تم استهداف الطائرة الاستطلاعية "بوينغ بيه-8 بوسيدون" التابعة للبحرية الأميركية من جانب ليزر "بدرجة عسكرية" وفق وصف المسؤولين الأميركيين، وجّهت سفينة حربية تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ذلك الليزر ضد الطائرة الأميركية، حيث وقعت الحادثة في المحيط الهادئ بالقرب من جزيرة "غوام"، خارج المنطقة الاقتصادية الحصرية للولايات المتحدة، وكان موقع الحادثة على بُعد 610 كلم غرب "غوام"، في مياه بحر الفلبين.

سبق أن تعاملت البحرية الأميركية مع قلة مسؤولية ذلك السلوك المزعوم من جانب طاقم جيش التحرير الشعبي الصيني، فأعلنت في بيان لها يوم الثلاثاء الماضي: "كانت طائرة بوينغ بيه-8 بوسيدون تحلّق في المجال الجوي الدولي، بما يتوافق مع القوانين والتنظيمات الدولية"، كذلك ذكرت البحرية أن ذلك السلوك يخالف التزام الصين بقانون المواجهات غير المخطط لها بحراً، وقد تم الاتفاق على هذا القانون خلال الندوة البحرية في غرب المحيط الهادئ في عام 2014.

Ad

أضاف البيان: "يتطرق قانون المواجهات غير المخطط لها بحراً إلى استعمال أجهزة الليزر القادرة على إيذاء طاقم العمل أو المعدات، ويستطيع الليزر المستعمل في التطبيقات العسكرية أن يُلحِق أضراراً جسيمة بطاقم الطائرات والسفن وبأنظمتها أيضاً".

لكن في إطار الاستفزازات العسكرية الصينية ضد القوات الأميركية، تتخذ الحادثة التي وقعت في الأسبوع الماضي أهمية خاصة، هذه الحادثة ليست الأولى ولا الأقوى من نوعها، بل وقعت حوادث مشابهة سابقاً، حيث استهدفت أجهزة الليزر طاقم الطائرات العسكرية الأميركية، وفي عام 2018، كادت سفينة حربية صينية تصطدم بسفينة حربية أميركية كانت تجري إحدى عمليات حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.

أكثر ما يلفت النظر في حادثة الأسبوع الماضي هو وقوعها في مجال جوي بعيد عن المنطقة التي تطالب بها الصين أو عن القواعد العسكرية الصينية الخارجية، وفي متيو 2018، أرسلت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية إشعاراً إلى الطيارين كان قد صدر في الأصل عن الجيش الأميركي للتحذير من "أحداث معاكسة ومتعددة بجهاز ليزر عالي الطاقة" في المجال الجوي بالقرب من قاعدة عسكرية صينية جديدة في جيبوتي. دعا الإشعار الطيارين إلى "توخي أعلى درجات الحذر عند العبور بالقرب من هذه المنطقة" ونصحهم أيضاً بإبلاغ مراقبي الحركة الجوية في المنطقة "عند رصد أي ليزر في جيبوتي أو في جوارها".

كانت حادثة الأسبوع الماضي مختلفة لأن هذه الأنواع من التكتيكات بدأت تمتد الآن على ما يبدو إلى غرب المحيط الهادئ أو بحر الفلبين، ما يثبت أن جيش التحرير الشعبي الصيني بات مستعداً لتقبّل مجازفات إضافية، وقد يبدي استعداده لإعاقة مسار الوحدات العسكرية الأميركية في عمليات حرية الملاحة والطيران بعيداً عن السواحل الصينية والقواعد الصينية الخارجية. هذه السابقة مثيرة للقلق لأنها تأتي في ظل احتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على مستوى العالم.

* أنكيت باندا

* «ذا دبلومات»