علمت «الجريدة»، من مصدر رفيع في الحرس الثوري الإيراني، عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي، أن قوات المؤسسة العسكرية الإيرانية تحضر عدة عمليات للرد على تصفية الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني فجر الجمعة الماضية في بغداد.

وكشف المصدر مضمون سيناريوهات الرد، التي تحدث عنها الأمين العام للمجلس الأعلى، علي شمخاني أمس أثناء تهديده للأميركيين بأن عليهم أن «يعرفوا أن المجلس ناقش حتى الآن 13 سيناريو للانتقام، وإذا تم توافق الآراء حتى على أضعفها، فإن تنفيذه قد يكون كابوساً تاريخياً للأميركيين».

Ad

ورغم نفي مجلس الأمن القومي أن يكون شمخاني صرح بشأن احتمالات الرد، أكد المصدر أن تلك السيناريوهات التي أقرها المجلس تتمثل في استهداف:

1 ـ سفن أميركية في مياه الخليج.

2 ـ القاعدة الأميركية التي انطلقت منها الطائرة المسيرة التي اغتالت سليماني.

3 ـ قواعد أميركية في العراق ودول خليجية معادية لإيران.

4 ـ منشآت اقتصادية تابعة للأميركيين في العراق والمنطقة.

5 ـ مراكز دبلوماسية أميركية بالعراق.

6 ـ مواقع حساسة في الداخل الإسرائيلي.

7 ـ الأميركيين في العراق وسورية وأفغانستان عبر الإيعاز لحلفاء طهران بمهاجمتهم.

8 ـ سفن وبوارج أميركية عند مضيق باب المندب قبالة اليمن.

9 ـ قاعدة ديغو غارسيا الأميركية في المحيط الهندي.

10 ـ مرافق اقتصادية في السعودية والإمارات.

11 ـ موفدين أميركيين كبار عند زيارتهم للمنطقة.

12 ـ مقاولي ومديري الشركات الأميركية في المنطقة.

13 ـ عدد كبير من العاملين الموظفين أو المتقاعدين لدى القوات الأميركية.

وأشار المصدر إلى أن هناك استراتيجيات أخرى يتم تقديمها مثل استهداف وحرق فنادق وملاهٍ وشركات تتعلق بترامب أو عائلته، غير أن الاستراتيجيات الـ 13 السابقة هي التي قُدمت وتتم دراستها حالياً.

ولفت إلى أن «الأمن القومي» قرر أن «الثأر يجب أن يتم بعد محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ الأميركي»، مبيناً أن أعضاء «الأعلى للأمن القومي» يعتقدون أن ترامب يحتاج إلى الرد الإيراني قبل المحاكمة، لكي تطغى أحداثه على مجريات استجوابه، وعليه فإن أي عملية انتقام يجب أن تتم بعد المحاكمة التي قد تفضي إلى عزله.

وأوضح المصدر أن بلاده سوف تسير وفقاً لخطط سياسية تزيد سقف الضغوط على ترامب في الداخل الأميركي قبل عملية الاستجواب.

وأضاف أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تلقى اتصالاً من ديمقراطيين أميركيين طالبوه بالعمل على وقف أي عملية انتقامية ضد القوات أو المصالح الأميركية، لأن ذلك سيؤدي إلى الإخلال بجهودهم لإسقاط ترامب، وسيرغمهم على توحيد الصفوف مع سيد البيت الأبيض.

وبحسب المصدر، فإن الديمقراطيين أكدوا لظريف أنهم سيسعون إلى تكبيل يد ترامب عن شن حرب على طهران من خلال إصدار قانون يمنعه من تكرار ما فعله بـ «ضربة العراق»، لكن إذا قام الإيرانيون بأي عملية انتقامية فإن الخطوة لن تنفع.

ولفت إلى أن وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي، الذي يزور طهران حالياً للمشاركة في مؤتمر هرمز للسلام، عرض على ظريف وساطة عمانية لحل الخلافات بين إيران والولايات المتحدة، وأكد أن الأميركيين يريدون حل الأزمة وعدم التصعيد، ومستعدون لتقديم تنازلات كبيرة، وهي فرصة من الممكن ألا تسنح لإيران مجدداً، إذ تفتح الباب أمام رفع جزئي للعقوبات المفروضة عليها.

وبحسب المصدر، فإن طهران، في المقابل، تحجم عن القيام بـ «رد ثأري» مع إمكانية ترتيب سيناريو يرضيها مثل إعلان قرار أميركي بالانسحاب من العراق، لكن دون الانسحاب عملياً، وإعادة رسم خطوط حمر جديدة بين الجانبين، وقد تصل الترتيبات إلى حد قيام ترامب بإقالة وزير خارجيته مايك بومبيو الذي وصف بانه مهندس تصفية سليماني، ككبش فداء، أو قيام إيران بضرب طائرة أو طائرتين أميركيتين من دون طيار لإرضاء جماهيرها وإسكاتها.

يذكر أن محاكمة ترامب متوقفة، بعد أن امتنعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن رفع التهم التي أقرها النواب إلى مجلس الشيوخ، لبدء المحاكمة بسبب الخلافات الحزبية حول إجراءاتها.