وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العاصمة الأفغانية كابول، أمس، في زيارة مفاجئة تهدف إلى الدفع من أجل تنفيذ خطة السلام الأميركية مع «طالبان»، فيما يتخبط هذا البلد بأزمة سياسية داخلية، ووسط ازدياد حالات الإصابة بفيروس «كورونا».

والتقى بومبيو الرئيس أشرف غني وخصمه عبدالله عبدالله، الذي أعلن أيضا فوزه في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي أجريت العام الماضي.

Ad

وتأتي الزيارة غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» حول تبادل الأسرى والسجناء، وهي خطوة رئيسية في مسعى أوسع لإحلال السلام، إثر اتفاق وقعته واشنطن مع المتمردين الشهر الماضي.

وزيارة بومبيو لأفغانستان لم يعلن عنها مسبقاً، وهي تهدف إلى المساعدة في إنقاذ اتفاق وقعته واشنطن مع «طالبان» نهاية فبراير الماضي، وتعرقله الخلافات السياسية في أفغانستان وأعمال العنف.

ووضع الاتفاق إطارا لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد تدخلها في اجتياحها أفغانستان عام 2001 في أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.

وغرد المبعوث الأميركي وكبير المفاوضين مع «طالبان» زلماي خليل زاد قائلا: «من الملح» التوصل سريعا إلى خطة لتبادل الأسرى والسجناء، كما ينص الاتفاق بين الأميركيين وحركة طالبان، مع ما يحمله انتشار الفيروس من تعقيدات.

وأعلن خليل زاد أن «إطلاق سراح السجناء من الجانبين خطوة مهمة في عملية السلام، كما جاء في الاتفاق بين أميركا وطالبان، وهو أمر حيوي لأسباب إنسانية».

ولفت إلى أن محادثات «جادة ومفصلة استمرت بين الحركة والحكومة الأفغانية أكثر من ساعتين، وتمت عبر الفيديو كونفرانس»، موضحا أن «محادثات أخرى ستتم هذا الأسبوع، وأن دولة قطر سهلت المحادثات».

وينص الاتفاق على الإفراج عن 5000 مقاتل من «طالبان» موقوفين لدى كابول، ونحو 1000 عنصر من القوات الأفغانية يعتقلهم المتمردون.

وكان يفترض أن يتم التبادل في 10 مارس قبل مباشرة مفاوضات سلام بين الحكومة و»طالبان». ولم تشارك الحكومة الأفغانية في مفاوضات الدوحة التي أفضت إلى الاتفاق بين الأميركيين والحركة.

يذكر أن الولايات المتحدة تنشر حاليا 12 ألف جندي في أفغانستان، وتعتزم خفض عددهم إلى 8600 في الأشهر المقبلة في إطار اتفاقها مع حركة طالبان. وإذا استمر انخفاض أعمال العنف، تعتزم الولايات المتحدة الانسحاب كليا من أفغانستان التي احتلتها عام 2001.

الى ذلك، قتل 15 مدنيا بينهم أطفال خلال عمليتين جويتين في شمال أفغانستان، وخلفت العملية الأولى 11 قتيلا مدنيا، بينهم أطفال، في منطقة إمام صاحب، بولاية قندو، حسبما قال عضو مجلس الولاية، أمين الله أيدين.

وفي الوقت نفسه، قتل 4 مدنيين في عملية جوية منفصلة بمنطقة دشت أرجي في قندوز، حسب عضو مجلس الولاية، مولاي عبدالله. ولم يتضح ما إذا كانت القوات الأفغانية أو الأميركية هي التي نفذت العمليتين.