خيم هدوء حذر على قطاع غزة، أمس، بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وحركة «الجهاد الإسلامي»، المدعومة من إيران، على الرغم من المخاوف من تصعيد عسكري، مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية.

وصمد وقف لإطلاق النار توسطت فيه مصر والأمم المتحدة على الحدود بين إسرائيل وغزة، أمس. وقال القيادي في «الجهاد» خضر حبيب: «هذه الجولة من التصعيد انتهت، لكن المقاومة عاهدت شعبها بأن كل عدوان من الاحتلال الصهيوني سيقابل برد فعل من المقاومة».

Ad

ولم يعلن الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، عن إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر. ولم تسجل أي ضربات جوية إسرائيلية.

وذكر الجيش أنه أعاد فتح طرق قرب الحدود مع غزة كان أغلقها عند بدء القتال، وأن خدمة القطارات ستستأنف بالمنطقة.

لكن الجيش أبقى على المعابر الحدودية مع غزة مغلقة إلا أمام الحالات الإنسانية، مشيراً إلى اعتبارات أمنية ومنع الصيادين الفلسطينيين من التوجه للبحر.

وبعدما قضى نحو 65 ألف تلميذ إسرائيلي، أمس الأول، في منازلهم بسبب التصعيد العسكري، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنّ المدارس الواقعة في المدن والمناطق المجاورة للقطاع ستبقى مغلقة.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «الجهاد الإسلامي» أطلقت 80 صاروخا صوب إسرائيل على طول حدود غزة، منذ الأحد الماضي، في حين هاجمت إسرائيل مواقع في غزة وسورية وقتلت ثلاثة من أعضاء الحركة المقربة من إيران. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى على الجانب الإسرائيلي، وتم اعتراض العديد من الصواريخ بمنظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية.

واندلع العنف، الأحد الماضي، عندما قتلت القوات الإسرائيلية عضوا في «الجهاد» قال الجيش إنه كان يحاول زرع متفجرات قرب السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة.

وأظهر مقطع فيديو التقطه مصور في غزة ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنه جثة هامدة متدلية من ذراع جرافة عسكرية إسرائيلية تزيلها من الموقع.

وأثارت اللقطة الغضب في غزة ودعوات للانتقام. وأطلقت «الجهاد» فيما بعد وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، ردا على المساس بـ»الكارمة الفلسطينية الوطنية».

وتوقع محللون عسكريون إسرائيليون، أمس، أن جولة التصعيد بين إسرائيل و»الجهاد»، التي تبدو أنها انتهت عند منتصف الليلة الماضية، ستُستأنف بعد انتخابات الكنيست، التي ستجري يوم الاثنين المقبل. لكن أحد المحللين أكد أن سبب التصعيد الحالي هو «همجية الاحتلال الإسرائيلي»، رغم أنه لم يستخدم هذا الوصف بشكل صريح لوصف من أصدر الأمر بانتشال جثة المواطن الفلسطيني بواسطة جرافة.

في غضون ذلك، قال نتنياهو إنه يمضي قدما في خطة لبناء نحو 3500 منزل لمستوطنين يهود على مشارف مدينة القدس، في مشروع كان مجمداً منذ 6 سنوات ونصف السنة، بعد أن قوبل بانتقادات دولية.

وأشار نتنياهو إلى أنه قراره يهدف إلى تنفيذ المشروع الاستيطاني المعروف باسم «E1»، الذي يقضي بتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم»، القدس الشرقية، لتصل إلى القدس الغربية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: «نحن نبني القدس ومحيط القدس، لقد أوعزت ببناء 3500 وحدة سكنية في منطقة E1».

وكان الفلسطينيون قد حذروا مرارا من أن تنفيذ هذا المخطط سيعني عزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني، ويقطع التواصل بين شمالي الضفة الغربية وجنوبها، ما يقضي على فرص «حل الدولتين».

وجاء إعلان نتنياهو عن الخطوة غداة دعوة مجلس الأمن الدولي الفلسطينيين والإسرائيليين إلى عدم «تقويض» فرص الحل الذي ينص على إقامة دولتين، و»إبقاء حظوظ السلام» قائمة، وذلك في إعلان صدر بإجماع أعضائه، مساء أمس الأول.