«لؤلؤة الخليج»، هذا ما أُطلق على العاصمة بالسبعينيات، هي قلب دولة الكويت من حيث الموقع الجغرافي، تتوسط الدولة بين الشمال والجنوب، وتتميَّز بالمساحة الصغيرة، بضعة كيلومترات من الواجهة البحرية وحتى شارع السور، ومن الأبراج حتى نهاية جبلة، وهذه الرقعة الصغيرة هي حدود العاصمة. ومن مميزات هذه المساحة، سهولة التعمير والتطوير والتحديث والتعديل، لتعود المدينة إلى سيرتها الأولى لؤلؤة الخليج، حيث عُرفت أخيرا بمدينة الأشباح، لفراغ شوارعها وشواطئها وأسواقها من الزوار ليلا.

ونحن مع بداية عام 2020، ما المطلوب لتعود المدينة مفعمة بالحياة ليلا ونهارا، مثل أكبر المدن العالمية؟ باعتقادي، يجب فصل مدينة الكويت عن محافظة العاصمة إداريا، بحيث ترصد للعاصمة ميزانية خاصة للخدمات والبنية التحتية، ليتم التخطيط لتطوير وتحديث وعمل الإنشاءات اللازمة بالعاصمة، والتركيز عليها، مع توفير ميزانية خاصة، يتم من خلالها التعمير والبناء بمخطط مدروس، ليعود الجمال والرونق الجذاب للعاصمة، لتتوهج حداثة وحضارة على الخليج العربي. فمن مشكلات العاصمة الطرق القديمة، التي لا تسمح بالتوسع، لكثافة المباني في بعض المناطق، ويمكن حل هذه المشكلة بجعل الطرق في اتجاه واحد، وعمل وسيلة مواصلات داخلية، مثل مشروع مترو داخلي وشبكة مواصلات تاكسي أو مركبات راقية مخصصة للتنقل داخل العاصمة، وعمل شبكة جسور تربط بين أطراف المدينة، وإنشاء مواقف للسيارات، والاهتمام بها في كل الأماكن التي يتم إنشاؤها وبناؤها. وبهذه الحلول تتطور شبكة المواصلات، ويصبح التنقل سهلا وممتعا داخل العاصمة، ويقلل استخدام وازدحام المركبات.

Ad

ومن الحلول أيضا إعادة فكرة المركز المالي للعاصمة، والسماح بزيادة نسبة البناء في مبانيها، واستغلال المناطق الخالية من البناء والساحات الواسعة، ووضع المشاريع الحديثة والإنشاءات العصرية مكانها، ولنا في سوق واجف بالدوحة وبرايح سالم بالسالمية مثل يحتذى به.

وللتطوير والتحديث لابد من جعل العاصمة قبلة لكل المهرجانات والأنشطة والمعارض والفعاليات لكل الأعمال، وتنشيط حركة السياحة، لتصبح العاصمة وجهة ثقافية متكاملة، من دور سينما ومسارح وفنون ومراسم ومكتبات ومجمعات ومتاحف، واستغلال أفضل لحديقة الشهيد وشارع السور، بجعله المركز الثقافي الأساسي بكل ألوان الفنون والثقافة. وأيضا لابد من تنشيط الأسواق بأنواعها، ومنها شارع فهد السالم، بإعادة تصميمه، ليضاهي أفخم شوارع العالم واجهة، وإنشاء سوق عقاري كسوق المناخ حاليا، متطور ومحدث بشكل أكبر، ويكون مركزا عقاريا مجمعا بمكان واحد حديث، به الإمكانيات المطلوبة لمكاتب وسطاء العقار وشركات العقار الكبرى، على غرار سوق الأوراق المالية.

هذه لمحة سريعة لبعض مشكلات العاصمة والحلول المقترحة لها، لكن مع تخصيص الوقت والميزانية الخاصة والتخطيط الإداري الجيد، ووضع كل الاقتراحات موضع التنفيذ يمكن للعاصمة في عام 2020 أن تكون المركز المالي والثقافي والسياحي للكويت، وتعود من جديد تتوهج لؤلؤة الخليج.

* نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار