بهدف إثراء الحركة التشكيلية، أقيم في منصة الفن المعاصر "كاب"، بالشويخ 4 معارض للفنانين: محمد جحا بعنوان "نسيج الذاكرة"، وفاطمة الحاج بعنوان "كر وانت حر، عنترة: بالأسود على الأبيض"، أما معرض الفنانة التشكيلية زينة عاصي فحمل عنوان "هو ذا الإنسان"، وأخيراً معرض حازم حرب جاء بعنوان "البصيرة"، إذ تعد المعارض تظاهرة فنية متميزة، يتناول فيها الفنانون الكثير من القضايا والرؤى وفق تصوراتهم، مما يعطي تنوعاً ملحوظاً للاعمال.

وفي معرض "نسيج الذاكرة" قدم محمد جحا تجربة فنية رائعة، إذ يتميز بأسلوب شخصي متقن في التصوير والرسم، ويقدم مزجا رائعا من العناصر المختلفة في أعماله الفنية، وقال في الكتالوج التعريفي بالمعرض "كم مرة من المفترض علينا بناء غزة؟ كم مرة يجب أن نحفظ جغرافيتها الجديدة؟ كم من المناطق الجغرافية الجديدة سترتدي غزة؟ لا أحد يعرف الإجابة عن هذه الأسئلة، ولعله ليس ضروريا، فهذه الأسئلة الكثيرة من الإجابات المحتملة، كما تطرح أسئلة أخرى حول ما يحدث في غزة، "التجديد" المفروض والمكروه هو حكاية

Ad

لا نهاية لها في حال الحروب المستدامة، ويؤثر على كل شيء على حد سواء: البشر والمخلوقات وأشياء أخرى.

أما في معرض "البصيرة" للفنان حرب فقال في كلمته بالكتالوج التعريفي بالمعرض "الظل هو الحياة، هو علامة على الحركة والوجود".

وتشير الأعمال الواسعة النطاق للبصيرة إلى الأشكال الهندسية ذات الأصل الإسلامي، وهذه الأعمال مستوحاة من الكلمة العربية "بازار"، التي تجمع بين المعنى المزدود "للرؤية" و"الرؤية من خلال شيء ما"، فمن خلالها يسأل حرب أسئلة حول عادات المشاهدة والإدراك لتحقيق ذلك، قام بالجمع بين عدد من اللوحات من دون إطار مع لوحات أخرى لها تنسيقات مختلفة لتصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد وباستخدام الشكل الهندسي الناتج عن هذا التكوين، قام بعد ذلك بتجريد موتيفات مستلهمة من الهندسة الإسلامية بطلائها، ووضع تكويناتها الرئيسية أمام بعضها

خيار تشكيلي

وفي معرض "كر وانت حر، عنترة: بالأسود على الأبيض"، تقول الحاج "عندما بدأت ولوج عوالم عنترة، لم تخطر ببالي الألوان، وبدأت دراساتي: إحساسي بالتقشف الذي ميز حياته والتضاد في الحالات التعبيرية عنده، كانت عوامل جعلت الأسود والأبيض خيارا تشكيليا، لأستطيع تصوير ما يعتمل داخلي".

من جهته، قال مقيم المعرض عبد القادري "تقدم الحاج مشروعا مغايرا تستند من خلاله على روايات عمرها أكثر من ألفي عام، لتعود وتبشر بالمعاني والأفكار، ومنذ عامين وفاطمة تتبحر في شعر عنترة، تقرأه وتمعن في بلاغته، وتهيم في ذاكرة العمر تغوص في تاريخها، تستعير من حياته وتعطيه من حياتها".

بدورها، قالت عاصي عن معرضها "هو ذا الإنسان" يجمع بين الأعمال القديمة والحديثة، التي تبرز النزاعات التي نتجت عنها عمليات النزوح والهجرات الراهنة، وتعالج بعض الأعمال الأزمنة العالمية للمهاجرين اللاجئين التي يغذيها الفقر، أو تتسبب فيها الدول الفاشلة، أو الحرب الأهلية أو السياسية، أو تجارب الفشل الاقتصادي، في حين البعض الآخر شخصي، ويستهلم من قصصها الخاصة وتجاربها حول موضوع الاغتراب، كما تدور أعمال المعرض حول الذكريات "الجماعية والفردية"، وكيف تتأثر هذه الذكريات بحركة الناس وبتغير أيديولوجيات المجتمعات وتوجهاتها السياسية.