بعد يوم من وصفه الفيروس الجديد بـ«الشيطان»، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، إن عملية احتواء ومنع انتشاره لاتزال مهمة معقدة.

وكان بينغ، أوعز لسلطات البلاد على كل المستويات باتخاذ إجراءات حاسمة «لتحقيق النصر على العدو».

Ad

وأعلنت السلطات الصحية الصينية أمس، تسجيل 26 وفاة جديدة منذ أمس الأول، ما يرفع الحصيلة إلى 132 وفاة، و5974 إصابة مثبتة في البر الصيني.

وهذا الرقم تخطى عدد الإصابات عند انتشار «سارس» الذي أصاب 5327 شخصاً في 2002 و2003، وأدى إلى وفاة 774 شخصا في العالم بينهم 349 في الصين.

وذكر الخبير الصيني البارز حول «متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد» (سارس) تشونغ نانشان، أن «تفشي فيروس ووهان كورونا الجديد لن يستمر طويلا مثلما حدث مع وباء سارس عامي 2002 و2003، وربما يصل ذروته في غضون الأسبوع والنصف المقبلين».

وأضاف في مقابلة مع «وكالة أنباء الصين الجديدة» الرسمية (شينخوا) أمس الأول، أنه «في ذلك العام، استمر سارس نحو 6 أشهر، لكن لا أعتقد أن فيروس «كورونا الجديد» سيكون قادرا على الاستمرار لتلك الفترة الطويلة».

وتابع «نظرا لأنه بعد بدء الموجة الثالثة من العدوى، اتخذت البلاد إجراءات قوية، لاسيما الكشف المبكر والعزل المبكر. بعد هذين الشيئين، لدينا ثقة كافية للحيلولة دون حدوث ذروة أخرى».

وذكر تشونغ، أن ذروة التفشي يمكن أن تصل خلال الأيام السبعة إلى العشرة المقبلة.

لقاح مضاد

وفي خضم الذعر الذي سببه الفيروس دولياً على مدار الأيام الماضية، تعمل روسيا والصين معا لتطوير لقاح مضاد للفيروس الجديد، وفقاً لما قالته القنصلية الروسية في مدينة غوانغتشو الصينية، أمس.

وأكدت القنصلية، أن «بكين سلمت روسيا الشفرة الوراثية للفيروس منذ أيام».

وفي السياق، نجح علماء استراليون في تخليق نسخة من فيروس كورونا الجديد، في بيئة مختبرية، ليصبحوا أول فريق من العلماء خارج الصين، يحقق الانفراجة الطبية، التي يمكن أن تمهّد الطريق نحو تطوير لقاح.

وذكر «معهد بيتر دوهرتي بيتر للعدوى والمناعة» في ملبورن، أمس، أن علماء المعهد استحدثوا بنجاح الفيروس من عينة تم أخذها من مريض مصاب في 24 الجاري.

وأضاف المعهد أنه سيتم تشارك المختبرات المتخصصة التي تعمل بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية في أوروبا، إضافة إلى مختبرات استرالية، للمساعدة في مكافحة الفيروس.

وسيساعد الفيروس في التشخيص الدقيق للمرض والمساعدة في تقييم فعالية اللقاحات التجريبية ضد التفشي القاتل، الذي كان مصدره مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي.

وفي موازاة ذلك، يعمل باحثون من معاهد الصحة الوطنية الأميركية على تطوير لقاح ضد الفيروس، لكنّ العمل عليه قد يحتاج أشهراً، وفق ما أعلن مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنطوني فوسي في واشنطن.

الخطوط البريطانية

وفي لندن، أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيرويز» البريطانية أمس، التعليق الفوري لجميع رحلاتها إلى البر الصيني، عملا بتعليمات المملكة المتحدة القاضية بتفادي التوجه إلى هذا البلد.

وتؤمن «بريتيش ايرويز» عادة رحلات يومية من مطار هيثرو اللندني إلى بكين وشنغهاي.

من ناحيته، أكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن بريطانيا ستضع المواطنين، الذين يتم إجلاؤهم من مدينة ووهان، في الحجر الصحي مدة 14 يوما.

ونظمت بريطانيا، التي لم تسجل أي إصابات بالفيروس، رحلة جوية لإعادة 200 مواطن بريطاني من ووهان اليوم.

عمليات إجلاء

وكانت اليابان والولايات المتحدة أول دولتين تباشران، أمس، إعادة قسم من رعاياهما العالقين في مدينة ووهان التي ظهر فيها المرض الجديد في ديسمبر.

وعزلت السلطات الصينية هذه المدينة (11 مليون نسمة)، عاصمة محافظة هوبي بكاملها تقريبا عن باقي الصين، على أمل احتواء الوباء. ويشمل هذا الطوق الصحي 56 مليون نسمة وآلاف الأجانب.

وحطت طائرة يابانية تنقل نحو 206 مواطنين يابانيين من ووهان قبل الظهر في طوكيو.

وذكرت السلطات الصحية، أن اثنين من اليابانيين الذين تم إجلاؤهم من ووهان، تبين إصابتهما بالالتهاب الرئوي بعد نقلهما إلى مستشفى في طوكيو. والمريضان من بين خمسة أشخاص تم إرسالهم إلى المستشفيات، بسبب أعراض تشمل الحمى أو السعال.

كذلك أعلنت الولايات المتحدة أن طائرة أقلعت أمس، على متنها نحو 200 شخص لإجلاء موظفي قنصليتها في ووهان ورعايا أميركيين آخرين.

وأعلنت السلطات الصحية الأميركية توسيع نطاق الفحوصات الطبية للكشف عن اصابات محتملة لتشمل 20 مطارا في مختلف الولايات المتحدة، مؤكدة ارتفاع عدد المصابين إلى 5 حالات داخل الولايات المتحدة.

وذكر تقرير إخباري، أن مسؤولين بالبيت الأبيض اتصلوا بالمديرين التنفيذيين لشركات الطيران الأميركية، وأبلغوهم بأنهم يدرسون فرض قيود على السفر إلى الصين، وتعليق الرحلات الجوية من الصين إلى الولايات المتحدة.

من جهتها، أعلنت باريس أن طائرة ستحط اليوم في ووهان، لإعادة أول دفعة من الرعايا الفرنسيين «الجمعة على الأرجح»، وقالت وزيرة الصحة أنييس بوزين إن العائدين سيخضعون للحجر الصحي 14 يوما لدى عودتهم.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن طائرة فرنسي ثانية ستقلع «لاحقاً خلال الاسبوع»، وستتمكن الطائرتان معا من إعادة ما لا يقل عن 350 أوروبيا بينهم 250 فرنسيا من الصين.

وتعد كوريا الجنوبية لعملية إجلاء رعاياها، فيما تقول دول أخرى أنها تدرس مثل هذه العمليات، وبينها كندا وتركيا والفلبين وأستراليا التي تعتزم وضع مواطنيها الـ 600 العائدين في الحجر الصحي في جزيرة كريسماس في المحيط الهندي مدّة 14 يوماً.

إصابات جديدة

وفي أول إصابة مثبتة في الشرق الأوسط، أعلنت السلطات الإماراتية أن العائلة المصابة بالفيروس صينية الجنسية مكونة من 4 أشخاص قدمت من الصين.

وقالت وزارة الصحة الإماراتية، في بيان، أمس، إن جميع المصابين في حالةٍ مستقرة، وتم احتواؤهم باتباع أقصى الإجراءات الاحترازية الضرورية المعتمدة عالمياً عند التعامل مع الحالات المصابة.

كما أعلن وزير الإعلام السوداني فيصل صالح، ان هناك اشتباها في إصابة مواطنين هما رجل وامرأة كانا في ووهان.

وفي كوالالمبور، أكد المدير العام للصحة الماليزية نور هشام، أمس، تسجيل ثلاث إصابات جديدة، ليرتفع اجمالي الحالات إلى 7 أشخاص جميعهم صينيون.

وأعلنت السلطات الألمانية، أمس، ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، إلى 4 حالات، وذلك بعد أقل من يوم من اكتشاف الحالة الأولى في ولاية بافاريا جنوب البلاد.

وقرّرت كازاخستان تعليق حركة القطارات والنقل الجوي مع الصين، وتعليق إصدار تأشيرات للمواطنين الصينيين ابتداء من فبراير المقبل

الكويت

من ناحيته، دعا القنصل العام للكويت في شنغهاي مشعل الشمالي، أمس، المواطنين الكويتيين الى عدم السفر إلى مدينة شنغهاي خلال الفترة الحالية، نظرا لتفشي فيروس كورونا الجديد في مختلف مناطق ومقاطعات الصين.

وقال الشمالي في تصريح لـ«كونا»، إنه يتعين على كل المواطنين الموجودين في مدينة شنغهاي والمقاطعات المحيطة فيها (آنهوي وتشينجيانغ وجيانغتسو) التواصل مع القنصلية على الرقم التالي: 008613291201792. وأوضح أن ذلك جاء اثر اعلان حكومة مدينة شنغهاي حالة الطوارئ واتخاذها عدداً من الإجراءات الاحترازية، للحد من انتشار الفيروس في المدينة من بينها إغلاق كل الأماكن العامة فيها.

وأضاف أن السلطات في شنغهاي خصصت نقاط تفتيش في كل المداخل الخاصة بالمدينة، وتقوم من خلالها بإجراء فحوصات احترازية لجميع القادمين اليها، وإذا وجودت أي من أعراض الفيروس فسيتم وضع الحالة تحت الحجر الصحي مدة 14 يوما، حتى يتم التأكد من عدم حمله للفيروس.

آلاف العرائض لمنع الصينيين من السفر لكوريا وماليزيا وفرنسا

وقع مئات الآلاف في كوريا الجنوبية وماليزيا وفرنسا التماسات على الانترنت، تهدف إلى منع المسافرين الصينيين من دخول بلدانهم بعد تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد في الصين.

وفي كوريا الجنوبية، أعرب أكثر من نصف مليون شخص عن دعمهم لالتماس تم نشره على الموقع الالكتروني لمكتب الرئيس الأسبوع الماضي، والذي يطالب بمنع مؤقت لجميع الزوار القادمين من الصين للحيلولة دون انتشار المرض. وحتى أمس، تم جمع 578 ألف توقيع. ويقول صاحب الالتماس إن فيروس كورونا ينتشر من الصين، مضيفا أنه حتى كوريا الشمالية وهي من الحلفاء المقربين للصين منعت المواطنين الصينيين من دخول البلاد.

ووقع أكثر من 400 ألف شخص على التماس مماثل في ماليزيا بحلول أمس، متهمين الشعب الصيني باتباع «نمط حياة غير صحي»، الأمر الذي تسبب في انتشار المرض.

وفي فرنسا، شكا مواطنون من أصول آسيوية من التمييز ضدهم منذ تفشي الفيروس. ونقلوا خبراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين هاشتاغ «#جونوسويسباون فيروس (لست فيروسا)».

غرامة باهظة لصيدلية رفعت سعر الكمامات

أكدت هيئة مراقبة السوق الصينية أنه تم تغريم صيدلية «جيمين كانغتاي» في بكين 3 ملايين يوان (642 ألف دولار) بعد رفعها 6 أضعاف سعر أقنعة الوجه الواقية «N95»، ومحاولة استغلال انتشار فيروس كورونا القاتل في البلاد.

وأوضح التلفزيون الحكومي أن المتجر رفع سعر علبة أقنعة «3M» أيضا إلى 850 يوان، بينما كان سعرها في الإنترنت 143 يوان فقط.

ومنذ الخميس الماضي، حققت الهيئة التنظيمية في 31 حالة انتهاك لسعر أقنعة الوجه (كمامات الوقاية)، كما عززت الرقابة على أسعار معدات الحماية وعاقبت على الأنشطة غير القانونية، مثل اكتناز المعلومات أو اختلاقها حول رفع الأسعار.

وفي العاصمة التجارية شنغهاي، أمرت هيئة تنظيم السوق، البلدية بإغلاق متجر للأدوية يبيع أقنعة من دون المستوى.