«الزموا منازلكم» و«أغلقوا كل شيء»، تعليمات تعم العالم بأسره لمنع التواصل والتجمعات التي تزيد انتقال فيروس «كورونا»، في وجه وباء عالمي ينتشر بسرعة، وأظهرت بيانات منصة «وورلد ميتر» الدولية، المتخصصة في الإحصائيات المجمعة حتى أمس، أن عدد الإصابات وصل إلى 308 آلاف، وأشارت أيضا إلى أن عدد الوفيات قفز إلى 13 ألفا، واقترب عدد المتعافين من 96 ألفا.

ولا تزال الصين تتصدر دول العالم من حيث أعداد الحالات، تليها إيطاليا والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وإيران وفرنسا وكوريا الجنوبية.

Ad

إسبانيا

وبعد تجاوز الوفيات 1720 حالة، ووصول عدد الإصابات إلى نحو 29 ألفاً، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن الحكومة ستفعل كل ما هو لازم لمكافحة جائحة «كورونا»، محذرة من أن «الأسوأ لم يأت بعد»،

ولم يظهر ما يشير إلى أي تباطؤ في تفشي الفيروس في ثاني أكثر دول أوروبا تضررا منه.

وامتلأت وحدات الرعاية المركزة عن آخرها في بعض المستشفيات، وقال سانشيز: «لم نتلق بعد وطأة أقوى وأكثر الموجات ضررا، والتي ستختبر قدراتنا المادية والمعنوية لأبعد حد إضافة إلى روحنا كمجتمع».

وأضاف ان إسبانيا لم تمر بمثل هذا الموقف الصعب منذ حربها الأهلية التي دارت بين عامي 1936 و1939، والتي لقي خلالها نحو نصف مليون شخص حتفهم، لافتا الى أن حكومته تعمل على خطط لإنتاج المعدات اللازمة لمكافحة «كورونا» مثل الكمامات.

إيطاليا

وفي خطوة إضافية تأتي في إطار التدابير المتخذة للقضاء على «كورونا»، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ليل السبت - الأحد، وقف «كل الأنشطة الإنتاجية التي لا تعتبر ضرورية ومهمة وحيوية بالنسبة إلى تأمين السلع الأساسية للسكان حتى 3 أبريل».

وأضاف كونتي ان الصيدليات ومحلات السوبر ماركت ومخازن المواد الغذائية والخدمات البريدية والمالية والتأمين والنقل ستواصل عملها، متابعا: «نحن نُبطئ المحرك الإنتاجي للبلاد، لكننا لا نوقفه».

ووصف هذه الخطوة بأنها «ليست سهلة»، مردفا: «لا يمكننا إخفاء الحقيقة الموجودة أمامنا كل يوم. إنها أخطر أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية».

وسجلت إيطاليا، التي شهدت بدء تفشي الفيروس قبل شهر، أمس الأول، عددا قياسيا جديدا من الوفيات في 24 ساعة بلغ 793، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 4825 وفاة في شهر واحد، وتعد إيطاليا أكثر دولة متضررة في العالم، واحصت السلطات بها 6557 إصابة جديدة في عدد قياسي آخر يثير القلق.

وأرسلت كوبا فريقا من 36 طبيبا و15 ممرضا، بينهم من شارك في مكافحة حمى «إيبولا» بإفريقيا، إلى إيطاليا من أجل تقديم العون لهذا البلد الأوروبي في مكافحة الوباء.

وفي موسكو، أعلن الكرملين، أن روسيا سترسل مساعدة لإيطاليا لدعمها في المعركة ضد الفيروس. جاء ذلك بعد محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكونتي.

وأوضح بيان الكرملين أنه بناء على طلب من إيطاليا، سترسل روسيا مجموعة كبيرة من معدات الوقاية ومحطات الإمداد المتنقلة ووسائل لتطهير المناطق والمركبات.

وذكر البيان الصادر عن الرئاسة الروسية أنه من المقرر إرسال خبراء روس إلى المناطق الإيطالية المتضررة بالفيروس على وجه التحديد. وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو أنه سيتم نقل 8 ألوية متنقلة مع علماء الفيروسات والأطباء إلى إيطاليا.

فرنسا

وفي باريس، كتبت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية ان الرئيس إيمانويل ماكرون هدد بإغلاق حدود فرنسا مع بريطانيا إذا تقاعس رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء تفشي «كورونا».

وكان جونسون أمر الجمعة الماضي بإغلاق الحانات والمطاعم والمسارح ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية لإبطاء الانتشار المتسارع للمرض، بعد أيام من فرض دول أوروبية أخرى إغلاق للبلاد. ونقلت «ليبراسيون» عن مصادر في مكتب ماكرون ان قرار جونسون جاء بعد أن وجه له الزعيم الفرنسي إنذارا صباح الجمعة، مهددا بفرض حظر على دخول أي مسافر قادم من بريطانيا إذا لم تتخذ إجراءات جديدة.

ونقل التقرير عن مسؤول في الاليزيه قوله: «اضطررنا لتهديده بشكل واضح لجعله يتحرك في نهاية الأمر». وأمر ماكرون بفرض قيود صارمة على تنقل الناس في فرنسا، الاثنين الماضي، وحض أيضا على أن تغلق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حدودها الخارجية الأسبوع الماضي.

لندن

وأمس الأول، شدد جونسون على أهمية التزام الناس بالبقاء في منازلهم حتى لا تشهد البلاد ما شهدته إيطاليا من «انهيار للمؤسسة الصحية».

وأضاف جونسون، في تصريح صحافي، بمناسبة عيد الأم، أمس الأول، ان الإيطاليين لديهم نظام صحي «متميز»، ومع ذلك لم يستطع الطاقم الطبي هناك مواجهة الأعداد الضخمة التي ادخلت المستشفيات لتلقي العلاج من الإصابة بالفيروس.

ولفت إلى أن أفضل هدية يمكن أن تقدم للام في هذه المناسبة هي «عدم زيارتها»، لاسيما إذا كانت كبيرة في السن، مبينا أن عدم التزام الناس بالبقاء في منازلهم سيجعل المستشفيات تمتلئ بالمرضى، مما سيتسبب في الضغط على الكوادر الطبية وإنهاكها.

وطلبت الحكومة البريطانية، أمس، من 1.5 مليون شخص يعيشون في البلاد، ويعتبرون الأكثر ضعفا حيال الفيروس، أن يلازموا منازلهم لمدة 3 أشهر.

وقالت، في بيان، إن «ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في إنكلترا، حددتهم خدمة الصحة العامة على أنهم معرضون بشدة لأمراض خطيرة إذا أصيبوا بفيروس كورونا، سيتعين عليهم البقاء في المنزل لحماية أنفسهم».

من ناحيته، أكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن المستشفيات الحكومية بحاجة إلى عودة أكبر عدد ممكن من الأطباء والممرضين للمساهمة في مواجهة الفيروس.

وأعرب هانكوك عن سعادته لالتحاق 4500 من المتقاعدين حديثا من أطباء وممرضين لهيئة الخدمات الصحية، بيد أنه شدد على حاجة البلاد لعدد أكبر للمساهمة في التخفيف من آثار الفيروس، الذي تسبب حتى الآن في وفاة 233 حالة بالبلاد.

واشنطن

وفي واشنطن، استأنف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مفاوضاتهم مع البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق حول خطة مساعدة ضخمة تتخطى قيمتها ألف مليار دولار، بهدف احتواء الآثار الاقتصادية لانتشار «كورونا» في الولايات المتحدة. وخيمت أجواء من التفاؤل في مجلس الشيوخ عند استئناف المحادثات.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، «نحن نُعد تدابير لم يشهدها أحد من قبل»، مضيفا: «نحن نعمل بسرعة لتمرير قانون جديد سيقدم دعما كبيرا للشركات الصغيرة والصناعات المتضررة، وتوجيه أموال بشكل مباشر إلى الأميركيين العاملين والى العائلات التي تعمل بجد».

ولمح المفاوضون عن البيت الأبيض إلى أن الكلفة الأخيرة للتدابير قد تصل إلى 1400 مليار دولار، حتى ان المستشار الاقتصادي لاري كادلو ذكر مبلغ ألفي مليار دولار لدى وصوله إلى الكونغرس، لكنه شرح لاحقا أن هذا المبلغ يتضمن أيضا تدابير أخرى بينها التدابير التي اتخذها الاحتياطي الفدرالي الأميركي.

وتشمل تدابير الانعاش الاقتصادي، التي اقترحها زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، تقديم مساعدات مباشرة للأميركيين تصل إلى 1200 دولار لكل شخص بالغ، وتخصيص 300 مليار للشركات الصغيرة، و200 مليار لشركات الطيران وشركات في قطاعات أخرى.

في غضون ذلك، اوقفت ادارة الطيران الفدرالية الأميركية عمليات المغادرة ومراقبة الحركة الجوية في المطارات القريبة من مدينة نيويورك لفترة وجيزة ومؤقتة، بسبب الاشتباه في إصابة موظفين بالفيروس في مركز مراقبة الحركة الجوية الإقليمي.

آسيا

وبعد 3 أيام من عدم تسجيل أي حالة «محلية»، أعلنت الصين أمس 46 إصابة جديدة، بينها حالة عدوى واحدة من داخل أراضيها.

وأعلنت إدارة الطيران المدني الصينية، أمس، أن جميع المسافرين القادمين في رحلات جوية دولية إلى بكين سيُعاد توجيههم إلى 12 نقطة دخول تم تحديدها في جميع أنحاء الصين ابتداء من اليوم، مبينة أنه بعد إنهاء إجراءات الوصول، سيتم السماح لأولئك الذين يستوفون شروط الحجر الصحي بالصعود على متن رحلات جوية متوجهة إلى العاصمة.

وفي سيول، أعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن كوريا الجنوبية سجلت 98 إصابة جديدة أمس، ليرتفع بذلك عدد الإصابات إلى 8897، وأظهر العدد الإجمالي اليومي استمرار الاتجاه النزولي في حالات الإصابة الجديدة رغم حدوث قفزة طفيفة أمس الأول.

وفي الجارة الشمالية، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوضح في رسالة شخصية للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، اعتزامه تطوير العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وقالت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي امس، «إن الرئيس ترامب أرسل رسالة إلى كيم، يعرض فيها المساعدة أيضا في التصدي لفيروس كورونا»، مضيفة: «تعد الرسالة مثالا جيدا على إظهار العلاقات الشخصية القوية والخاصة بين ترامب وكيم».

الهند

في غضون ذلك، بقي أكثر من مليار شخص داخل منازلهم في الهند امس، خلال مدة حظر التجوال المفروض على مستوى البلاد لمدة يوم، بهدف السيطرة على انتشار الفيروس حتى بعد أن تجاوزت الحالات الإيجابية 300 شخص.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعا في وقت سابق إلى فرض «حظر التجوال أو الحجر الصحي الذاتي من 7 صباحا إلى 9 مساء، لكسر حلقة العدوى، وكذلك تقييم قدرة الهند على مكافحة الوباء»، كما دخل أيضا أمس، الحظر المتعلق بتعليق جميع الرحلات الدولية، الذي أمرت به الحكومة لمدة أسبوع، حيز التنفيذ.

من ناحيتها، أعلنت سنغافورة، أمس، أنها ستحظر دخول الزائرين إلى البلاد لفترات قصيرة أو المرور عبر مطارها، حيث تعتبر البلاد ملتقى طرق يستخدم على نطاق واسع للرحلات بين منطقة آسيا المحيط الهادئ وأوروبا.

وفي مانيلا، أفادت وزارة الصحة الفلبينية، أمس، بأن الفلبين سجلت 73 إصابة جديدة ليصل المجمل إلى 380 حالة، وأعلنت أيضا 6 حالات وفاة جديدة ليصل إجمالي الوفيات إلى 25.

وفرضت سريلانكا، أمس، حظرا على دخول جميع طائرات وسفن الركاب إلى البلاد.

كما نشرت ماليزيا الجيش أمس، لتطبيق قيود تستمر أسبوعين على التنقلات، بينما سجلت البلاد أكبر عدد من الإصابات في منطقة جنوب شرق آسيا، أغلبها له علاقة بتجمع ديني حاشد.

أميركا اللاتينية

وفي أميركا الجنوبية، أعلن رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة: «قررنا أن نفرض الحجر الصحي الكامل داخل المنازل في جميع الأراضي الوطنية لمدة 30 يوما»، مضيفا: «لن يسمح لأي شخص بمغادرة منزله»، وذلك قبل أن يوضح أنه سيسمح للناس بالتسوق لشراء السلع الأساسية، وأن العمال الأساسيين سيسمح لهم بمواصلة العمل، وبين ان الأشخاص الذين لا يتبعون هذه الإجراءات سيتم نقلهم إلى مركز احتواء.

وفي بوغوتا، أكدت وزارة الصحة أول حالة وفاة نتيجة الفيروس لرجل عمره 58 عاما كان يعمل سائق سيارة أجرة في مدينة قرطاجنة الساحلية.

وسجلت كولومبيا حتى الآن 210 حالات إصابة.

وقالت السلطات الصحية في بنما إن شخصين آخرين توفيا بالفيروس، ليرتفع إجمالي عدد حالات الوفاة إلى 3 مع إصابة 245 شخصاً.

إفريقيا

وفي إطار تدابير تُعتبر من بين الأشد في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتواصل ارتفاع عدد الإصابات في ظل نظام صحي هش، أعلنت رواندا فرض حجر على سكانها وإغلاق الحدود، في محاولة للحد من انتشار الفيروس.

وأعربت منظمة الصحة العالمية مرارا عن قلقها من انتشار الوباء في القارة الافريقية التي يعاني نظامها الصحي نقصا شديدا في الموارد.

وسُجِلت حتى الآن 6 وفيات في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى: 3 في بوركينا فاسو، وواحدة في الغابون، وواحدة في جزيرة موريشيوس، وواحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في كينشاسا.

العالم العربي

وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل أول إصابتين بالفيروس لمواطنَين عائدين من باكستان.

ووضعت وزارة الصحة نحو 900 شخص كانوا عادوا إلى القطاع أخيرا رهن الحجر الصحي، إلى جانب آلاف في الحجر الصحي المنزلي.

وبدأ عناصر من «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، تجهيز منطقتين للحجر الصحي في جنوب وشمال القطاع، تتضمن ألف غرفة للحجر الصحي، أشرف على أعمال إقامتهما رئيس الحركة يحيى السنوار.

واعتبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، جيمي ماكغولدريك، أن وصول الفيروس غزة «قد يكون مخيفا نتيجة الاكتظاظ السكاني ومحدودية النظام الصحي».

واعتبر أن وصول الفيروس إلى قطاع غزة سيحوله إلى «ما يشبه الحاضنة عندما يعلق الناس ضمن منطقة مكتظة بالسكان».

وأعلنت الحكومة التونسية خطة مساعدات قيمتها 2.5 مليار دينار (850 مليون دولار) تم تخصيصها للمؤسسات والأفراد بهدف مواجهة تأثيرات الفيروس، في وقت دخل الحجر الصحي العام في تونس حيز التنفيذ صباح أمس.

وشدد رئيس الوزراء الياس الفخفاخ، في خطاب متلفز، على ضرورة «الاتحاد» في المعركة ضد الفيروس. وسجلت تونس رسميا 60 اصابة بينها وفاة واحدة.

وفي الرباط، أكدت شركة الخطوط الملكية المغربية تعليق جميع رحلاتها المحلية حتى إشعار آخر، تفعيلا لقرار الحكومة في إطار «حالة الطوارئ الصحية».

وأعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان العراق تسجيل 6 إصابات جديدة، ليرتفع اجمالي الإصابات في الإقليم إلى 54.

إلى ذلك، أعلنت مديرية الآسايش (الأمن) العامة في كردستان إعفاء مسؤول أمني في أحد المنافذ الحدودية من منصبه، لعدم التزامه بالإجراءات الوقائية الخاصة بمكافحة الفيروس بعد عودته من زيارته الرسمية في ألمانيا قبل نحو أسبوع.

في السياق، أعلنت قيادة عمليات بغداد القبض على 306 أشخاص لمخالفتهم إجراءات حظر التجوال الصحي الذي طبقته السلطات.

وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية حظر التجوال في البلاد لمدة 12 ساعة يوميا. ونص القرار على «إقفال تام على مدار اليوم للمساجد والمؤسسات التعليمية والمقاهي والمطاعم وصالات المناسبات والمتنزهات والنوادي»، إلى جانب «منع إقامة المآتم والأفراح واستخدام وسائل النقل الجماعي».