في أحد أيام عام 1954 الجميلة في الكويت، وكعادته؛ ذهب الشيخ عبدالله المبارك الصباح إلى ممارسة إحدى هواياته المفضلة، وهي الصيد بالصقور (القنص). في هذه المرة، أتاح الفرصة لعدد من الصحافيين والمصورين ليرافقوه ويعيشوا معه هذه التجربة الرائعة ويوثقوا هذه الرحلة من خلال كاميراتهم الفوتوغرافية وكتاباتهم، بغرض نشرها بالصحف والمجلات التي يعملون بها.ومن ضمن من رافق الشيخ عبدالله المبارك تلك المرة المصور عبدالرزاق بدران، والذي كان على علاقة صداقة سابقة بالشيخ، كما شاركهم بهذه الرحلة الشيخ جابر عبدالله الجابر، وقام المصور عبدالرزاق بدران بالتقاط عدة صور للشيخ عبدالله المبارك، وكذلك التقط صوراً للصقر الخاص به خلال رحلة القنص تلك، حيث توجهوا إلى مخيم الشيخ عبدالله المبارك في منطقة «عمارة الرقعي»، وهي تقع بالمنطقة المحايدة وتبعد 250 كم تقريباً عن مدينة الكويت و50 كم تقريباً عن منطقة الحفر.
لقطات جميلة
كان هدف المصور عبدالرزاق بدران هو كتابة مقالة تدعمها الصور، عن تاريخ الصيد بالصقور وأنواع الصقور ومعلومات عنها من حيث التغذية والتربية والصيد وغيرها، وقد حالف الحظ إحدى اللقطات الجميلة التي تظهر الصقر الخاص بالشيخ عبدالله المبارك وهو يقف على «الوكر»؛ تظهره بشكل جمالي كبير، وتظهر ملامح قوته، حيث وفق المصور عبدالرزاق بدران بالتقاط لقطة جميلة جداً للصقر ونشرت في مجلة الإيمان العدد 13 – مارس 1954 -السنة الثانية، ضمن مقالة من جزءين كتبها عبدالرزاق بدران، تحت عنوان «سر الصقر» (الجزء الثاني)، ويحكي فيها تفاصيل رحلته لرحلة القنص برفقة الشيخ عبدالله المبارك، وبعض المعلومات التاريخية عن الصقر ومعلومات عامة عن الصيد بالصقور، وأعجب بهذه الصورة الكثير حتى وقع عليها الاختيار أكثر من مرة، لتكون على إحدى أهم وثائق دولة الكويت وهي العملة الورقية والطابع البريدي.طابع بريدي
استخدمت صورة صقر الشيخ عبدالله المبارك أول مرة لتكون هي العنصر الأساسي لطابع بريدي اعتيادي، وسميت المجموعة بطوابع (الصقور)، والتي صدرت في عام 1966، وتحتوي تلك المجموعة على 8 طوابع بريدية من فئات مختلفة، وهي 90 فلساً– 50 فلساً- 45 فلساً– 30 فلساً- 25 فلساً– 20 فلساً– 15 فلساً– 8 فلوس. وجميع تلك الطوابع يتوسطها الصقر ويحيط بها إطار بسيط، ولكل فئة لون معين مختلف عن الآخر.عملة ورقية
وتم اختيار الصورة ذاتها للمرة الثانية، لتكون ضمن نقش وصور الوجه الأمامي للعملة الورقية الكويتية لفئة 10 دنانير للإصدار الثالث الرسمي لدولة الكويت، والذي بدأ تداوله منذ عام 1980 حتى عام 1990، وبعد تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي عام 1991 تم استخدام العملات الورقية السابقة نفسها، لكن بتغيير ألوانها، ليكون صقر الشيخ عبدالله المبارك، ولقطة المصور عبدالرزاق بدارن يتم استخدامهما للمرة الثالثة على العملة الورقية من فئة 10 دنانير، للإصدار الرابع من عملات دولة الكويت، الذي بدأ باستخدمه منذ عام 1991 حتى عام 1994.المراجع
1. الكويت بعدسة بدران – إعداد عيسى يحيى عبدالرسول دشتي – الطبعة الأولى 2016 – المجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب – دولة الكويت.2. مجلة الإيمان – العدد 13 – مارس 1954 -السنة الثانية – دولة الكويت.3. مقتنيات السيد عيسى يحيى عبدالرسول دشتي.