أيام ويبدأ عام جديد، لا نعلم ما تحمله وأيامه وشهوره، بعد أن عشنا عاماً مليئاً بالأحداث والمطبات والتشاحنات والمنخفضات الجوية وتداخل الأمور وغيرها، فهناك من فرح بأحداث معينة واعتبرها هي الأهم، وهناك من حزن على الفراق والشتات وتلاطم أمواج الحياة من حوله بسبب تدهور الأوضاع من مختلف النواحي، وما خلفه له الآخرون من أمور لا تسعد صديقا ولا عدوا.

هناك من انكشفت ألاعيبه وتجاوزاته، وهناك من اتضحت حقيقته المزيفة، وهناك من أصبح بطلا من ورق، لكن لا تزال بعض القضايا حاضرة على مر أعوام مضت، ومعاناة لا تنتهي، وملفات طغت على كل شيء، وكأنها لم تتغير رغم تغير الأيام، ومنها على سبيل المثال لا الحصر شوارعنا بحصها المتطاير والحفر، واستمرار أزمة السكن وبيع الأوهام للمواطنين، وارتفاع معدلات الطلاق، والبطالة المقنعة.

Ad

أما قضية البدون فمكانك راوح، وكل من يتبنى ملفها يزيد معاناة أصحابها، وكأنه كتب عليهم الشقاء ومواجهة حائط العنصريين، بالإضافة إلى تمسك بعض النواب البصامين بشعار "الأمور بخير ووضعنا أحسن من غيرنا"، رغم القفزات التي سبقنا بها الآخرون، واستمرار مسلسل الفساد الذي أصبح يمتاز عن كل عام يسبقه، ويتضاعف في أرقامه، ومشاريعنا التنموية في خبر كان.

وفوق هذا ما زلنا نتبادل الاتهامات والتراشق، في حين الحلول غائبة رغم اختلاف الحكومات في ظل بقاء بعض الوجوه النيابية التي استحوذت على الكرسي الأخضر بسبب الفزعة والقبلية والطائفية والعنصرية، من خلال وسائل التطور في إجراء الانتخابات الفرعية في ظل غياب القانون عن مواجهتها رغم أنها أصبحت مكشوفة أمام العيان.

ننتظر عاماً جديداً ونحن نحمل أحداث عام ماضية، شهدت تصاعد العديد من الأمور، والصراعات من حولنا وارتفاع الحرارة الملتهبة في دول الجوار التي لا تهدأ أبدًا، وكلما انطفأ بركان انفجر آخر في لحظة بسبب الاضطهاد والمعاناة الحقيقية التي تعيشها شعوبها. ولكن السؤال المطروح: هل سيتكرر السيناريو مجددًا في أحداثنا العاصفة وينتقل الى اختلاسات جديدة وظهور أزمات جديدة ونواب مطبلين ووزراء لا يفقهون شيئا، وسلب حقوق، أم سيكون واقعنا مختلفا ونعيش أياماً يفرضها القانون على الكبير قبل الصغير حتى لا تشتعل وسائل التواصل الاجتماعي لتسجل أعلى (ترند) على أحداث تعبر من الشماتة كما حصل في أيامنا الماضية؟

الأمنيات كثيرة والأحلام متجددة لكن الحقيقة واحدة وهي مازلنا مكانك سر والتراجع سيد الموقف والقانون الضحية والنزيف مستمر بدءًا من شوارعنا وصولًا الى مؤسساتنا، ومنتخبنا الذي أصبح يحلم بالكأس!