لستُ ممن يدخلون في نقاشات طائفية ولا قبلية داخل البلاد، لكنني متابع جيد لكل المشاريع التي تقوم بها الأقليات الطائفية والعرقية في المنطقة، من لبنان حتى اليمن، ومن بر النوبة حتى جبال البربر في مرتفعات أطلس المغربية.

أعداؤنا منذ مئات السنين يلعبون على هذه التفاصيل الصغيرة، وأصحاب مشاريع الكرسي والحُكم أيضاً، ولكنني فوجئت بكمية الصفاقة والعلنية التي يعبث بها بعض سياسيينا بهذه اللعبة القذرة في ظرف طارئ، كتفشي وباء قد تكون تداعياته خطيرة علينا جميعاً، كوطن ووجود.

Ad

النائب الطائفي كانت له تصريحات مقززة ومثيرة للاشمئزاز، خلط فيها أموراً تتعلق بأسرة الحكم والأمن الوطني بموضوع وبائي لا دخل له بالأمور السياسية.

للأسف، هذا التجاوز على الوحدة الوطنية يأتي في أيام نمرُّ فيها بذكرى عزيزة، هي ذكرى التحرير والمحنة الكبيرة التي مرَّت بها الكويت، نتيجة للغزو العراقي الغاشم قبل أقل من ثلاثة عقود، والتي يبدو أن كثراً لم يتعلموا منها شيئاً.

المنطقة تمرُّ بظروف أمنية صعبة تتعرَّض فيها إيران لوباء، فيتشنج عدد من النواب لدينا، ويخلطون الحابل بالنابل، فماذا لو تعرَّضت إيران لحرب شاملة؟ وماذا سيفعل نواب "...." حينها؟

وعلى المقلب الآخر يعلن شيخ قبيلة أن كوادر القبيلة الفنيَّة مستعدة لدعم الدولة لمواجهة الوباء المتمثل في فيروس كورونا، وهنا نسأل ذلك الشيخ: ما أدواتك وهيئاتك التي ستدير وتستدعي تلك الكوادر؟

الوضع فوضوي إلى أبعد الحدود، والسُّلطة التي استخدمت أدوات التصنيف الطائفي والقبلي والفئوي لإدارة المشهد السياسي في البلد ستواجه يوماً تحدياً تفتيتياً خطيراً للمجتمع سيهدد الاستقرار والوحدة الوطنية، لذا عليها اليوم أن تواجه النائب الطائفي والشيخ القبلي، قبل أن تفلت الأمور يوماً من يدها، وتصبح خارج السيطرة تماماً.