وسط تشكيك من بعض القوى الإسرائيلية المعارضة في هدف وتوقيت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقب عن بنود خطته للسلام بالشرق الأوسط، المعروفة بـ «صفقة القرن»، قبيل الانتخابات الإسرائيلية الثالثة خلال عام، والانتخابات الأميركية الرئاسية، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعبئة لدعم الخطة.

وأمس الأول، حذر نتنياهو الإسرائيليين من تفويت «فرصة لا تحدث إلا مرة واحدة في التاريخ»، مشدداً على أن «في البيت الأبيض أكبر صديق، وبالتالي هو أعظم فرصة حظيتُ بها على الإطلاق».

Ad

وجاء كلام نتنياهو زعيم حزب «ليكود» (يمين) قبيل مغادرته إلى واشنطن مع منافسه رئيس الأركان السابق بيني غانتس، زعيم حزب «أبيض أزرق» (وسط) بعدما استدعاهما ترامب لإبلاغهما بنود خطته اليوم.

وقال القطب في حزب «أبيض أزرق» موشيه يعلون إن «طرح الخطة في هذا التوقيت لا يعدو كونه مناورة إعلامية، تهدف إلى تخليص نتنياهو من النقاش بشأن حصانته البرلمانية». ورغم ذلك، رجّح يعلون ألا يرفض غانتس الخطة، لأنها «تنسجم مع الخطوط العريضة للحزب».

وبينما كشفت تقارير إسرائيلية أن «الصفقة» تشمل 10 نقاط بينها ضم %30 من أراضي الضفة ومستوطناتها الكبرى لإسرائيل والاعتراف بيهوديتها ونزع سلاح غزة، اعتبر غانتس أن الخطة «ستكون علامة فارقة تتيح لمختلف الأطراف في الشرق الأوسط المضي قدماً في النهاية مع اتفاق إقليمي تاريخي».

وتتضمن خطة ترامب المبنية على اعتراف بـ«الأمر الواقع»، إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة %70 من أراضي الضفة، وإخلاء المستوطنات «غير القانونية» بها، وتبادل أراضٍ بدلاً من المضمومة لإسرائيل، ونقل بعض أحياء القدس لسيادتها، فضلاً عن حرية العمل العسكري الإسرائيلي في هذه الدولة، وإبقاء الأماكن المقدسة تحت السيادة العبرية.

في المقابل، لوّحت الرئاسة الفلسطينية، أمس، بحل السلطة كردٍّ على «صفقة القرن»، مشيرةً إلى أن القيادة ستعقد اجتماعات داخلية على كل المستويات لبحث جميع الخيارات، ومنها الانسحاب من اتفاقية أوسلو.

وحذّر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة أي جهة من التعاطي مع خطة ترامب «لما تحمله من إلغاء لملفات القدس واللاجئين والحقوق الثابتة للفلسطينيين، والانتباه لتداعيات خطيرة ستحل على المنطقة بأسرها».

وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني على أنه لن يتم الاعتراف بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل ملفات اللاجئين والمستوطنات والحدود.

وإذ أوضح أمين سر المنظمة صائب عريقات أن الرد الفلسطيني على مشروع «احتيال القرن» يشمل إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية، اعتبرت حركة حماس أن «مخططات تصفية القضية ما كان لها أن تُطرح، أو يُمرر جزء كبير منها، لولا حالة التماهي الإقليمي والدولي معها، ومنح الاحتلال الشرعية والتطبيع معه».

ودعت الحركة إلى «مرحلة جديدة من مراحل الصراع، عنوانها ثورة شعب ضد الظلم والاضطهاد والعدوان».

ووسط استعدادات الجيش الإسرائيلي لمواجهة التوترات المحتملة بنشر 6 كتائب بالضفة، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أن المملكة لم تطلع بعدُ على تفاصيل «صفقة القرن»، وكذلك نظراؤه الأوروبيون والعرب، مشدداً على أن بلاده لن تكون جزءاً من تنفيذ صفقات مضرة بمصالحها، ولن ترسم حدوداً ولن تقبل التجنيس.

وبينما حذر من أن «القادم لن يكون سهلاً على المنطقة»، ذكر الصفدي أن عمّان ستتعامل مع «صفقة القرن وفق ثوابتها، وبما يحمي مصالحها وأهمها اللاجئون والقدس والحدود»، واصفاً مزاعم التراجع عن قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة المتخذ في 1988، بأنها ليست سوى تكهنات لا أساس لها من الصحة ولم تطرح «لا سابقاً ولا حالياً».