كثير من الدول المتقدمة لديها هيئات أو مؤسسات أو أجهزة أو حتى وزارة تُعنى بإدارة الأزمات، سواء إذا حصل تهديد لأمن البلد أو في وقت الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو الزلازل والأعاصير أو الأوبئة وغيرها من الأمور التي تحدث فجأة، وتحتاج إلى سرعة اتخاذ القرار وتنفيذه من قبل الأجهزة المختصة، وفي الكويت للأسف لا توجد مثل هذه الهيئة حسب علمي، ولو تكونت هذه الهيئة فيفضل أن تكون تابعة لرئيس الوزراء.

في الكويت لدينا هيئات ومؤسسات تختص بعمل معين مثل الهيئة العامة للشباب، وهيئة الاتصالات، وهيئة الرياضة، وهيئة الشباب وغيرها، ولكن لا توجد لدينا هيئة مستقلة تسمى هيئة إدارة الأزمات، الذي يحصل حاليا عندما تحدث أزمة سواء كانت أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو صحية وغيرها، يتم تشكيل فريق عمل لمواجهة الأزمة، وعند انتهاء الأزمة ينتهي عملها حتى تحدث أزمة أخرى ويشكل فريق جديد.

Ad

فالكويت في حاجة لإنشاء هيئة عامة لإدارة الأزمات تتكون من عدد من الوزارات كالدفاع، والداخلية، والحرس الوطني، والصحة، والإدارة العامة للإطفاء، ووزارة النفط، ووزارة التجارة، والطيران المدني، والهلال الأحمر الكويتي، وغيرها من الجهات ذات الصلة بالتعامل مع الأزمات.

هذا الاقتراح لا ينتقص من الجهود الجبارة وسرعة التعامل التي بذلت لمواجهة فيروس كورونا، الذي انتشر في بعض الدول، ولم تسلم الكويت منه، والذي جاءنا عبر المسافرين الذين وصلوا من إيران القريبة جغرافيا من الكويت، وسارعت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الأمر.

فتحية تقدير واحترام لكل من هبّ للعمل وبصورة جماعية لمواجهة تداعيات هذا الفيروس، وأشيد بالخدمات التي قدمت لمعالجة المصابين بهذا الفيروس، وكذلك الشفافية في المؤتمرات الصحافية الرسمية التي تقدم للمواطنين وكل من يعيش على أرض الوطن الحبيب، مما خلق نوعاً من الاطمئنان لدى الناس، ورداً حاسماً على كل من كان يستغل هذا الحدث ببث الإشاعات والتهويل ومحاولة بث الفرقة بين أبناء الكويت الذين دائما يقفون صفا واحداً أيام الأزمات، ولا يعطون فرصة لضعاف النفوس لشق الوحدة الوطنية.

وبما أن هذا الموضوع يتطلب الكثير منا لإشاعة فكرة التطوع لخدمة بلدنا الحبيب الذي أعطانا الكثير وواجب علينا أن نرد له الجميل، فهذا يجرني إلى فكرة كانت تراودني منذ زمن طويل، وهي أن تقوم مجموعات تطوعية في كل منطقة من مناطق الكويت للتعامل مع الأزمات بالتعاون مع الجهات المختصة، سواء كانت الأزمة كبيرة أو صغيرة أو أي حدث طارئ يتطلب تعاون المواطن مع الجهات الحكومية، وهناك الكثير من أبناء الشعب الكويتي من الجنسين يريدون أن يتطوعوا لخدمة بلدهم لأي طارئ.

أتمنى أن تكون منطقة الشامية هي نقطة انطلاق بتشكيل الفرق التطوعية، ولنستفد من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال كالسويد واليابان وغيرها من الدول، والله يحفظ الكويت ومن عليها من كل شر ومكروه ووباء.