في وقت تسعى دول العالم جاهدة للحدّ من تداعيات المرض الخطير، واصلت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الارتفاع، حيث بلغ عدد حالات الوفاة الناجمة عنه في بر الصين الرئيسي 724 حالة بينهم أميركي وياباني في مدينة ووهان.

وأعلنت وزارة الصحة الصينية، أمس، وفاة 86 مصاباً، أمس الأول، ليسجل بذلك أعلى عدد وفيات في يوم واحد بهذا الفيروس. وبدا أن حصيلة قتلى الفيروس ترتفع باطراد.

Ad

ويومي الخميس والاربعاء الماضيين سجلت وفاة 73 شخصاً، بينما سجل في اليومين السابقين وفاة 65، بعدما كانت 57 وفاة الأحد الماضي.

وبلغ عدد الإصابات بالفيروس 34 ألفا وتوفي بسببه 724 شخصاً في بر الصين، أي من دون هونغ كونغ وماكاو.

ويواصل المرض الانتشار خارج بر الصين. وتم تأكيد 320 إصابة في 30 بلداً ومنطقة، وحالتي وفاة في هونغ كونغ والفلبين.

وتوفي الأميركي البالغ من العمر 60 عاماً الخميس في مستشفى بووهان، مركز الأزمة الصحية الحالية الناتجة عن الفيروس، كما كشف السفير الأميركي في الصين.

وتوفي أيضاً ياباني ستيني في مستشفى في المدينة، كما أكدت وزارة الخارجية اليابانية، لكنها قالت إنه "من الصعب" التأكد من أن مرضه ناتج عن الفيروس.

ولا تزال مدن صينية أخرى تخضع لتدابير قاسية تهدف إلى احتواء الفيروس، إذ يفرض على مئات الملايين من الأشخاص البقاء في بيوتهم.

زمن الحرب

وخلال زيارة هذا الأسبوع إلى مدينة وهان، أمر نائب رئيس الوزراء سون شونلان السلطات المحلية باعتماد تدابير "زمن حرب"، وتمشيط الأحياء بحثاً عن السكان المصابين بحمى.

ويبقى العاملون الصحيون في معالجة مرضى الفيروس عرضة بشدة للإصابة به. وأصيب 40 عاملاً في المستشفى الجامعي في ووهان، حسب دراسة نشرت في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية" (جاما) الأميركية الطبية.

أعلن علماء صينيون أن حيوان البنغول قد يكون "المضيف الوسيط" للفيروس الذي ينتقل عبره العامل المعدي للإنسان. وظهر الفيروس للمرة الاولى في سوق ووهان تباع فيه الحيوانات البرية المخصصة للأكل.

حجر هونغ كونغ

وتفرض دول عدة قيوداً صارمة على الأشخاص الوافدين من الصين، كما تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى هناك.

وعلى كل شخص يصل إلى هونغ كونغ حالياً من البر الصيني أن يخضع لعزل مدته أسبوعين في بيته أو الفندق، او أي مكان سكن آخر، على أن يواجه من يخالفون هذا التدبير السجن ستة أشهر.

ويفترض أن يساعد هذا الإجراء المشدد على كبح المرض. وأغلقت هذه المدينة شبه المستقلة والتابعة للصين أغلبية مراكزها الحدودية مع البر الصيني، في حين هرع السكان إلى المتاجر للتزود بالمؤن.

غضب بعد وفاة «طبيب ووهان»

عمّ الغضب الصين بعد وفاة طبيب جراء فيروس كورونا المستجد أمس الأول، كان قد وُبخ لأنه أطلق أول تحذير من ظهور فيروس تاجي جديد ما زالت حصيلة ضحاياه في ارتفاع.

لكن الوباء اتخذ بعدا سياسيا بعد وفاة لي وينليانغ ليل الخميس ـــ الجمعة، وهو طبيب من مدينة ووهان كان أول من أطلق تحذيرا في ديسمبر بعد ظهور الفيروس في عاصمة مقاطعة هوباي.

وكان اتهم بنشر اشاعات من جانب السلطات، لكنه بات بمثابة بطل وطني وشهيد في الصين، لمواجهته المسؤولين المحليين المتهمين بالتكتم على بدايات انتشار الفيروس.

وأعرب صينيون عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب كثر عبارة "نطالب بحرية الرأي" قبل أن تقوم الرقابة بحذفها. وفي ظل هذا الغضب الشعبي، أعلنت بكين فتح تحقيق بـ "ظروف" وفاة الطبيب.

وقدمت بلدية ووهان لعائلة الطبيب 800 ألف يوان (104 آلاف يورو) كتعويض "تأمين حوادث العمل".

عالقون في البحر

في الوقت نفسه، لا يزال آلاف الركاب عالقين على متن سفينتين سياحيتين في آسيا.

وفي اليابان، ارتفع عدد المصابين بالفيروس على متن سفينة "دايموند برينسس" السياحية إلى 64 شخصاً أمس. وفرض على 3700 شخص على متن السفينة البقاء داخل حجراتهم.

وفي هونغ كونغ، يواجه 3600 شخص المصير نفسه على متن سفينة "وورلد دريم" السياحية، التي تأكد وجود 8 إصابات على متنها. ومنعت اليابان سفينة سياحية أخرى يشتبه بوجود مصاب بالفيروس من الرسو في الأرخبيل.

نقص الكمامات

وفي جنيف، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن العالم يواجه نقصا في الأقنعة ومعدات الحماية الأخرى من الفيروس المستجد.

وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدانوم غبرييسوس خلال اجتماع للجنة التنفيذية "يواجه العالم نقصاً مزمناً في معدات الحماية الفردية"،لافتا إلى انّ الطلب "زاد بما يصل إلى مئة مرة مقارنة بالأوضاع العادية، في حين تصاعفت الأسعار بنحو 20 مرة".

اسم الفيروس

وتتقدم "منظمة الصحة" بحذر في بحثها عن اسم للفيروس الجديد، حرصا منها على عدم وصم مدينة ووهان.

والتسمية المؤقتة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة المتخصصة على الفيروس، الذي أعلنت بسببه حالة طوارئ صحية عالمية هي "2019- إن كو في".

وتشير هذه التسمية إلى السنة التي ظهر فيها وإلى أنه فيروس كورونا مستجد، أي بمجموعة الفيروسات التي ينتمي إليها.

وأعلنت ماريا فان كيرخوف، التي تشرف على وحدة الأمراض الناشئة في منظمة الصحة في جنيف: "رأينا أنه من الأهمية بمكان أن نجد له اسماً مؤقتاً لعدم الربط بين تسميته وأي مكان".

والقرار النهائي مسألة أيام، ويعود إلى منظمة الصحة وخبراء اللجنة الدولية تصنيف الفيروسات لفرزها ضمن فئات. وأي تسمية محددة تنطوي على مخاطر.

واشنطن

وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة "مستعدة لإنفاق" 100 مليون دولار لمساعدة الصين ودول أخرى في مكافحة الفيروس واحتوائه.

وقال، في بيان، "سهلت وزارة الخارجية نقل نحو 17.8 طنا من الإمدادات الطبية المتبرع بها إلى الشعب الصيني، بما في ذلك كمامات وأثواب وضمادات وأجهزة تنفس وغيرها من المواد الحيوية".

ولفت الى "ان هذا الالتزام إلى جانب مئات ملايين الدولارات التي تبرع بها بسخاء القطاع الخاص الأميركي يظهر القيادة الأميركية القوية في الاستجابة لتفشي الوباء".

وأعلنت وزارة الصحة بالإمارات، أمس، تشخيص حالتين جديدتين بفيروس كورونا الجديد لصينية وفلبينية، ومن ثم يصل إجمالي عدد الحالات المكتشفة في البلاد إلى سبع حالات.

وفي باريس، قالت وزيرة الصحة آنييس بيزون، أمس، أنه تم تشخيص إصابة 5 بريطانيين بينهم طفل في فرنسا بعد تعاملهم مع شخص كان في سنغافورة. وبذلك يصل إجمالي عدد المصابين بعدوى الفيروس في فرنسا إلى 11. وسجلت كوريا الشمالية أول إصابة بفيروس كورونا، لمواطنة قادمة من الصين، في حين ارتفعت حصيلة الإصابات المؤكدة في كوريا الجنوبية إلى 24 حالة.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تايلند 7 حالات إصابة جديدة هم 3 تايلنديين وأربعة صينيين. وبذلك يصل إجمالي عدد حالات الإصابة المعلنة في البلاد إلى 32.

العدوى قد تنتقل عبر البراز

أكد باحثون أن الإسهال قد يكون طريقا لانتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد، بعد نشر دراسة تشير إلى أن المصابين بالمرض يعانون اضطرابات بالجهاز الهضمي.

وتنتقل العدوى بشكل رئيسي عبر الهواء من خلال رذاذ سعال شخص مصاب. وقال باحثون درسوا الحالات الأولى، انهم ركزوا في البداية على العوارض التنفسية وقد يكونون أهملوا تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي.

وأفاد مقال لباحثين صينيين نشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية "أميركان ميديكال اسوسييشن" (جاما) أن 14 من أصل 138 مريضا، جرت دراسة حالتهم في مستشفى في ووهان، أصيبوا بإسهال وغثيان قبل يوم أو يومين من ظهور الحمى والاضطرابات التنفسية.

وقال الأستاذ في جامعة ساوثهامبتون ويليام كيفيل في تعليق لمجلة "ميديا سنتر" في المملكة المتحدة "من المهم الإشارة إلى أنه أبلغ عن العثور على فيروس كورونا المستجد في براز مرضى يعانون عوارض معوية غير عادية، على غرار سارس الذي عثر عليه في البول، ما يشير إلى ان الفيروس يمكن أن ينتقل أيضاً عبر البراز".