انتقل ازدحام المستهلكين من الجمعيات التعاونية إلى أسواق الخضار، بعدما آثر عدد كبير من المستهلكين تفادي زحمة الجمعيات والتوجه الى "الفرضة" لشراء مستلزماته من المنتجات الزراعية، حيث ازداد إقبال الناس على الأسواق تخوفاً من فرض حظر التجول الكلي وعدم وجود الوقت الكافي لشراء احتياجات المنزل.

فبعد قرار مجلس الوزراء بشأن الحظر الجزئي، والذي صاحبه تحديد نسبة معينة لمرتادي الجمعيات التعاونية، بهدف عدم الاكتظاظ؛ لتفادي انتشار فيروس "كورونا"، انعكس القرار على سوق الخضار في الصليبية والأسواق التابعة لاتحاد المزارعين الكويتيين، والتي شهدت هي الاخرى ازدحاماً مماثلاً لما حصل بالجمعيات التعاونية، وقد احتشدت طوابير المواطنين والمقيمين في السوق لتجنب ازدحام الجمعيات من أجل شراء الخضار والفاكهة بكميات كبيرة، معبرين عن خوفهم من فقدانها في حال حصول الحظر التام.

Ad

تطمينات «المزارعين»

في مقابل هذا الهلع غير المبرر، طمأن رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين عبدالله الدماك إلى أن الخضار والفاكهة موجودة بكميات كبيرة، ولا داعي لتكرار ما شهدته الجمعيات التعاونية، لافتاً إلى ان الاسواق شهدت ازدحاماً خلال اليومين الماضيين قبل فترة الحظر مما قد يساهم في نقل العدوى، في حال وجود مصاب لا سمح الله.

وقال الدماك، في تصريح لـ"الجريدة"، إن الكميات تتزايد بشكل يومي في أسواق الخضار، وبأسعار مناسبة، الأمر الذي اضطر الكثير من المزارعين الى العمل لفترات إضافية من اجل زيادة الانتاج في هذه الأوضاع، التي تمر بها البلاد.

وذكر أن أعضاء الاتحاد يعملون بكل السبل مع المزارعين لتسهيل المتطلبات والاحتياجات من اجل تنفيذ خدمة توصيل الخضار الى المنازل عبر المتطوعين.

جولة في الشبرة

بدورها، جالت "الجريدة" في "شبرة الخضار" بمنطقة الصليبية، لأخذ آراء المرتادين، وكانت البداية مع المواطن نايف الظفيري الذي قال إن سوق الخضار افضل بكثير من الجمعيات من جهة الأسعار وجودة الخضار، لأنه سوق متخصص، مبيناً انه هرب من زحمة الجمعيات ليفاجأ بالزحمة في سوق الخضار، ولكنها أقل.

وأشار الظفيري إلى ان اجراءات الوقاية متوافرة في "الفرضة"، لكن من الافضل تفادي الالتصاق بأي من المرتادين أو البائعين، متمنياً السلامة للجميع، مع التقيد بتعليمات الجهات المختصة للحفاظ على وطن خال من الاصابات.

بدوره، رأى البائع حمدي نوري أن الاسعار مناسبة جداً في سوق الخضار، مع تميزه بأنه أوسع، إلا ان قرار حظر التجول أربك الناس، الامر جعل السوق يزدحم على غير عادته، لافتاً الى ان الناس باتوا يشترون الخضار والفاكهة بكميات كبيرة وكأنهم متجهون للتخزين.

بدائل «الجمعيات»

من جهته، ذكر سعد الرشيد أن شراء الخضار أمر ضروري لكل اسرة، وهو من الحاجات الاساسية ولا يمكن استبداله او الاستغناء عنه، بعكس ما هو متوافر بالجمعيات، مبيناً ان ازدحام الجميعات خلال اليومين الماضيين عبر تقليل اعداد المرتادين بداخلها جعل الناس تنفر لتذهب الى اسواق الخضار، التي باتت مزدحمة لعدم تحديد نسبة معينة من المرتادين، اضافة الى انها اوسع بكثير من الجمعيات.

وأضاف الرشيد أنه ملتزم بالإجراءات الاحترازية دون الحاجة للتعقيم، قبل دخول سوق الخضار، مشيداً بقرارات مجلس الوزراء والجهود المبذولة من كل جهات الدولة، مطالباً الجميع بالتقيد بالتعليمات دون الاحساس بالضيق، كون المسألة بالدرجة الاولى متعلقة بالصحة العامة التي لا بديل عنها.

المراقبة المطلوبة

من جانبه، علّل فهد الميموني أسباب الازدحام في سوق الخضار بالاكتفاء بعدد قليل في الجمعيات التعاونية، اضافة لوجود جميع المنتجات الزراعية بشكل اوسع من تلك الموجودة بالجمعيات، مع جودة عالية.

وقال الميموني إن من اهم احتياجات المنزل خلال فترة حظر التجول هي الخضار والفاكهة، مما يعطيها الاولوية في الشراء من قبل الناس، لافتاً الى ان اسواق الخضار اكبر وأسعارها افضل، لكن تحتاج الى مراقبة شديدة لمنع الغش او التلاعب بأسعار منتجات معينة.

وأشار إلى أن سوق الخضار في الصليبية يطبق الإجراءات، عبر وضع المعقمات في البوابات، التي قد تحد من انتقال العدوى، متمنياً ألا يهلع الجميع ويلتزم بالقرارات، إضافة الى ان يتجاوز العالم هذه الازمة وتعود الحياة طبيعية.