"فيروس" كلمة إغريقية معناها "سُم" وفي اللهجة البدوية يعتبر كورونا فعلا "سم المعادين"، كما يقال وأخباره من باب إنصاف الخصوم حسب التراث العربي تليق بفارس زحزيح فرّق لوحده كتائب دول عظمى، وجندل حتى الآن كل من تجرأ وخرج لمبارزته من فرسان الطب في هذا العالم، حتى وصلت الحال بهم إلى: انجُ يا سونار فقد هلكت المناظير.

ومعنى (سُم) تذكرني بعبارة عربية أصيلة وهي: "دس السم في العسل"، وهذا ما حصل معنا بعد القدوم المأفون لفارس الفيروسات كورونا لبلادنا، مثلا الوطنية كمفهوم عسل صاف تحتاجه البلاد والعباد، وهي كعاطفة تشبه الغيوم التي يسقي الأوطان مطرها عند الشدائد، ولكن لا يجوز دس كورونا (السم) في عسل الوطنية المفرطة لترويج كراهيتنا ضد بعضنا، وخصوصاً مواطنينا المصابين القادمين من إيران، "العيم" لا يملكون وكالة كورونا الحصرية، والعرب ليسوا ذوي الحصانة الفيروسية التي تمنع عنهم الأمراض، الوطن لنا جميعا وكورونا يستهدفنا جميعًا في هذا الوطن، وعلى الوطنية الناشز أن تطيع كلام بعلها الوطن لأن الوطن والوطن فقط له حق القوامة في بيت دستورنا.

Ad

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن حقوق الإنسان من أهم مبادئ الإنسانية في هذا العالم، وهي كالعسل على قلب ديننا قبل قلب ثقافاتنا، ولكن حماية الكويت مقدمة على كل شيء آخر، يجب عدم دس سم الإنسانية المفرطة في موضوع حماية حدودنا، ويجب منع كل من يشتبه في إصابته من الإخوة الوافدين مهما كانت علاقتنا معهم ورده لبلاده.

وأخيرا الديمقراطية وتداول الرأي والرأي الآخر وجبة شهية مكوناتها عسل ممزوج مع زبدة تجربة دستورية دسمة وسايحة تجاوز عمرها الخمسين عاما، ولكن الإشاعات سم، ولقافة التدخل بعمل المختصين سم، واصطياد الأخطاء بصنارة المصلحة ولخلافات شخصية سم، وكلها سموم يحاول البعض جهلا أو مع سبق "الإضرار" والترصد تلويث طبق ديمقراطيتنا بها، فاحذروا ثم احذروا دس سم كورونا في عسل وطنيتنا وإنسانيتنا وديمقراطينا، ودمتم بود.