لم أدرك عندما خضت تجربة التعلم الإلكتروني قبل عامين مع جامعة ليفربول للحصول على ماجستير التعليم ونظريات القيادة أنه سيأتي اليوم الذي أعود لأوراقي لإعداد مذكرة وتصورات حول هذا النمط من التعليم، وأن أستعد في الوقت ذاته للمحاضرات عبر شاشة الكمبيوتر وإتمام المنهج التعليمي للطلبة.

وليس الأمر سهلاً، إذ يتطلب جهاز كمبيوتر وتطبيقات لتحميل المحاضرات عبر الموقع الإلكتروني للجامعة وساحة الحوار الإلكتروني وهوية الطالب والتواصل عبر الكاميرا والبريد الإلكتروني والهاتف المحمول.

Ad

وقبل الدخول في مقارنات بين "جرأة" الجامعات الأجنبية و"خشية" الجامعات العربية من التعلم الإلكتروني لا بد أن نتوقف عند الكارثة الصحية العالمية، والمتمثلة بوباء كورونا، والتي تسببت في توقف الدراسة في دول عديدة وتحويل المحاضرات من الطريقة التقليدية إلى التعليم الإلكتروني.

وكما ذكرنا في مقالات سابقة فمن أساسيات التعليم الإلكتروني النسخة الإلكترونية من المقررات الدراسية، يتم رفعها إلى المنصة الإلكترونية فيدخل الطالب إلى الموقع في أي وقت ومن أي مكان، وهناك أيضا برنامج التفاعل بين التدريس من خلال العلاقة المباشرة بين الطالب والمدرس وتستخدم فيه تقنيات متطورة.

خلاصة الحديث... خلال أزمة كورونا أثبتت النظم التعليمية التقليدية ضعفها وعدم استعدادها للتغيير والخروج من قوقعة الماضي.

ورغم نجاح تجارب جامعات افتراضية خليجية ومنها (كاوست) بالمملكة العربية السعودية وجامعة حمدان بدولة الإمارات فإننا مازلنا مترددين، فماذا ننتظر؟ فالمؤسسات التعليمية الكبرى قد واكبت الثورة المعلوماتية وأنشأت فروعاً افتراضية للدراسات العليا عبر التعليم الإلكتروني ومنها جامعتا ليفربول وأكسفورد التي تمنح درجة الماجستير بالقانون الدولي عبر الانتساب الإلكتروني، أضف إليها جامعة هارفارد التي اتخذت من التعليم الإلكتروني وسيلة لإقناع الطلبة بالمكوث في منازلهم ومواصلة التعليم.

إذاً فما المشكلة؟ ولماذا التشكيك في التعليم الإلكتروني؟ السبب أخي القارئ يكمن في ثقافة الشك والرفض لكل ما هو جديد.

كلمة أخيرة:

نحن بحاجة إلى إنشاء المجلس الوطني لنظم الدراسة عن بعد والتعليم الإلكتروني لبدء مرحلة جديدة من التكنولوجيا والتعليم.