قد يستغرب أعزاؤنا القراء عنوان مقالتي، ويتساءلون: هل للأسد ضمير كالبشر؟ وللإجابة عن سؤالكم اقرؤوا معي مقالتي للنهاية لتعرفوا هل للأسد ضمير أم لا؟

"اشترى محمد الحلو أسدا صغيراً ورباه واعتنى به ودربه وأسماه (سلطان)، وكبر سلطان وأخذ محمد يتنقل به من سيرك إلى سيرك، وفي إحدى المرات وبعد نهاية الاستعراض والجمهور يحيي ويصفق لمحمد على الاستعراض الرائع، أصيب الأسد سلطان بحالة من التنمر فانقض على محمد ونهش جسده بأنيابه ومخالبه، وفي المستشفى لفظ محمد أنفاسه الأخيرة، وقبل وفاة محمد أوصى أولاده ومسؤول السيرك بعدم قتل الأسد سلطان، وأنه سامحه على فعلته.

Ad

مسؤول السيرك أخذ الأسد سلطان إلى حديقة الحيوان، لأنه لا يصلح للسيرك، فأصيب بحالة اكتئاب شديد، وكان يرفض الطعام والشراب، فأحضروا له أنثى (لبؤة) فأعرض عنها وهجرها، وأخذ سلطان يعض جسمه ويده التي آذت محمداً حتى مات ندماً وحسرة وقهراً على خيانته لعشرة محمد الذي رباه صغيراً وعاش معه سنين طويلة". الأسد سلطان صحا ضميره وأحس بغلطته، وندم عليها أشد الندم، وعاقب نفسه بنفسه حتى مات.

في الحياة يوجد بعض البشر ظلموا عباد الله وأكلوا حقوقهم وأدخلوهم السجن، فهذه النوعية من البشر القاسية قلوبها، متى تصحو من غفلتها وتشعر بتأنيب ضمائرها، وتعتذر لمن أخطأت بحقهم في الدنيا قبل الآخرة.

كفاكم مكابرة، ولا تأخذكم العزة بالإثم، فالاعتذار قوة لا ضعف، ومن شيم الكرام، وكما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام: "كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون"، أما "النرجسيون" أصحاب الضمائر الميتة فهؤلاء من النوعية لا يرتجى منها خير، "اغسل إيديك منهم"، وأعرض عنهم لأنهم مرضى ومعقدون نفسياً، ومع مرور الأيام والسنين ربما تتحول أمراضهم النفسية إلى جسدية، وتودي بهم إلى التهلكة. وإلى كل مظلوم نقول له كما قال أحبابنا أهل النيل الكرام في أمثالهم الشعبية: "يا بخت من بات مظلوم، ولا بات ظالم".