طالعنا بيان السيد رئيس مجلس الأمة، وما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل "الواتساب" المتداولة منذ أيام بشأن حادثة الاعتداء بالمقبرة، والتي لم أكن أرغب في الرد عليها صوناً للتراحم وحفظاً للود بين الأسرتين ونأياً عن تأجيج حدة التوتر، لولا أنها حملت مغالطات وتجنياً وصلت من البعض إلى حد اختلاق الأكاذيب على نحو مستمر وتسويق الحقيقة مبتورة والإساءة الى حد خدش الكرامة.

واليوم في هذا البيان، أود توضيح بعض ملابسات الواقعة، قطعاً للأقاويل ولرد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتبيان الحقيقة.

Ad

قبل كل شيء أجد لزاماً أن أثبت أنني أكن كل المحبة والاحترام لأسرة الغانم الكرام، التي تربطها بعائلتي وشائج قرابة عميقة تمتد منذ نشأة الكويت، وأن هذه الحادثة لا تعدو أن تكون تصرفاً شاذاً لا يؤثر على علاقة العائلتين وإخوتي الكرام منهم.

ففي يوم الأربعاء الموافق 11 /12 /2019، وبعد انتهاء ابني نايف من تقديم واجب العزاء لإحدى الأسر، توقف بمعية أشخاص لحديث جانبي، عندما حضر السيد مرزوق الغانم وسلم على الموجودين، ولما وصل لابني نايف مد يده فرفض ابني مصافحته، فأصر أن يسلم عليه ثلاث مرات، ولما اعتصم ابني نايف ممتنعاً بدَر من السيد مرزوق أمام الموجودين تعدٍّ لفظي فقابله نايف بالرد بتعدٍّ خفيف، وحصل التحام بين الطرفين تدخل على أثره أشقاء السيد مرزوق الغانم وآخرون بالاعتداء بالضرب المبرح على ابني. تلا ذلك محاولة أشخاص تابعين للطرف الآخر خطفه بسيارتهم من المقبرة، ولما تمكن من الإفلات منهم تلقّفه صديق له داخل المقبرة وركب معه سيارته، وأصر بكل نخوة على بقائه معه في منطقة الصليبيخات لئلا يلحق به أذى، إلا أن ابني فضل التوجه للمخفر، وفور أن استقل مركبته فوجئ بعدد من السيارات تترصده وتتبعه حتى أوقفته عنوة بإحاطته من كل جانب، وترجل منها ستة إلى سبعة أشخاص تم تحديد هويتهم، من بينهم شقيقا السيد مرزوق كل من خالد وفهد، بحسب ما ذُكر بالتحقيقات، وقاموا عدا خالد، بالاعتداء عليه بشكل متوالٍ ووحشي بالضرب والسب المهين، وهو أعزل، وأحدثوا به إصابات بليغة في رأسه ووجهه وأنحاء متفرقة من جسمه، حتى حضرت دورية شرطة فلاذوا بالفرار، وسقط ابني مضرجاً بدمائه، مما استدعى نقله بالإسعاف إلى المستشفى، وتمكنت الدورية من اللحاق بأحد الجناة واستيقافه والتعرف عليه، فما كان من ابني بعد ذلك إلا أن توجه إلى مخفر الشرطة لتسجيل قضية ضدهم.

إن إظهار الحادثة التي يحاول الطرف الآخر أو أتباعه تصويرها والضغط بأدواته على الشارع وتوجيهه باتجاه أنها تعدٍّ من جانب واحد وأنه البادئ في الاعتداء، هو اجتزاء متعمد وإخفاء مقصود وبتر للحقيقة ومحاولة للنيل من نايف انتقاماً وتشويهاً لسمعته وإلقاء اللوم عليه وحده دون جريرة منه أو مبادأة، وهو مَن جُبل على الامتثال للقانون، وليس من شيمه معاداة الآخرين.

إن تسويق فكرة أن نايف هو المعتدي واستبعاد عامل استفزاز رئيس مجلس الأمة له في المقبرة -وهو من يفترض به أن يمثل بمنصبه أعلى قيم التسامح مع الرأي المخالف- هو محض تضليل للناس وإبعادهم عن شرارة الحادثة وطمس متعمد للأفعال الشنيعة الخارجة عن القانون والأعراف والتقاليد التي ارتكبها معتدون لاحقاً بمحاولة خطف ابني نايف والتعدي عليه بلا مروءة وبلا فروسية، وببشاعة في الطريق العام، بإصرار وترصد، على غرار عصابات الشوارع وفكرة الانتقام الثأري الجماعي مع كل الأسف، وإحداث إصاباته التي أفجعتنا.

إن هذه الوقائع هي حقيقة ما حصل ذلك اليوم، وهي حادثة لم يكن لها أن تحصل إطلاقاً لولا إلحاح السيد مرزوق الغانم المستغرب لأكثر من مرة على مصافحته، رغم إفصاح ابني له بعدم رغبته في ذلك تفادياً له، ثم أعقبها السيد مرزوق بتعديه اللفظي الذي وجهه له أمام الموجودين، وما كان لها أن تحدث لو أن السيد مرزوق تجاوز ابني أو غيره في مثل هذا الموقف واستمر بالسير في حال سبيله.

إن تلك الوقائع بأدلتها -بناء على شكوى ابني- اليوم هي معروضة على السلطات المختصة والتي شرعت بالتحقيق فيها، ومثبتة تفاصيلها بمحاضر رسمية، ونحن نسجل في هذا البيان إيماننا بدولة القانون وحرصنا على أن يأخذ العدل مجراه الطبيعي لدى قضائنا المختص وحده والمعهود بنزاهته لردع العادين ووقف ثقافة التشبيح والإفساد ومعاقبة من يثبت تورطه وعدوانه على ابني وتحميلهم مسؤولية الإضرار به وأي تبعات أخرى لِما حصل ودون خضوع لأية ضغوط أيما كانت.

كما أود أن أثبت بشدة في هذا المقام أننا لن نتورع عن اتخاذ الإجراءات القانونية الحازمة تجاه كل من يتعرض لنا بالإساءة ويحاول تشويه صورتنا بأي وسيلة كانت.

وختاماً، أسجل شكري وتقديري وامتناني لكل من اتصل وسأل وساندنا في هذه القضية من أهل الكويت، وكذلك لرجال التحقيق والأمن لتعاملهم المهني مع الحادثة.

سالم خالد المرزوق

17 /12 /2019