واقعاً، استطاعت إسرائيل، أو المشروع الصهيوني وحلفاؤه، تحقيق هدف رئيسي لها، وهو تفتيت التجمُّعات الكبرى المجاورة لها، عبر الأقليات المختلفة، التي لعب عليها دائماً أعداء وغُزاة الشرق العربي.

الأيادي الخفيَّة شدت عصب العلويين وشيعة ولاية الفقيه والمسيحيين والدروز المتحالفين معهم في لبنان وسورية، والأكراد ودورهم المرسوم لهم في التمدد وتطهير مناطق معيَّنة من الوجود العربي السُّني تحديداً، وخلق الصراعات بين القبائل العربية والإفريقية في السودان، وإقناع بعض الأنظمة في الخليج العربي بإحياء المناسبات القبلية وتعظيمها، كضمانة لاستمرار حُكمهم.

Ad

بينما يتم في أوروبا نشر تجمُّعات النوبيين المصريين والبربر، وتنشط بشكل كبير دعوات دعم أقباط مصر في كندا والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عمَّا يفعله الحوثيون في اليمن.

معظم وسائل التفتيت تلك نجحت في سورية ولبنان والعراق واليمن وليبيا، لكن يبقى السؤال المهم: كيف ستحكم تلك الأقليات؟

من الواضح أن جميع تلك الأقليات تعيش على أنقاض دول، وتحت حماية ورعاية مباشرة من الأجنبي، ولا يمكنها الاستمرار يوماً واحداً من دونه، فسورية تحت الحماية الروسية والميليشيات الإيرانية، في بلد لا مستقبل له تحت قيادة العلويين، ولبنان بلد مُفلس تحت هيمنة حزب الله، واليمن خارج التاريخ، والعراق في أزمة دائمة.

حُكم الأقليات في العالم العربي مدعوم دولياً، وهو مطلب إسرائيلي، لكنه محكوم بالفشل، ولن يدوم، لأنه مشروع خراب وتدمير الأوطان.