مرة أخرى نكرر أن الكويت في هذه الظروف بأشد الحاجة إلى الهدوء والتكاتف بين جميع مَن يقيم على أرضها، دون تمييز أو إثارة الضغائن والشحن السلبي، ودفع الناس إلى التوتر، الذي ربما يقود - لا سمح الله - إلى تداعيات خطيرة.

من الأمور الخطيرة التي تزيد الأمور سلبية وخوفاً، هي الإشاعات المتداولة عن ترحيل الوافدين، وهي فرية وكذبة، ومَن يروِّجها يُشعل الفتنة، كما أن لها تداعيات أمنية خطيرة. ورغم مخالفة ذلك للقانون الدولي في زمن الأوبئة، الذي لا يسمح للدول بالترحيل الجماعي، فإنه عملياً لا يمكن تطبيقه، بسبب إغلاق المطارات والحدود البرية.

Ad

مَن يثير مثل هذه الإشاعة، هو فعلياً يقوِّض السلم الاجتماعي، ويدعو الوافدين إلى عدم الاستجابة لأوامر السُّلطات وتوجيهاتها، وهو أمر خطير، فضلاً عن أن الدولة مسؤولة عن كل فرد يعيش على أراضيها ومنحته إذناً قانونياً للإقامة في البلد عند وقوع حالات الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.

البعض يطرح تساؤلات فيما لو أُصيب آلاف الوافدين بوباء كورونا، فكيف ستستوعبهم مرافق الدولة الصحية بجانب المواطنين، وهذا الأمر يتطلب من الحكومة أن تستعد بمستشفيات ميدانية من البيوت الجاهزة وخلافه، وفتح باب التطوع للوافدين في المجالات الطبية والتمريضية، حتى لو كانوا بمهارات ضعيفة، لدعم أبناء جالياتهم في المستشفيات الميدانية، لو حدث الأسوأ، لا قدَّر الله.

***

الكوادر الطبية والتمريضية والإدارة الصحية التي تقوم بأعمال جليلة منذ بداية انتشار الفيروس عالمياً واكتشاف أولى الحالات في الكويت تستحق التقدير والدعم، كما طلب سمو أمير البلاد، حفظه الله، كما يستحق التقدير أيضاً تعاون كل مواطن ومقيم على أرض الكويت.