مثلت أزمة "كورونا" مأساة للكثير من البشر وعدد من الدول على رأسها الصين حيث أصيب بالمرض عشرات الآلاف، وبدأ الاقتصاد العالمي يستشعر تأثير الفيروس في قطاعات مختلفة من بينها النفط.

وسلطت تقارير "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء أخيراً على عدم يقين قائم بشأن الطلب العالمي على النفط بسبب انتشار "كورونا".

Ad

ترى "أوبك" تأثيراً ضئيلاً إذ خفضت توقعاتها بشأن الطلب العالمي على الخام بنحو 440 ألف برميل يومياً فقط خلال الربع الأول، في حين خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن الطلب بنحو 1.3 مليون برميل يومياً.

الاستهلاك الصيني

- انخفض الاستهلاك الصيني من النفط بشكل حاد نتيجة إغلاق المصانع والقيود على السفر فضلاً عن تراجع وتيرة الانتقالات الداخلية بين المدن والمقاطعات، وتشير تقديرات "بلومبرغ" إلى أن استهلاك الوقود انخفض بنحو 240 ألف برميل يومياً من مستويات ما قبل ظهور الفيروس كما أن رحلات المغادرة من المطارات الصينية تراجعت بنحو 80 في المئة.

- لا تزال الطرق في شنغهاي خاوية، وبالمثل في العديد من المدن الصينية، وتراجعت حدة التلوث بالتزامن مع انخفاض النشاط الاقتصادي واستهلاك الوقود، ولولا فيروس "كورونا" لكان هذا الأمر محل احتفاء.

- انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في الصين بنسبة 36 في المئة خلال الأسبوع الذي تبع عطلة العام القمري الجديد مقارنة بنفس مستوى عام 2019، نتيجة التباطؤ بنسبة تتراوح بين 25 و50 في المئة في أنشطة قطاعات صناعية مثل مصافي تكرير النفط وإنتاج الصلب ومنشآت الطاقة العاملة بالفحم.

- رغم تضرر العديد من الصناعات واستهلاك بكين من الخام بسبب "كورونا"، فإن عدد الناقلات التي شوهدت تفرغ شحناتها من الخام في موانئ صينية ارتفع خلال الفترة الماضية.

- يرجع ذلك إلى أن بعض مصافي التكرير بالقطاع الخاص في الصين انتهزت فرصة انخفاض أسعار النفط لملء خزاناتها بشحنات رخيصة التكلفة.

- في الوقت نفسه، تعمل الحكومة الصينية على بناء مخزون استراتيجي من النفط على غرار المخزون الاستراتيجي الأميركي من الخام، وسط تراجع أسعار الخام وتفاؤل حيال الطلب المستقبلي.

- يظهر ذلك مدى الاختلاف بين وضع الصين مع كل من فيروس "كورونا" الآن ومع "سارس" عام 2003، إذ إن حجم الاقتصاد الصيني الذي يعد الثاني عالمياً بعد نظيره الأميركي يختلف تأثيره كثيراً عما كان عليه قبل سبعة عشر عاماً.

- يبدو ذلك جلياً في أن الاستهلاك الصيني من النفط حالياً يعادل أكثر من ضعف ما كان عليه عند ظهور وباء "سارس"، كما أن بكين أصبحت في السنوات الماضية أكثر اتصالاً بالاقتصاد العالمي من ذي قبل فالمسافرون الصينيون يشكلون نحو 20 في المئة من الإنفاق على السياحة حول العالم، بناء على إحصائيات عام 2018.

ما ردة فعل «أوبك»؟

- في ضوء هذه المعطيات، ترى "أوبك" أن الطلب العالمي على النفط سوف يتراجع بـ 440 ألف برميل يومياً في الربع الأول وبنحو 230 ألف برميل يومياً خلال العام الحالي بأكمله.

- أصدرت اللجنة الفنية لـ "أوبك +" توصية بزيادة خفض الإنتاج بنحو 600 ألف برميل إضافية يومياً، لكن لم تصدر روسيا قرارها بشأن الاقتراح بعد.

- وظهرت دعوات مطالبة بتقديم موعد اجتماع المجموعة المقبل، لكن أشارت مصادر لوكالة "رويترز" في وقت لاحق إلى أن الاجتماع لن يتم تقديمه، بل سينعقد في السادس من مارس، بناء على تصريحات نائب وزير الطاقة الروسي.

- يرى مراقبون أن عدم تقديم "أوبك" للاجتماع ربما يعني عدم التشاؤم بخطورة الموقف حول "كورونا" ومدى تأثيره على السوق، بل إن المنظمة ترى تأثيراً محدوداً للفيروس.