في كتاب "القاهرة وما فيها" ينقلك مكاوي سعيد إلى عوالم ليست مجهولة، بل يذكّرك بتاريخها وأصولها. يدخل في "الممنوعات" دون خجل، يتحدث عن مظاهر وأماكن كانت سبباً في منع الكتاب من التداول بالكويت، تقف عند "استراحات قصيرة في حياة أم كلثوم"، ستجد فيها ما لم يخطر على بالك، حكايات لم تنشر وإن نشرت فقد تم تحريفها.

أهمية القراءة في "القاهرة وما فيها" أنه قد يصاحبك أسابيع وأشهراً، وفي كل مرة ستجد حكاية لها معنى وجذور، وبأسلوب روائي ومختصر.

Ad

تقف مشدوهاً أمام أماكن تاريخية وتسأل نفسك: ماذا حل بالقاهرة ولماذا تعثرت وتراجعت وتأخرت؟

في كل حي هناك محطات في التاريخ، كيف بنيت من أيام المماليك وعهد محمد علي باشا وأبنائه، ثم الأوروبيين الذين أدخلوا إليها المسرح والثقافة والعظمة.

لماذا القاهرة رغم ما كتب عنها في مئات الكتب؟ هل لأنها أكبر مدينة عربية؟ أم لأنها أكثرها تنوعاً ثقافياً وحضارياً؟ أم لأنها عاصمة العرب وأم الدنيا؟ يجيب مكاوي سعيد، المولود في "وسط البلد" والعاشق لأماكنها وأرواح ساكنيها، أن حبها يجري كمياه المطر كيفما اتفق.

يتضمن الكتاب معلومات قد لا يعرفها الكثيرون، وصوراً نادرة للتدليل على أهميتها وقيمتها والإضاءة على موهوبين أثروا حياة القاهرة الفنية ثم غابوا ونأى بهم الزمن.

يشير مكاوي إلى سرقات "الغرب" من تاريخ مصر غير المسجل لا سيما الصور النادرة التي التقطها مصورون أجانب ومنهم الأرمن لفترات زمينة لم يكن فيها التصوير مشاعاً.

تلك "الكنوز" سطت عليها مؤسسات علمية وجامعية واحتفظت بها وصارت تتاجر بها وتتقاضى عنها أموالاً عند منح حقوق الصور للمصريين!!

49 "حدوته" تاريخية لا تمل من مطالعتها أو قراءتها ففيها مخزون من المعلومات والروايات جعلت الواحدة منها قصة ذات معنى.