ارتبطت مبادرات الإصلاح في كويت الماضي بالمجالس الاستشارية التي احتوت على النخبة الاقتصادية والسياسية معا، وبفكر الجماعات الوطنية التي اتخذت من أسلوب المشورة وتقديم العرائض وسيلة للمطالبة بالإصلاح السياسي. المحفزات آنذاك كانت الرغبة في التطوير والتجديد واكتساب عادة البحث عما هو جديد بشكل مستمر، فتأثرت الكويت بالمبادرات الثقافية الناتجة عن انفتاحها على الدول العربية أو ربما العكس، انفتاح الدول العربية على منطقة الخليج ابتداء بالكويت، وفتحت أبواب الثقافة على مصراعيها باجتذاب المعلمين وأدوات الثقافة من إذاعة ومجلات وكتب.

أما عملية كتابة الدستور فقد احتوت على ذلك المؤثر الثقافي والروح القيادية الداعمة للحوار التي امتاز بها المغفور له الشيخ عبدالله السالم.

Ad

الدستور حدد كوثيقة ملامح السلطة السياسية، وأضفى مؤشرات لرسم العلاقة بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وامتاز أمام دساتير الدول العربية النامية بالبنود والمواد الخاصة بالحريات والحقوق، محتفظا «بثباته» أمام التعديل والتنقيح، ولكن نتساءل اليوم: هل هناك حاجة للتطوير؟ ومن سيختبر مرونة مواد الدستور أمام ما هو قادم من حاجتنا؟

كلمة أخيرة:

استضافت بعض الدول الخليجية أنشطة خاصة بسباق السيارات ومنها الفورمولا، فلم تنجح في تعزيز السياحة فحسب، بل استطاعت أيضا إيصال رسالة رئيسة، وهي إجبار الأنشطة «الأجنبية» على تعليم الأطفال والشباب أسس الأمن والسلامة في التعامل مع المركبات بشكل عام وإثارة الوعي حول خطورة التعامل مع السيارات السريعة بشكل خاص.

أتمنى أن نستعين بتلك الأنشطة لعلها تضع حداً للقيادة المستهترة التي حصدت عدداً لا بأس به من الشباب في شوارع الكويت.