 في المئة أو تسع نقاط ليغلق عند 313 نقطة.

وارتفع «داكس» الألماني بنحو 1.8 في المئة أو 173 نقطة إلى 9874 نقطة، كما صعد «فوتسي» البريطاني بنسبة 4.45 في المئة (+242 نقطة) إلى 5688 نقطة، وأنهى «كاك» الفرنسي تداولاته مرتفعا بنحو 4.5 في المئة (+189 نقطة) إلى 4432 نقطة.

وتراجعت تلك المؤشرات، أمس، بعد أن ارتفعت على مدى جلستين متتاليتين، إذ طغى الانتشار السريع لفيروس كورونا ومخاوف بشأن ركود عالمي كبير على التفاؤل إزاء اتفاق تحفيز أميركي تاريخي بقيمة تريليوني دولار.

ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2 في المئة بحلول الساعة 0803 بتوقيت غرينتش، مع انخفاض الأسهم الألمانية 1.8 في المئة، إذ أظهر مسح أن معنويات المستهلكين في أكبر اقتصاد بأوروبا تراجعت بشدة لأدنى مستوياتها منذ 2009.

كما نزلت الأسهم الإيطالية والإسبانية بما يتراوح بين 2.2 في المئة و2.5 في المئة، مع تجاوز عدد الوفيات في إيطاليا بفيروس كورونا 7500، بينما ارتفع العدد في إسبانيا إلى ما يزيد على 3400، متجاوزا إجمالي معدل الوفيات في الصين.

ونزل سهم ديكسون كارفون البريطانية للأجهزة الكهربائية اثنين في المئة، بعد أن حذرت من أنها لن تحقق توقعاتها للأرباح والديون في 2019-2020، مع تسبب تفشي الفيروس في إجبارها على إغلاق متاجرها في المملكة المتحدة وأيرلندا واليونان.

وفي آسيا، تراجعت مؤشرات الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات، أمس، إذ إن عمدة العاصمة طوكيو «يوريكو كويكي» طالبت سكان المدينة بالبقاء في منازلهم حتى الثاني عشر من أبريل، لمنع تفشي فيروس «كورونا» وذلك وسط زيادة ملحوظة في عدد الإصابات الجديدة. وعند الإقفال، تراجع مؤشر «نيكي» بنحو 4.5 في المئة أو 882 نقطة إلى 18665 نقطة، بعد ارتفاعه بنحو 18 في المئة على مدار الجلسات الثلاث الأخيرة، كما هبط المؤشر الأوسع نطاقا «توبكس» بنسبة 1.8 في المئة إلى 1399 نقطة.