ذكرتُ في المقال السابق، أن التاجر عبداللطيف بن عبدالوهاب العريفان غرق في وسط البحر بسفينته في عام 1904، وترك خلفه حمولة من الخشب في ميناء كروار الهندي. وبعد مُضي أربع سنوات، حافظ خلالها الهنود على الحمولة، وكتبوا للمحكمة في مدينة بومبي، لاتخاذ قرار لبيع الخشب، وتحويل أمواله إلى ورثة عبداللطيف العريفان. وطبقا لأسرة العريفان الكريمة، فإن عبداللطيف كان يُبحر في سفينة من نوع "البغلة"، ورثها عن أبيه عبدالوهاب بن عريفان، وعندما غرقت به في ذلك العام كان يرافقه أخوه سعود. وقد ترك عبداللطيف من خلفه ولداً وبنتاً، وكذلك أخاً وعماً، وتأكد ذلك في رسالة للمعتمد البريطاني بالكويت في 3 مارس 1908، قال فيها: "فيما يتعلق بموضوع الراحل عبداللطيف بن عريفان وملكه في كروار، فإنني أفيدكم بعد الاستفسارات بأن عبداللطيف ترك من خلفه ولداً يقل عُمره عن السن القانونية، وأخاً هو محمد بن عبدالوهاب، وعماً اسمه أحمد بن عبدالعزيز بن عريفان".

وأوضح المعتمد البريطاني، أنه تواصل مع الشيخ مبارك وآخرين، وأنهم جميعاً يتفقون على غرق سفينة العريفان في ذلك العام، ووفاة جميع من عليها، ضمنهم صاحب السفينة وأخوه.

Ad

واقترح الشيخ مبارك، وفق ما ورد في رسالة المعتمد، أن يتم شحن الخشب إلى الكويت، لبيعه في مزاد علني لتسديد أي ديون على عبداللطيف العريفان أولاً، ثم تسليم باقي المبلغ لورثته.

كما أبلغ الشيخ مبارك المعتمد، بأنه يستطيع الحصول على وكالة من ورثة عبداللطيف أو من الوصي على أولاده القصَّر، من أجل التصرف بملكيته العقارية في كروار.

وقد وافق المعتمد على اقتراح الشيخ مبارك، وكتب لحكومته لأخذ موافقتها. ويبدو أن الأمور اتجهت إلى طريق آخر، حيث أمرت المحكمة ببيع الخشب في مزاد علني، وأمرت باقتطاع أي رسوم للمحكمة أو الحكومة، ومن ثم تسليم باقي المبلغ لورثة التاجر عبداللطيف العريفان. وقد أكدت المحكمة على ذلك في رسالة أرسلتها إلى المقيم البريطاني في الخليج، إليكم نصها: "من ديستريت ماجستريت كناره إلى حضرة القنصل جنرال الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في خليج فارس،،،

بسلسلة الكتب آخرها كتابكم نمرة 1256 مؤرخ 26 شهر أبريل عام 1908 أطلب من فضلكم تسوي ترتيب ليصير خبر عند ورثة عبداللطيف بن عبدالوهاب بن عريفان لبيع الحطب في البلام العام لو ما يسون ترتيب ثاني بمعرفة المملكدار والمجسترية درجة ثاني في كاروار قبل أول شهر جنوري عام 1909 مطابق 9 ذا الحجة 1326 وقيمة الحطب عقب ما نقطع منه المصاريف حق حفظ المال وغيره نرسله إلى عند جنابكم".

نُكمل القراءة في وثائق حادثة غرق سفينة التاجر عبداللطيف بن عبدالوهاب العريفان عام 1904 في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.