قدم الفنان المصري رضا عبدالرحمن رسالة مهمة عبر غاليري "البيت الجديد" في جزيرة ستاتن بولاية نيويورك الأميركية، من خلال معرضه «أنا كل الناس» الذي يرمز للسلام ويستمر حتى نهاية العام الحالي.

ووصلت أصداء المعرض إلى القاهرة، حيث أشاد العديد من التشكيليين به بعد نشر عدد كبير من لوحاته على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً صور الافتتتاح التي عكست إقبالاً جماهيرياً واسعاً، كما حرص عدد من أعضاء مجلس النواب المصري، وهم نادية هنري وعماد جاد وجمال الشريف، على زيارة المعرض في نيويورك، مما أعطاه زخماً إضافياً.

Ad

ويقام المعرض في "البيت الجديد"، وهو غاليري شهير يتبع مركز "سنج هابر الثقافي" ومتحف "ستاتن أيلاند"، وأقيم برعاية إدارة الثقافة بمدينة نيويورك، وشارك في افتتاحه قبل أيام أعضاء في الكونغرس الأميركي ولفيف من المثقفين العرب والأميركان.

إطلالات مختلفة

ويضم المعرض أكثر من 200 عمل فني، وتميزت الأعمال الفنية بأحجامها العملاقة، وتناولت عدة موضوعات في 4 قاعات عرض بمساحة ألف متر مربع، وأنجز الفنان المصري معظمها خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما بين القاهرة ونيويورك، أما بقية اللوحات فتعود إلى حقبة ما بعد ثورة يناير عام 2011، والأعمال إلى جانب تناولها للتاريخ المصري، فإنها تجسد صوراً للفنان بإطلالات مختلفة، لينقل من خلالها فكرة المعرض الأساسية "أنا كل الناس"، في إشارة إلى الإخاء الإنساني بين كل البشر، ومن ثم رفض فكرة الصراع والحروب.

وفي هذا الصدد، قال رضا عبدالرحمن: "استفادت أعمالي على مدار السنوات العشر الأخيرة من استلهام التاريخ المصري القديم وتأثير هذا التاريخ على ثقافتنا المعاصرة وعلى رؤيتي لما حولي من مظاهر، ورغم أن البعض يعتقد أن التاريخ ليس له ارتباط بالمعاصر، أجدني أعود دوماً إلى التاريخ حتى لو كان فقط على مستوى الشكل واللغة البصرية".

قضايا إنسانية

وتابع عبدالرحمن أن "مشروعي الفني الحالي في هذا المعرض (أنا كل الناس) يأخذ أبعاداً مختلفة تجتمع فيها أعمال ومشروعات بدأتها خلال السنوات الخمس التي سبقت وصولي للإقامة في نيويورك، والبعض الآخر أنجزته خلال السنوات الخمس الماضية، وجميعها اهتمت بقضايا إنسانية ووجودية شديدة الخصوصية ومرتبطة بشكل كبير بأفكاري ورؤيتي للعالم المعاصر من حولي بكل ما يشمله من عناصر أعتبرها ملهمة لي في كثير من الأحيان، وتظل هناك مسافة كبيرة بين تفكيري وما أقوم به من أعمال فنية، فالعمل الفني يتشكل وفقاً لسره الداخلي، ولذا أترك نفسي للعمل الفني يقودني طالما همست له بفكرتي أو بمشكلتي أيًا كانت".

وأضاف: "من هذا المنطلق فإنني أستخدم وسائط متعددة، بعضها تقليدي يعود إلى آلاف السنين والآخر معاصر جداً، ليست لديّ أوهام بأن الفن سيمنع الحروب أو يجعل العالم أكثر استقرارا، لكنني أثق بأنه بالفن يمكن أن نشيِّد ذلك الجسر من التفاهم بين الناس، مهما اختلفت أعراقهم أو خلفياتهم أو جنسياتهم، ولذا تتنوع لديَّ الوسائط سواء التقليدية أو المعاصرة للوصول إلى المشاهد وبناء جسر من التواصل والتفاهم معه".

مهرجان «كارفان»

ويأتي هذا العرض تتويجاً لجهود رضا عبدالرحمن في إقامة العديد من الفاعليات المشتركة بين الفنانين العرب والأميركيين من خلال مهرجان "كارفان" السنوي، الذي تولى إدارته مدة أربع دورات، ثم من خلال المنظمة العربية الأميركية للثقافة التي دشنها مع مجموعة من المثقفين العرب والأميركيين منذ نحو عام.

وهذا المعرض الخاص شبه الاستعادي، هو الثالث والثلاثين في مسيرة الفنان رضا عبدالرحمن، وهو أكبر عروضه في الولايات المتحدة، وسيظل مفتوحاً أمام الجمهور حتى نهاية العام، وتتخلله ورش ولقاءات ومحاضرات جماهيرية بشكل دوري.

من جانبها، قالت مديرة المركز الفني، ميليسا ويست، إنها سعيدة أن يضم المركز أعمال فنان مصري كبير ومتميز، ولذلك جرى تخصيص مدة زمنية تقارب العام إلى جانب فتح كل القاعات الرئيسة لاستقبال أعماله الخلابة.